هذه الحكاية، كل ما يملك صاحبنا بيت متواضع في حي شعبي به دكان يفتح على شارع فرعي، جرب في هذا الدكان كل أشكال التجارة البسيطة، مثل «الاتصالات والعطور» وأخواتها من المهن التي لا تحتاج لرأسمال كبير، تعثرت كل المحاولات فعرض الدكان للإيجار، ثم استرد الدكان وعرض البيت للإيجار.. وآخر عروض المحاولات تجسد في لافتة من القماش كتب عليها: (الدكان والبيت معروضات للإيجار)، وذلك على طريقة «إن صحت التجارة لمرة وعمارة».. وهو قطعاً لا يعرف الطريق إلى بنك الأسرة «التمويل الأصغر». أخيراً جداً انتبهت مدينة بحري لأحد أبنائها البررة الأخ الأستاذ إبراهيم عالم فقلدته وسام مسرح خضر بشير، فأصبح مديراً لهذا المسرح في نسخته الجديدة، وبالمناسبة ما لم ينتبه له «أولاد بحري» في مارثون اللحاق بركب أولاد أم درمان؛ هو أن يمتلكوا الإذاعة والتلفزيون والمسرح والهلال والمريخ والموردة، والآن فقط لقد عرف أولاد بحري الطريق، فبعد تفعيل مسرح خضر بشير يفترض أنهم سيذهبون في إحياء «تراث جماع»، و«عون» الشريف قاسم، وأشراف المراغنة، ونادي التحرير، والنور الجيلاني ومشيخة الكباشي، وعمر المختار، حيث خرج العميد عمر البشير ذات فجر ليكتب بعض الأسطر في تاريخ السودان.. وبشير عباس وآخرين. أخي إبراهيم عالم.. إذا تمكنت من تجميع هذه الأدوات وتوظيفها فبالإمكان منازلة «أولاد أم درمان» في عقر تاريخهم بحي العرضة.. والله أعلم. وقال السيد مناوي في لقاء صحفي جهير نشر بهذه الصحيفة، إنهم قد صنعوا أبوجا لأجل إسقاط النظام في الخرطوم، بمعنى «تقويض النظام من الداخل»، وأخشى، والحديث لمؤسسة الملاذات، أن تصنع الدوحة أيضاً لأجل المشاركة في شل مؤسسات الدولة كما فعلت «حركات التحرير» من قبل، «وفي الحالتين أنا ضايع»، وهذه تذكرني بتلك الواقعة الصعيدية لما سُئل ذلك الرجل المسكين مع من أنت، فقال: «أنا مع التانين» ولم يسلم أيضاً من «الطخ»، إن أزمتنا أيها السادة أكبر مما توقعون، ولا أعرف متى ننشد مع هاشم صديق: أذن الآذان وحانصليك يا صبح الخلاص حاضر ونفتح دفتر الأحزان من الأول إلى الآخر ونتساءل منو الكاتل منو المكتول منو الربحان منو الخاسر جاءني هاتف من مضاربنا يخبرني بأن ابنة أخينا نجاة قد نجت بعناية الله سبحانه وتعالى من ارتباك مستشفيات ولايتنا، فلقد أدخلت إلى غرفة عمليات مستشفى بربر وهي تكابد حالة وضع، فأخرجت من غرفة العملية لأن الأطباء قد اكتشفوا في اللحظة الأخيرة بأنهم لا يمتلكون مواد تخدير، فأسرع بها إلى مستشفى عطبرة فكتب الله لها النجاة، فهممت بأن أكتب مقالة مناشدة إلى السيد الوالي، فإذا بي أنتبه إلى خبر هو أعظم من ذلك، فالسيد الوالي نفسه قد أنقذته العناية الإلهية من حادث انقلاب سيارته الخاصة بسبب انفجار أحد الإطارات، فهانت عليّ مصيبتي، فلئن كانت «إطارات السيد الوالي نفسها مطرشقة»، فلماذا لا تنفجر «أطر» المؤسسات التي هي دون ذلك، فاستعصمت بمقولة: «ياود المهدي الجابوك تهدي». وربما يسعفنا أكثر ابن عاصمة الولاية الشاعر الراحل عكير الدامر: ما بتخدر البسقوها بعد النشفة وقت الروح تروح طعن الإبار ما بشفى يا رمز الوفاء النادر عريس الكشفة مع المعدودة ما بنفع دواء المستشفى مخرج.. لا بأس من شيء من البادية ونحن على أبواب الخريف: أنا محتار في الجنى قاعد والمال هشة أنا محتار في البشر القائلة والليل بشة أنا محتار في المصوبن وكاوي وضيفو ما بتعشى