تعتبر منطقة تندلتي من المحليات أو المناطق التي تضبط عقارب ساعة الاقتصاد على مستوى العالم في فترة الخمسينيات ذلك عندما كان سوق المحصول فيها يسيطر على البورصة العالمية في لندن، وكانت الأسعار للمحصول تضبط من خلال بورصة في تندلتي، ولكن بدأت المنطقة تفقد بريقها وأهميتها مع تردد الحكام الذين لم يضيفوا لها شيئًا سوى القليل بالرغم من تدخل المركز في عملية تنميتها وتمدنها وذلك بمدها بالكهرباء القومية خلال السنتين المنصرمتين إلا أن الانهيار الخدمي مازال يسيطر على ملامح التمدن فيها، وكشفت «الإنتباهة» من خلال جولتها داخل سوق المحصول والمدينة كشفت عن تردٍ مخيف للخدمات في المحلية وفي مقدمتها المدارس وغيرها من الخدمات، ويرى بعض المراقبين لحال البلد أن التعاقب من الوزراء والمعتمدين على المنطقة دون اختيار القوي الأمين أنقص من أسهم اقتصادها وتنميتها بالرغم من انهيار سوق المحصول الذي قسمت أراضيه دكاكين «أكشاك» للتجار إلا أنه مازال يحتفظ برحيق الماض في اقتصاد المنطقة، وقال بشير صديق داخل سوق المحصول إن السبب الأول في خروج التجار من السوق الرسوم التي أثقلت كاهلهم لذلك لا بد من المعالجة حتى يرجع للسوق عهده الأول، أما رئيس اتحاد مزارعي محلية تندلتي حمد ضو البيت فأكد أن سوق المحصول كان يوزن بورصة لندن في الخمسينيات والستينيات وحتى عصر نميري، وكان يسمى البقرة الحلوب ولكن نعزو دمار سوق المحصول لنزوح المواطنين بسبب البيئة وعدم توفر الخدمات، كما أكد بعض المحللين أن الزراعة هي مربط الفرس في المنطقة إذ تسهم في استقرار السكان وهي التي ترد روح السوق، وقد أشار الساير عجبنا إلى أن الميزان المحوري وضع في مكان غير صحيح داخل السوق، وقد كلف هذا الميزان مبالغ طائلة دون جدوى، كما تحدث مبارك العمدة قائلاً إن السوق كانت توزن عليه البورصة العالمية التي انهارت كما الكثير من الخدمات في المنطقة وقد أُلقيت البورصة في تندلتي منذ ثلاثه أعوام والأمر مجهول الأسباب، وقد أكد بعض التجار أن سوق المحصول شهد مخاض أكبر التجار أمثال النفيدي لأن البورصة هي التي تحدد الأسعار ومن خلالها تحدد الزكاة والضرائب والعوائد ومن خلالها تُضبط الكميات الواردة من مختلف المحاصيل داخل الولاية والآن أصبح دون ضوابط كما أشار عبد الله إسماعيل إلى أن تندلتي تعاني تدهورًا في صحة البيئة والمياه والصحة والتعليم، وقد أضاف أن عصب التنمية لهذه المنطقة كان سوق المحصول من خلال الإيرادات التي تغذي خزينة المحلية، ولكن لم يهتم المتعاقبون على الحكم بالسوق ذي العائد الاقتصادي، وفي المواسم السابقة كانت الإيرادات ضخمة من السمسم والفول والكركدي والذرة كما شكا بعض مواطني المنطقة من سوء البنية التحتية في المنطقة من مدارس ومراكز صحية بأن هنالك مدارس على وشك الانهيار والإجلاس غير متوفر للطلاب الذين يجلسون في «كرانك» في طلاب من الأحياء البعيدة يمشون أكثر من خمسة كيلو أضف إلى ذلك أن المدارس محصورة شمال السكة حديد وفي مدارس مصدقة منذ عقد ولم تقم حتى الآن، وتناول مشكلة المياه بأنها رأس الرمح للاستقرار حتى الرحل ينزلون منازل المياه ولأن في مشكلة كبيرة في مياه تندلتي بالرغم من مرور خور أبو حبل كل موسم بالمنطقة، حملنا هذه المعضلات إلا ان معتمد المحلية المهندس صديق يوسف أشار أن تندلتي الآن أصبحت من أهم المحليات انتعاشًا بافتتاح سوق الصادر والذي أنشئ على أحدث طراز، وقالل «الإنتباهة» الآن تندلتي تحتضن خزانًا مهمًا وهو خزان خور أبوحبل الذي مثل مهددًا أمنيًا لسكان النيل الأبيض مؤكدًا أن السد «يوفر مليوني» لتر مكعب من المياه، وهذا سوف يسهم في حل مشكلة مياه تندلتي، أما على مستوى خدمات التعليم فقد قمنا بزيارة ميدانية لبعض المدارس ووقفنا على حجم النقص والحاجة لكل من مرحلتي الأساس والثانوي ووضعنا حجر أساس بمعاونة من أبناء تندلتي وقد أشار في حديثه لسوق المحصول بأن الميزان المحوري الذي وُضع بدراسة وعناية فائقة يعمل على النهوض بالسوق وفي السابق كان يعج بالمحاصيل وهذا التدهور ناتج من وجود الشاحنات والسكة حديد لذلك قل الدخول لتندلتي، وهذا الموسم هو جاف والإنتاجية ضيئلة ولكن الآن بعد صيانة الميزان المحوري سوف يعود لسوق المحصول مجده، وأشار المعتمد لوجود سوق الصادر الذي تم بتكلفة «600» مليون بقرض من البنك الدولي وبه وحدة بيطرية وسياج ومدرجات ومسطبات للصادر موكدًا إسهام السوق في خلق حركة تجارية كبرى بالولاية.