لم تشفع ميداليات «أوشاكوف» التي منحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمحاربين البريطانيين الذين شاركوا خلال الحرب العالمية الثانية في ما يعرف ب«قوافل القطب الشمالي» من تعرضه للانتقاد في العاصمة لندن، وما تجنب قوله رئيس الوزراء ديفيد كاميرون صراحة في وجه بوتين احتراما للضيافة والأعراف الدبلوماسية، جاء على لسان صحافية هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي اتهمت الرئيس الروسي ب«النفاق» لأنه يقول إن أيادي المعارضة المسلحة ملطخة بدماء السوريين، بينما يتابع هو دعمه لنظام الرئيس بشار الأسد. لكن بوتين رد عليها بكل هدوء وقال إن مسألة توريد السلاح إلى دمشق تجري وفق اتفاقات وعقود قديمة، وبالتالي فهي قانونية. ورغم إقراره بأن كل الطرفين يرتكبون الجرائم بحق المدنيين، فإنه انتقد قرار الغرب تسليح المعارضة السورية، وأضاف وهو ينظر للصحافية البريطانية: «أظن أنك لا تنكرين أن على المرء ألا يدعم أشخاصا، لا يقتلون أعداءهم فحسب بل يشقون أجسادهم ويأكلون أحشاءهم أمام الناس والكاميرات. لماذا يريد الغرب تسليح معارضين سوريين يأكلون أعضاء بشرية؟ هل تودون دعم هذه الأطراف بالفعل؟». من جانبه، قال كاميرون إن بلاده تعتبر الأسد المسؤول الأول والوحيد عن مقتل 93 ألف سوري، مضيفا أنه لا يذيع سرا بالقول إنه والرئيس الروسي «يختلفان في الرؤى حول سوريا». وأقر رئيس الوزراء البريطاني بوجود خلافات في وجهات النظر بين روسيا وبريطانيا حول سوريا، لكنه قال إن «روسيا وبريطانيا يمكنهما التغلب على الخلافات في موضوع الحرب السورية»، مضيفا أن «ما خرجت به من مناقشتنا اليوم (أمس) هو أن بمقدورنا التغلب على هذه الخلافات إذا أدركنا أننا نتفق في بعض الأهداف الأساسية وهي وضع حد للصراع ومنع تفكك سوريا والسماح للشعب السوري بأن يقرر من يحكمه ومحاربة المتطرفين وهزيمتهم». وتمر العلاقات الروسية - البريطانية بحالة من الفتور وسبق للندن أن طردت أربعة دبلوماسيين من السفارة الروسية عام 2007 على خلفية رفض موسكو تسليم المشتبه فيه الرئيس في قضية تسميم ألكسندر ليتفينينكو، العميل السابق في المخابرات السوفياتية. وردا على ذلك، قامت السلطات الروسية بطرد أربعة دبلوماسيين بريطانيين، وتوقيف التعاون في مكافحة الإرهاب مع بريطانيا، كما أوقفت إصدار تأشيرات دخول للمسؤولين البريطانيين. يشار إلى أن بوتين وكاميرون توجها مساء أمس إلى آيرلندا الشمالية للمشاركة في فعاليات مجموعة الثماني التي ستختتم غدا في مدينة بلفاست والتي سيحضرها أيضا قادة ألمانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة.