ما يجري الآن في فلك بحر أبيض من تنمية فهو يحسب رقميًا بل لا شيء وقد دار لغط حديث حول تنمية الولاية الوسطية بأن التذمر بين صفوف أبنائها البارّين بها وصل إلى المركز مما أُشيع حول ثورة عارمة تجتاح الولاية شرقًا وغربًا كما النار تحت الرماد تنتظر نسمة ليس إعصارًا حتى تشتعل، لذلك بدل أن يقصر الظل الإداري نجده يتمدد وخلقت محليات أخرى لا نستبعد أن تطالب المقينص والجبل بمحلية، وقد تطرق لمثل هذه الترضيات قيادي رفيع المستوى بالمركز وهو مستشار لإحدى الهيئات الأمنية بأن والي الولاية لا يتوانى في إعطاء كل من يريد وظيفة وأن يخلق له محلية من نسج الخيال فيصنع فيه ذاك الترهل الوظيفي الذي تعاني منه كل مكتسبات الدولة على المستوى المحلي والقومي، ويؤكد ذلك محلية قلي التي جاءت نتيجة مخاض بحر أبيض لتوسع في الظل الجغرافي والسلك الوظيفي الحكومي فكانت هي الأم التي تحتضن بقية الريف الشمالي لكوستي وقليل من العافية دبّت في أواصر كوستي فإذا كانت محلية قلي الآن والوحدة الإدارية السابقة ليس بها سوى مركز صحي ومدارس يسكنها الخفافيش والعنكبوت وتجري في أجحارها الجرذان فأين تنميتها التي أصبحت مناصفة بينها وبين بقية المحليات؟.. تحدث بعض المراقبين لأمر الولاية بأن ما يحدث في الأخيرة ما هو سوى صفق سياسي يجلب داء الفقر التنموي ولو بعد حين، فعندما عين ونيس معتمدًا عليها قفزت عدة أسئلة: هل يستطيع أن يصنع «من الفسيخ شربات»؟ أي هل يمكن أن يأتي بما يجعلها تستحق لفظ «محلية»؟ فحتى الآن لم تظهر ملامح المحلية، ويرى أحد الحادبين على أمر التعليم بالمحلية الجديدة الأستاذ «مهلا أحمد فضل لله» وهو مدير مدرسة قلي الثانوية المشتركة أنه لا توجد بنية تحتية للتعمير، فالمدارس على مستوى المنطقة منهارة تمامًا، و«هذه المدرسة بالتحديد نخشى أن تسقط على أبنائنا في الموسم القادم بل نتوجس أن تسقط قبل إتيان الخريف» فهي خالية من أبسط المقومات حيث لا يوجد مكتب للمعلمين أو المعلمات فالكل مع بعض مع العلم أن المدرسة حتى دورات مياه تنعدم منها، كما رهنت بعض رموز المجتمع فيها وقال ل«الإنتباهة» إن المدرسة مختلطة وطلابها في مرحلة تكمن فيها الخطورة فلا نأمن مع الرقابة الكاملة أن تسير الأمور بوجه صحيح، مع العلم بأنه لا يوجد حتى سياج يفصل بين البنين والبنات لأنها آلت للسقوط، هذا على مستوى المدارس، أما على مستوى البنيات التحتية الأخرى للمنطقة فهي تحتاج لعصا موسى السحرية حتى ينصلح حالها سواء على صعيد الصحة أو المرافق الحكومية الأخرى بالرغم من وجود الزراعة المروية والمطرية فإدارتها تتنسم في محلية كوستي، «بما أن المحلية الوليدة تضم في رحمها قدرًا لا يستهان به من القرى فهذا التوسع قد يكون نواة خير وقد تتبدل النعمة إلى نقمة عليها»، بهذا أضافت الأستاذة رشا عبد الكريم وقالت إن الإيرادات التي تجنيها كوستي من قلي سوف تجنيها الأخيرة وقد يسهم هذا الأمر في تدحرج عجلة تنميتها إلى الأمام والنهوض بها إلى مصاف المدن، وفي ذات الإطار قال الأستاذ بشير كرمن إن وجه المحلية سوف يكون مشرقًا إن تكاتف أبناؤها وعزموا على النهوض بها، وأعتقد جازمًا أن السير بها في طريق الوصول للبر فالارتقاء ليس سهلاً فهو محفوف بالمخاطر ومسالكه وعرة ولكن الأمر يتطلب الصبر الجميل، كما أشار بعض المحللين إلى أن الحدود قد يحدث فيها بعض التوتر بالرغم من التقسيم الجغرافي الذى تم وذلك لفقد المحلية الوليدة أرضية الطرق المرصوفة التي تؤمِّنها من شر الانقطاع عن الولاية في فترة الخريف.. هذا وقد بحثت «الإنتباهة» عن إجابات شافية عن انعدام ملامح التعليم والصحة والمرافق الحكومية على رأسها الشرطة في داخل المنطقة، فهاتفت معتمد المحلية الأستاذ ونيس فضل المولى الذي أشار أن المحلية الوليدة تفتقر لأبسط المقومات وليس بها بنيات تحتية وهذا يعني البداية من الصفر، وقال: سوف نشرع في استقرار المحلية بإدارتها من داخل المنطقة بأن جعلنا السوق القديم هو رئاسة المحلية، ومباني كلية تنمية المجتمع سوف نستغلها مكاتب للمحلية الآن، وقد أصدر الأخ الوالي احمد نور الشنبلي توجيهات بتجديد المحلية والآن أول مشكلة حسمنا أمرها هي المياه بأن أدخلنا الصهاريج، وبالنسبة للتعليم الآن نحن في مواجهة ازدياد مراكز الامتحانات، ففي السابق كانت المراكز «8» الآن أصبحت المحلية بها «14» مركزًا وهذه هي ضربة البداية، وبالرغم من انعدام كل المقومات إلا أننا الآن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح، ومع العمل الدؤوب سوف نصل إلى مصاف المحليات، وأكد الأستاذ ونيس أنهم يواجهون تحديًا حقيقيًا بهذه المحلية.