إن دخول المنبر الانتخابات الطلابية وإحرازه المركز الثالث ليس مفاجأة للمنبر بل هو ثمرة جهد دؤوب ومقدر من إخوة اجتمعوا على إحقاق الحق وتصحيح المسار.. نعم المسار، فالناظر إلى الوضع الراهن سياسيا أو اجتماعياً يجد الكثير من الإعوجاج الظاهر للعيان، وهؤلاء الإخوة إنما يجهرون بالصوت العالي ولا يخافون في الحق لومة لائم. فما بالك بمسلمين لا يريدون تطبيق شرع الله في حكمهم؟ والذي هو من أهداف المنبر. والله لا يرفضه إلا غير المسلم وغير الحادب على وطنه، فها هو المنبر وله أربعة أعوام لا يكلُّ ولا يملُّ من توجيه النصح والإرشاد رغم المعوقات التي تقف في طريقه، ولكن عزاؤنا أن الشعب السوداني شعب سياسي بالفطرة وشعب فطن رغم المرارات التي تقف غصة في حلقه وتمنعه عن الكلام فكان المنبر صوته العالي. لا ينضوي المنبر على العمل السياسي البحت فقط بل يدخل في صميم أعماق المواطن ويلامس مشكلاته التي هي جزء لا يتجزأ من سياساته وما ملفات الفساد التي تنشر عبر «الإنتباهة» إلا جزء قليل من مخزون كثير سيصرف للمواطن ويصب في مصلحته من تحسن للوضع المعيشي على صعيد الصحة والتعليم وكل ما يتعلق بعيشه الكريم، كيف لا وقد أصبح للسودان هوية معروفة عرقياً ودينياً بهويته الإسلامية العربية. أما أذناب المستعمر فستنتهي أيامهم بإذن الله تعالى لأن صوت الحق سيعلو ولو بعد حين. إن منبر السلام العادل يفتح ذراعيه لكل من يرى مصلحة هذا الشعب في هذا البلد المتسع بأهله المستنيرين ذوي العقول الرشيدة التي تفرِّق بين الحق والباطل وما اختلط بينهما بفعل فاعل، فيكفي أن المحليات تفتح أبوابها دون حراسة يومياً لكي تستقبل أعضاءها الجدد والذين هم في زيادة مستمرة بدون قيود أو تمييز للثقافات والأعراق المختلفة وبغض النظر عن مرجعياتهم السياسية السابقة، فالهدف هو الإصلاح الشامل والارتقاء بالشعب وتطويره من خلال البرامج التي ستنفذ لاحقاً بإذن الله، فالمنبر ينتهج أسلوب النقد البنّاء القائم على أسس شرعية ومنطقية بعيدًا عن المهاترات والنقد الهدّام، فيدعم ما كان في مصلحة البلاد ويرفض مواضع النقص فيها من قبل أولي الأمر. إن ثقافة الذين يعملون على زعزعة الوطن ما هي إلا ثقافة حمل السلاح وإسقاط النظام وهم بهذا يعملون لصالح أجندة علمانية تقودهم كالعميان لتنخر في ثوابتنا وقيمنا حتى تطمس هويتنا وإسلاميتنا بإلهاء الشباب بأشياء دخيلة على مجتمعنا تجعلة إنصرافياً. وبالأخص شبابنا الجامعي فبدلاً عن إثراء المكتبة الجامعية نجد إثراء الساحة الخارجية بما لا ينفعهم وهذا بيت القصيد، إنتاج شباب خالي الجوف حتى لاتكون للدولة مرتكزات تقوم عليها بسواعد شابة متفجرة طاقة وحيوية تعمل على إصلاح ماتم إتلافه. لذلك جاء المنبر كنبرة صوت عالية لإحقاق الحق وتصحيح المسار.