{ الشخصية المرحة النجم طلعت زكريا شاهدته قبل عام تقريباً في فيلم (طباخ الريِّس) حيث جسّد رمزية نبض الشارع المصري بكل ما فيه من أخبار ونكات ومعاناة. وقد وجد الفيلم الذي أخرجه مواطننا المخرج المعروف سعيد حامد قبولاً كبيراً لدى المتلقي في الوطن العربي وقبل شهر تقريباً طالعتُ في إحدى المجلات العربية خبراً مفاده أن كبار الطباخين من نادي (طهاة الملوك والرؤساء) عقدوا مؤتمرهم السنوي على شواطئ جزر موريس الفرنسية. من هنا (طقّت في دماغي) حسب تعبير الكاتب الصحفي يوسف معاطي مؤلف فيلم (طباخ الريِّس) طقّت بأن أزعم بأنه ليس لدينا طباخين لرؤسائنا في وطننا منذ الاستقلال.. لأنهم رؤساء (أولاد بلد) لا يحبون الأكل إلا من أيدي الأمهات والزوجات والأخوات.. عصائد وملاحات ومفروكات وكسرة وأرغفة بلدية لا شرقية ولا غربية ولسان حالهم يردد: (أما يكفي أن السياسة وحدها «طبخة» مرة «تستوي» ومرة «تشيط»). { لا أعتقد أن لدينا «مطابخ رئاسية» تمتلئ بالأطايب التي تفتح الشهية لتناول القضايا المعقدة والشائكة بروح «بطنية» عالية. ففي حفلات الضيافة الرسمية عندنا لا أعتقد أنه يؤتي بمتعهدي الحفلات للقيام بهذه المهمة. إن الطباخين عندنا ليسوا من (الثوابت) عند رؤسائنا. إن كانت ملامح أصناف مزروعاتنا تنعكس من خلال محتويات الأطباق التي تقدم للضيوف احتفاءً وإغراقاً لضيوف البلاد في جو الكرم السوداني فإنني أثق بأن مأكولاتنا ومشروباتنا أيضاً المستحضرة من (نأكل مما نزرع) شهية ومقبولة. { ولكن كيف يأكل كبار مسؤولينا من أطباق تلك الدول الشرقية والغربية حينما يقومون بزيارتها؟ تلك الأطباق التي تحتوي على (قواقع وضفادع وجلمبوهات!!) كان الله في عونهم. تخيّلوا عندما يتعكر المزاج بسبب هذه الوجبة أو تلك ف(الطبيخ) لحظتها قد يتسبب في أزمة حادة بين المضيف والمستضاف.. وبدلاً من التوصل إلى نتائج طيبة يحدث العكس. يبدو أن أي (غدا عمل) حينما يفشل يكون السبب فيه أن (الطبخة السياسية) شاطت!! { اتنين مساطيل دخلوا متحف لقو هيكل عظمي مكتوب عليه 1600 ق.م. واحد سأل التاني: شنو يعني 1600 ق.م دي؟ قال ليهو: يمكن دي تكون نمرة العربية الدقشتو!!