شهدت المنطقة العربية قبل عام ونيِّف تطورات هائلة جراء ماعرف بالربيع العربي الذي ضرب عددًا من الدول كان في مقدمتها تونس مرورًا بمصر وليبيا وانتقلت إلى المشرق العربي حيث طالت اليمن وها هي سوريا تغلي وينظر لها الكثيرون بأنها ستكون في طريق الأخريات.. الثورات العربية خلقت واقعاً جديدًا في تلك الدول ما يعني أن تنعكس الأوضاع الداخلية بها على الدول الأخرى حتى غير العربية.. وبالتالي يمكن طرح عدة أسئلة على شاكلة ما هو مستقبل العلاقات بين الدول العربية فيما بينها عقب ثورات المنطقة؟ وما هي علاقة تلك الدول بالإفريقية؟ مستشار رئيس الجمهورية د. مصطفى إسماعيل ابتدر حديثه بتعريف الربيع العربي بأنه«مد شعبي جاسر، ونهاية أنظمة عربية ظلت متربعة حول عروشها وجاثمة على رأس الشعوب لعقود كثيرة وأنها ستتهاوى بسهولة وكأنها قصور من ملح»، وأشار إلى أن العام الماضي لم تعقد قمة عربية وكشف بعدم عقد قمة أيضاً هذا العام، وإضافة بأن هناك هاجسين لتدهور العلاقات العربية الإفريقية نتيجة للصراع الإسرائيلي الإفريقي وحركات التحرر الإفريقي، ويرى في حديثه بندوة: «مستقبل العلاقات العربية الإفريقية في ضوء تطورات الربيع العربي» أن هناك شواهدَ على ذلك متمثلة في اندفاعية تحكمها الواقعية من خلال الإطار الكلي لا الانتقالي، ووجود عقبات حتى تتعثر العلاقات ولا ينظرون لها بنظرة إستراتيجية لذلك وضعوا حواجز سياسية وأمنية اقتصادية، وقال عثمان إن العلاقات لم تكن مبنية على الحقائق والواقع التاريخي وكانت معزولة عن الشارع والشعب، وتتطرق لعدد من سمات الربيع العربي منها الطبيعة التمددية للبحث عن العدالة الاجتماعية والطبيعة الأيديولوجية التي تعود إلى تاريخ العلاقات والطبيعة المطلبية باعتبارها المحرك للثورات وأكد بأن مشكلة العلاقات لا تكمن في عدم وضع البرامج والخطط بل في عدم وجود إستراتيجية. ونوّه إلى أن القوة الإسلامية الصاعدة تجعل من الحضارة الإسلامية مرتكزاً للثورات العربية الإفريقية إذا لم تجد ضغوطاً اقتصادية، وأثنى على العلاقات الإفريقيه مع السودان خاصة في الوقوف معه ضد القوى العظمى في المحكمة الدولية وفي قضية دارفور التي أرادوا بها ضرب علاقاتنا مع إفريقيا بأنها قضيه عنصرية حد قوله . وأرجع أسباب الربيع العربي إلى الاستبداد والفساد والتبعية و سهولة الاتصال بين الأفراد وقارن في ذلك بين السودان والوطن العربي، نافياً وجود استبداد في السودان قائلاً: لدينا «92» حزباً سياسياً مسجلاً يمارس حياته، فيما أوضح أنه لا يوجد مجتمع يخلو من الفساد لكن ينطلق التحدي في مدى جدية محاربة هذا الفساد. وكشف عن عدم تحصُّن السودان ضد الربيع العربي وقال ليس الشعب جباناً إذا أراد أن يخرج فلن تخيفه أجهزة الأمن، وأشار إلى الدستور الجديد، مؤكداً حرصهم على تشكيله من لجنة قومية أي سوداني يجد نفسه فيه، وأوضح أنه ليس لديهم اعتراض في أن يقوده الصادق المهدي. وأكد عثمان: إن جاءنا الربيع العربي سيقوده الشعب إلى برّ الأمان، وقال نحن متجهون في الاتجاه الصحيح ومسؤليتي الإصلاح. وأوصي بضرورة تقوية العلاقات العربية الإفريقية، وقال: إنها سنكون عظيمة.