بعض الكتابات .. تنزل على الكاتب بردا وسلاما، فتقيه من لظى الحريق، وتحميه من التيبس بالجليد. المفاجأة أن الكلمات أتت هذه المرة من فنان .. فنان اعتدنا حضوره عن طريق الريشة .. فإذا به يرسم بالكلمات ساخرا أنيقا جميلا، مثلما يرسم بخطوطه .. لاذعا لافتا مدهشا . (تحت الغيم) لم تستأذن فنان الكاريكاتير ب (الأهرام اليوم) .. الأستاذ مهدي الهاشمي في النشر، فقد كتب ما كتب .. ضمن سرد شخصي ودود، لكنني أردت لكلماته الاستراحة في عمود الجمعة، بعد أن (أراحني) مطيبا خاطري .. عقب زاوية بعنوان (البحث عن الأجدى) .. كتبتها في (تحت الغيم)، وظهر فيها طعم الحنظل الناشب في حلقي .. بسبب (القربة المقدودة) التي ننفخ فيها .. فإليكم ما كتب الهاشمي من سطور : (السلام عليكم ورحمة الله. انكم يا أستاذ شاطرابي لا تنفخون في قربة ولا يحزنون .. ولكنكم تبثون الوعي في أوعية الناس ودمائهم، وإنكم حملة المشاعل في هذا البلد والسمح سماحة (......... ). ان صديقكم الذي ( اكتشف انه ينفخ في قربة مقدودة بعد أكثر من عشرين سنة ) حتي تدلت أشداقه لتبلغ أخمص قدميه، موبوء بمهنة الصحافة وشقي بها، ولن يجد أجدي من أن يضع قبسا في كثير من العقول المتلهفة والمتعطشة للمعرفة والوعي .. صويحبكم طيب الذكر شقي بالصحافة، والشقي بتعتر ليه.... شدقو!! صحيح أن رؤوس مسؤولينا ياااانعة لكنها صلدة كالصخر، ومن الصخر ما تتفجر منه المياه .. لكن الأرضة جربت الحجر .. يعني شنو عشرين سنة ؟؟ .. أخشي أن تركبوا( راس) وتخلو الشغلانة .. عزيزنا شاطرابي .. ان شطرا واحدا .. آسف، سطرا واحدا ( يبدو انى أصبت بداء الشطربة الوبائي) من تحت الغيم يمحو كل الأحزان و(يسكر) كل المرارات المستعصية علي أخوتنا الأطباء الذين بدورهم قد نفخوا في ذات القربة الهلامية المترهلة ولا عزاء .ان كتاباتكم تمنح الناس الابتسامة الغالية وتنتزع منهم الضحكة الصافية علي ندرتها، وان سخريتكم اللطيفة الخفيفة تمنح الناس لحظات الصفاء وتبعث الارتياح في النفس . وليس من شئ أجدي من أن نستظل معك تحت الغيم .. فأنا شخصيا أستمد الطاقة من قراءة زاويتكم التي ازدانت بها الاهرام اليوم) . انتهي كلام الفنان الهاشمي .. لكن أثر كلماته يبقى مضيئا في الوجدان .. فمن هو الكاتب الذي لا يحتاج لمن يطبطب له على رأسه .. بعد أن تتكالب عليه اللبعات .. والطناشات .. والدلاديم .. ويجد بعد كل سنوات العناء .. أنه كان يؤذن في مالطا ؟! شكرا أيها الفنان الجميل.