وجَّه منسق الأممالمتحدة للعمل الإغاثي بالسودان علي الزعتري إفادات مسيئة للشعب السوداني وقيادة الدولة خلال حوار مع صحيفة نرويجية، حيث زعم أن السودان بلد يعيش في أزمة إنسانية واقتصادية، وأن المجتمع فيه أصبح مُرتبطاً بالمُساعدات الإنسانية. وزعم الزعتري طبقاً لما أورد المركز السوداني للخدمات الصحفية، يوم الثلاثاء، إن الرئيس البشير حكم السودان لعشرات الأعوام (بيد من حديد)، مُشيراً في حديثه لصحيفة (Bistandsaktuelt) النرويجية أن الأممالمتحدة تتعامل بتوازن مع شخص متهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بدارفور على حد ادعائه. وأضاف أن عليهم القبول بحقيقة أن البشير هو رئيس السودان الذي يجب التعامل معه حتى لا تحكم الأممالمتحدة على الشعب بالمعاناة. وتهكّم في بعض حديثه قائلاً "إنه من الصعب أن يعيش السودانيون بدون مساعدات" وإن الوضع يزداد سوءاً من شهر إلى آخر وينذر الخطر. من جهتهم، أوضح خبراء في القانون الدولي أن تصريحات الزعتري تعد إساءة للدولة حكومة، وأمراً يستوجب المساءلة، وإتخاذ الإجراءات التي تحفظ هيبة الدولة وكرامة البلاد. وتناقض إفادات الزعتري ما ذكره في حوار صحفي بالخرطوم الشهر الماضي رداً على تعليقه حول ترشيح الرئيس، حيث قال إن الأجهزة الموجودة في السودان إذا أجمعت على الترشيح، فهذا حقها ولا اعتراض لديهم على ذلك، مُبيناً أن المسألة سياسية، وهي خارج نطاق عمله، قائلاً: "إن مهمتهم هي توسيع آفاق التعاون مع السودان". من جانبه، كذّب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان الزعتري تلك التصريحات. ونفى قطعياً توجيه أي انتقادات للرئيس عمر البشير. وقال الزعتري إن الحديث المنسوب إليه غير صحيح كلياً. ومع اعتراف المسؤول الأممي بإجراء مقابلة مع صحيفة نرويجية في أوسلو، إلا أنه رجّح أن يكون خلطاً صاحب الترجمة من اللغة النرويجية إلى الإنجليزية، كما لم يستبعد أن يكون المركز السوداني للخدمات الصحفية أساء نقل حديثه عن الصحيفة النرويجية. وقال "لا يعقل أن أسيئ للسودان". وشدّد المسؤول الأردني الجنسية على أن التصريح المنسوب اليه يستوجب اعتذاراً من الصحيفة، وأضاف "هذا أمر مؤسف ولم أنطق بهذا الكلام الخطير". وأشار إلى أنه يملك تسجيلاً للمقابلة الصحفية التي أُجريت معه في أوسلو، مُنوّهاً إلى أنه تحدث عن الوضع الإنساني في السودان، ووصفه بالصعب. وأردف "لكن لا يمكن أن أخرج عن حدود اللياقة والأدب". ونفى الزعتري تلقيه أي استدعاء من السلطات لاستفساره عن تلك التصريحات. وقال "إن غداً لناظره قريب".