{ بينما كنت أسير مبكراً صباح الأمس باتجاه التلفزيون القومي بأم درمان، وذلك لتحل «مؤسسة الملاذات» ضيفاً على برنامج «الصباح الجديد» عبر فقرة «عمود صحفي»، رأيت أن أستذكر إن كان هذا اليوم «أربعاء وعقاب شهر»!، فوجدته «أربعاء وبداية شهر»، فتجاوبت أكثر مع هذا الصباح الخريفي الآسر، ومعذرة إن كثرت مفردات «الأنا» في هذا المقال، فصاحب الملاذات، عليه من الله الرحمة والقبول والرضوان، هو اليوم «بطل قصته» والشاهد الوحيد على تراجيديا وسيناريو فصولها، و.. و.. وأنا أدلف إلى بوابة التلفزيون متسلحاً بكل بطاقاتي كما لو أنني ودالمكي في اكتوبرياته الشاهقة.. وتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبرا وسندق الصخر حتى يخرج الصخر لنا زرعاً وخضرة ونروم المجد حتى يحفظ الدهر لنا مجداً وذكرا ولكني فوجئت بأن الأشياء كلها والأشواق في استقبالي، والمسألة تبدأ من «رجال الهدف» ولا تنتهي عند رجل «الصباح الجديد» الأخ الأستاذ جمال الدين مصطفى، فاليوم ستفتح أمام مؤسستنا بعض استديوهات التاريخ، ومنافذ المشاركة الملونة، صحيح أن كل مضارب ومدن السودان تصنع الأحداث والتاريخ، لكن هذه الصناعة ستكون فاقدة «اللون والطعم» والتوثيق، إن لم تجزها أم درمان.. أم درمان التي كما لو أنها رئة هذا الوطن الكبير، فهذا الوطن الفسيح يتنفس عبر «رئة أم درمان» حيث الإذاعة والتلفزيون ومسرح الأحداث، وغير بعيد عن هذا الملعب الإعلامي، هنالك «الهلال والمريخ» و«الموردة»، فأي لاعب سوداني مهما برع في فن كرة القدم فإن التاريخ لن يكتب له اسماً ما لم يوثق هذا الفن بحي العرضة حيث الهلال والمريخ. إذن لابد أن يأتي كل صاحب عطاء إلى هذا المربع الذهبي المرصع بالمهابة والتاريخ ليعرض بضاعته. الصحيح أن العرضة قد بدأت منذ المهدية كساحة لعرض «جيوش المهدي»، ولكنها ستظل كذلك في كل الأزمنة السودانية «مسرحاً لعرض الأفكار والأطروحات» وتوثيقها، ولابد لكل سوداني (ملازم لفكرة) أن يعبر حي الملازمين في طريقه لبيت مال وآمال الإعلاميين الكبير «التلفزيون». إذن، إن الذي الذي كان ينقص «مؤسسة الملاذات» هي عمليات الإجازة والتوثيق «الصوت والصورة». { قلت للأخ المذيع النابه عبدالله الأصم ونحن ننتظر إشارة الإقلاع من تيم الإخراج المميز «أبو كشوة وسفيان» قلت له: أكثر من عقد ونصف عقد من الزمان نكتب، وليس بإمكان أحد أن يسألنا: «ماذا كنت تلبس وأنت تكتب»، لكن منذ أن أخبرتمونا بهذه الاستضافة و«دولاب ملاذاتنا» لم يهدأ، لأن الجماهير هنا ستنظر إليك «ماذا تلبس» ثم بعدها تنظر ماذا ستقول، برغم أنف المقولة التاريخية «تحدث لكي أراك». وللذين فاتهم الاستماع والمشاهدة «تحدثت الحلقة» عن مقال الأمس «الخرطوم عاصمة بلا هوية».. اجتهدنا في أن نوصل فكرة المقال للناس، وقد هاتفني مباشرة بعد البرنامج المهندس الشيخ/ الطيب الزاكي خليفة قائلاً: «إن الفكرة قد وصلت وبحصافة» فلم أبحث عن شهادة بعدها. { ولا أملك إلا أن أحيي مجهودات هؤلاء الشباب الرائعين، إدريس هشابة وخالد مزمل وعادل وعبدالله ونجوى، والمنتج عباس أحمد الحاج، وكل الذين يشاركون في صناعة هذه الصباحات الأنيقة. وهذا أبشر الماحي يحييكم على الهواء مباشرة من الاستديوهات الرئيسية «لمؤسسة الملاذات» والسلام.