"مطبات في الطريق" ما الذي يمكن أن يقدمه الوسيط الأفريقي أمبيكي بعد زيارته للخرطوم وإعلان الحكومة السودانية استئناف المفاوضات مع حركات دارفور والحركة الشعبية؟ الخرطوم – عبد الرحمن العاجب نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة السودانية رسمياً استئناف المفاوضات بينها وبين حركات دارفور والحركة الشعبية (قطاع الشمال)، خلال الشهر الجاري بالعاصمة الإثيوبية (أديس أبابا). وفي السياق قال المهندس إبراهيم محمود حامد، مساعد رئيس الجمهورية رئيس وفد الحكومة المفاوض، في تصريحات صحفية عقب لقائه بثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى (الخميس) الماضي، قال إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع لانطلاق جولة جديدة للتفاوض، وأضاف أنهم في انتظار رد الحركة الشعبية (قطاع الشمال) وحركات دارفور لانطلاق جولات جديدة، موضحاً أن أمبيكي سيجري مشاورات مع الطرف الآخر للاتفاق حول خطة المرحلة المقبلة، مؤكداً على أن مصلحة السلام تقتضي أن يتم الاتفاق مع الحركات المسلحة موحدة، سواء كانت حركات دارفور أو الحركة الشعبية. وكشف محمود عن اتفاقهم مع أمبيكي على مواصلة جهود الآلية في تنفيذ خارطة الطريق والترتيبات المطلوبة لتنفيذها. وكان مجلس تحرير إقليم جبال النوبة التابع للحركة الشعبية (قطاع الشمال) قرر في الأول من أبريل الجاري تجميد عملية التفاوض مع الحكومة لحين حل الأزمة الداخلية التي تمر بها الحركة، وأصدر ذات المجلس في نهاية مارس الماضي قرارات بحل وفد التفاوض وتكوين آخر جديد، بجانب طرح الثقة عن ياسر عرمان كأمين عام للحركة، وسحب ملفات التفاوض منه. وأشار البيان المذيل باسم (نجلاء عبد الواحد) نائبة رئيس المجلس، إلى أن اجتماعاته أسفرت عن اتفاق الأطراف على تجميد عملية التفاوض مع الحكومة إلى حين اكتمال ترتيب البيت الداخلي، بانعقاد المؤتمر العام الاستثنائي. وأضاف البيان "وعليه فإن أي تفاوض أو اتفاق يتم توقيعه قبل المؤتمر الاستثنائي فنحن في الإقليم غير معنيين به". وبدأ ثابو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى وفريقه المفاوض (الخميس) مشاورات في الخرطوم حول المفاوضات والسلام، والتقى رئيسي وفدي التفاوض حول مساري المنطقتين ودارفور، إبراهيم محمود وأمين حسن عمر، وبحث أمس الأول (الجمعة) مع المشير عمر البشير رئيس الجمهورية، وممثلين لتحالف قوى (نداء السودان) المعارض بقيادة الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي إنفاذ خارطة الطريق الأفريقية. وأعرب البشير عن تقديره لجهود الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثامبو أمبيكي وصبرها في العمل على تقريب وجهات النظر بين الحكومة والمعارضة من أجل الوصول إلى اتفاق يحقق السلام الدائم والاستقرار بالسودان، وبحث مع أمبيكي سبل تنفيذ اتفاق خارطة الطريق الذي وقعت عليه الحكومة والحركات المسلحة بأديس أبابا. وفي ذات المنحى، التقى أمبيكي ممثلين لنداء السودان بمنزل الإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي، وقال أمبيكي للصحفيين عقب اللقاء إنه اتفق مع أعضاء (نداء السودان) على ضرورة تنفيذ خريطة الطريق، وزاد قائلاً: "هذا يعني أشياء عملية أهمها اجتماع نداء السودان بالخارج لمناقشة كيفية تنفيذ الخارطة، ثم الاجتماع معنا كآلية أفريقية ثم الاجتماع مع الآلية المكلفة بإنفاذ الحوار". وقال إن الخارطة تشمل وقف العدائيات وتدفق الإغاثات وأشياء متعلقة بالسلام والحكم والدستور، مبيناً أن هذه أشياء متفق على مناقشتها تطلعاً لإيجاد حلول قومية لقضايا السودان، وتعهد أمبيكي بمواصلة المساعي حتى يجتمع السودانيون كلهم على الحلول لقضاياهم المطروحة. وفي الخامس من أبريل الجاري، قالت ميادة سوار الذهب، رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي، إن ممثلين لكتلة القوى الجديدة التي تضم أحزاباً وحركات شبابية ومنظمات مجتمع مدني ستلتقي أمبيكي يوم أمس (السبت) لدى زيارته الخرطوم، وأفادت أنها أجرت مشاورات مع مسؤولين في الاتحاد الأفريقي حول الراهن السياسي، وآخر تطورات الحوار الوطني. وأكدت ميادة أن المشاورات تناولت توقيع الحزب الديمقراطي الليبرالي على الوثيقة الوطنية والخطوات القادمة وآليات تنفيذ المخرجات وعملية السلام، ودور الحزب في المرحلة القادمة، وأشارت إلى أن مسؤولي الاتحاد الأفريقي تساءلوا عن أهمية دور المرأة في المشاركة الفاعلة في الحراك السياسي. فيما أعلنت ميادة سوار الدهب، رئيسة الحزب الديمقراطي الليبرالي، أنها التقت ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية الرفيعة، وتباحثت معه حول تشكيل الحكومة الجديدة، وقالت إن أمبيكي التقى، لدى وصوله العاصمة السودانية يوم (الخميس) قيادات حزبها، إضافة لممثلين عن كتلة القوى الجديدة، وأكدت أن أمبيكي بحث معهم تشكيل حكومة الوفاق الوطني المرتقبة وضرورة أن تتسم بالكفاءة والتنوع وتمثيل كافة شرائح المجتمع والشباب والمرأة، وأشارت إلى أن اللقاء ناقش خطوة توقيع الحزب على وثيقة الحوار، الأسباب والدوافع ورؤية الحزب للمرحلة القادمة، وكيفية التنسيق مع القوى خارج الجوار والحركات ودور الحزب في ملف التفاوض، فضلاً عن بحث دور المرأة في المرحلة القادمة. وقالت ميادة إن أمبيكي أشار إلى دور الحزب في الحراك الوطني، موضحاً أن لديه فكرة مختلفة. لكن بعد زيارة أمبيكي للخرطوم وإعلان الحكومة السودانية استئناف المفاوضات مع حركات دارفور والحركة الشعبية، ومن خلال معطيات الواقع، ربما تواجه الوسيط الأفريقي مطبات في طريق التفاوض في الجولة القادمة بسبب قرار مجلس تحرير إقليم جبال النوبة التابع للحركة الشعبية (قطاع الشمال) القاضي بتجميد عملية التفاوض مع الحكومة، لحين حل الأزمة الداخلية التي تمر بها الحركة، بجانب قراره الذي بموجبه حل وفد التفاوض وسحب ملفات التفاوض من ياسر عرمان الأمين العام للحركة والاتجاه لتكوين وفد تفاوض جديد، وربما تتمسك الحركة بموقفها إلى حين اكتمال ترتيب البيت الداخلي، وانعقاد المؤتمر العام الاستثنائي.