يلاحظ في العالم العربي خاصة أن النُّظم الملكية أكثر استقراراً من النُّظم الجمهورية. وربما لهذا السبب أخذت بعض الجمهوريات من الملكيات نظام الوراثة فأصبح الابن يخلف والده الرئيس. وقد يُثبت بعض الأبناء أنهم رؤساء أكْفاء منجزون ولكن من أساسيات النُّظم الجمهورية أن الحكم لايورّث والرئيس يأتي للحكم بالانتخاب وأحياناً بالاستفتاء ومرات عن طريق الانقلاب العسكري أو الثورة الشعبية. ويلاحظ أيضاً أن الحوادث العاصفة المزلزلة تقع أكثر في الجمهوريات وتقل بل وتنعدم تماماً في الملكيات. ومثلاً فقد نشبت حرب يونيو 67 في جمهورية مصر.. وفي جمهورية سوريا أيضاً.. وفي المملكة الأردنية نعم لكن ذلك كان استثناءً.. واندلعت الحرب الأهلية البشعة التي كان القتل يتم فيها على الهوية في جمهورية لبنان.. واندلعت مرتين مرة في الخمسينيات ومرة في السبعينيات من القرن الماضي. وكان لجمهورية الجزائر نصيبها من مثل هذه الحروب تسعينيات القرن العشرين، وبالإضافة إلى الخسائر المادية والبشرية التي سببتها هذه الحرب فإنها عطّلت مسيرة التنمية في الجزائر وأطفأت كثيراً من وهج الثورة الجزائرية التي توجت نضالاتها عام 1962 بتحقيق الإستقلال عن فرنسا. وفي التسعينيات أيضاً شهدت جمهورية اليمن حرباً بين شطري البلد الواحد. وفي جمهورية السودان اندلعت (الحرب) قبل الإستقلال.. وكان ذلك في أغسطس 1955م ولم تسكت البنادق إلا في عام 1972 بتوقيع إتفاقية أديس أبابا بين الأنيانيا والحكومة السودانية ثم تجدد القتال بضراوة أكثر هذه المرة عام 1983م ولم يتوقف إلا عام 2005 بالتوقيع على إتفاق السلام الشامل بين الحكومة والحركة الشعبية. وخاضت جمهورية العراق حرباً لامعنى لها ضد إيران عام 80 واستمرت حتى عام 1988م ثم غزت الكويت عام 1990.. ثم استسلمت للإحتلال الأمريكي عام 2003م ومازالت خاضعة له. وهكذا نجد أن كل أو معظم الجمهوريات في العالم العربي عاشرت الحوادث العاصفة المزلزلة وبضعها يعاني خطر الانشطار إلى دولتين أو أكثر وعلى الجانب الآخر أي جانب النُّظم الملكية في العالم العربي ورغم قلة الديمقراطية والاحتقانات السياسية والإجتماعية، فإننا نجد أنها تنعم بدرجة معقولة من الاستقرار وأن إنسانها أكثر أمناً.. ونصيبه من التعليم والعلاج أعلى من نظيره في الجمهوريات وأن طعامه أفضل وألذ واستمتاعه بأحدث إنجازات العصر أكثر. وقال صاحبي بصفة عامة فإن الأنسب رغم كل شيء في هذه المنطقة هو النظام الجمهوري، إنه ليس سيئاً لكن السيئيين هم الجمهوريون العرب.