{ غريب جداً أن تطالب الولاياتالمتحدةالأمريكية، عبر الناطق الرسمي باسم الخارجية «فيليب كراولي»، الحكومة التشادية بالوفاء بالتزاماتها تجاه المحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي توقيف الرئيس «البشير» خلال زيارته نهاية الأسبوع المنصرم إلى إنجمينا..!! فقد ذكر السيد «كراولي» في تصريحات نقلتها الوكالات والفضائيات الدولية أثناء وجود «البشير» في تشاد: (إننا مازلنا على اتصال بتشاد حول مسؤولياتها التي تحملتها بالتوقيع على نظام روما «النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية» ما يستوجب وفاءها بتلك الالتزامات)..!! { ألا تستحي الإدارة الأمريكية عندما تسمح لهذا (الكراولي) بإطلاق مثل هذه التصريحات الغبية؟! فما علاقة أمريكا بالمحكمة الجنائية؟ هل وافقت «واشنطن» على ميثاق «روما» دعك من التوقيع عليه؟ { «واشنطن» تعارض المحكمة الجنائية وتعترض على نظامها الأساسي، حمايةً لضباط وجنود القوات المسلحة الأمريكية الذين قاتلوا وقتلوا مئات الآلاف في أفغانستان والعراق والصومال، وهي تخشى عليهم من ملاحقات محكمة «لاهاي»، لكنها في ذات الوقت تطالب «تشاد» وغيرها من الدول بالوفاء بالتزاماتها تجاه المحكمة..!! هل هو غباء.. أم جرأة وتجاسر غير مسبوق على الأعراف، والأخلاق، والقوانين..؟! { أما الاتحاد الأوربي - تابع السيدة أمريكا - فإنه استيقظ من سباته فجأة بعد أن تلقى الإشارة الأمريكية، فأطلقت مفوضية الشؤون الخارجية تصريحاً يمضي في ذات اتجاه المستر «كراولي».. { أمريكا وأوربا مازالتا تديران علاقاتهما مع أفريقيا بذات العقلية الاستعمارية القديمة.. مازالتا تصران على إرسال الأوامر بالإشارات لتنفذها أفريقيا كما ينبغي..!! { وتشاد لا يمكنها أن تلغي كل تاريخ وحاضر ومستقبل علاقاتها مع جارتها الكبرى «السودان»، فتغضب الله، ثم تغضب شعب السودان، لترضي أمريكا والاتحاد الأوربي (الغلبان)..!! { فتوقيف «البشير» في تشاد أو أية دولة أخرى مجاورة يعني اندلاع حرب مستمرة بين شعب السودان، وتلك الدولة، شلالات من الدماء لن توقفها أمريكا، ولا الاتحاد الأوربي، وقطيعة دائمة لعقود، كتلك التي بين العرب وإسرائيل.. { «البشير» عندما سافر إلى «تشاد» لا يمثّل نفسه، لكنه يمثل الشعب السوداني - كل الشعب السوداني- ولهذا فإن الإساءة له، دعك من توقيفه، إساءة لكل الشعب.. لكل تاريخه.. عزته.. وكبريائه. وتذكرون كيف خرجت «أم درمان» - معقل الوطنية ومركز الولاءات السياسية القديمة - إلى الشوارع تحتضن «البشير» يوم إعلان قرار المحكمة الجنائية، في مشهد استثنائي عجيب لا يشبه كل المشاهد في ذاكرة (الإنقاذ) على مدى عشرين عاماً.. «البشير» في سيارة مكشوفة.. والجماهير، التي لم تكن جماهير «المؤتمر الوطني»، تحاصر موكبه عند تقاطع منزل الزعيم «اسماعيل الأزهري» وهي تهتف (سير .. سير يا بشير)..!! { أمريكا وأوربا دخلتا في حرج بالغ وهما تطلبان المستحيل.. فاهتزت مكانتهما.. ورفضت تشاد ودول الساحل والصحراء إشاراتهما .. فخرجتا من هذا المعترك الصغير هزيلتين كسيرتين.. { إن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. آخر سطر: ثلاث رحلات (خارجية) وواحدة (داخلية) وطائرة الرئيس تخلو من السادة رؤساء التحرير، بينما اصطحب نائب الرئيس إلى «جوبا» (12) رئيس تحرير..!! هل هي سياسة جديدة من السادة في مكتب الرئيس.. أم مجرد (مزاجات)؟! مساء النور عزيزنا السكرتير الصحفي للرئيس.