تقبل الله صيام الجميع وغفر لهم في هذا الشهر الكريم العظيم الذي فيه العتق من النار. من العجائب في شهر رمضان هذا الغلاء الطاحن الذي لف كل احتياجات الإنسان الضرورية أهمها السكر والذي وصل سعر الكيلو منه إلى أكثر من أربعة جنيهات في بعض الأحيان إلى الاختفاء أحياناً أخرى، وأسعار اللحوم التي يصل سعر الكيلو إلى «20» جنيهًا للبقري و«30» جنيهًا للضأن مما جعل عددًا كبيرًا من الأسر تكتفي بالنظر إلى اللحوم وهي معلقة في الجزارة فقط وبعض الأسر تقتسم ربع الكيلو، صدقوني هذه حقيقة من الواقع، المهم أسعار مرتفعة جداً في كل شيء وما زالت تواصل في الارتفاع لا سيما والعيد على الأبواب. ٭ ديوان الزكاة بالتعاون مع الرعاية الاجتماعية في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني غير المسبوق وعدت الدولة بدعم الأسر الفقيرة ومساعدتها لتعبر هذا الشهر الفضيل فكانت شنطة الصائم التي قدمها ديوان الزكاة للأسر الفقيرة، أنا لا أدري كيف تم توزيع هذه الشنطة على الفقراء في أنحاء الولاية، أي ولاية الخرطوم، إلا أني أدري كيف تم توزيع هذه الشنطة في حارتنا الحارة «17ج» بالتقريب عدد الأسر التي تسكن هذه الحارة ألف وستمائة أسرة نسبة الفقر والعوز فيها يتجاوز السبعين بالمائة «70%»، كلهم كانوا ينتظروا دعم الزكاة والرعاية الاجتماعية فإذا بالذي يحدث أن عدد الحقائب الرمضانية التي جاء بها ديوان الزكاة فقط «90» تسعين كرتونة «حقيبة»، ولا أدري ماذا تفعل «90» كرتونة لأكثر من ألف أسرة محتاجة؟. وجاء عدد كبير من النساء يسألن عن حقوقهن في رمضان وهن من الأسر الأكثر فقراً فاتصلت على مسؤول الزكاة بالحارة وبعض أعضاء اللجان الشعبية فقالوا ما عندنا شيء كلها «90» كرتونة وتم توزيعها. وزعت عن طريق المعارف بعد فرض رسوم «2» جنيه على كل كرتونة وأنا أعرف أن هناك أسرًا الفقر بالنسبة لها درجة عالية ولم يعطوا أي شيء فتحركت إلى المنظمات وأهل الخير فاستطعت بحمد الله وحده وحوله وقوته أن أؤمِّن «45» كرتونة افطار صائم في السكر والدقيق والبصل والزيت والبليلة العدسية وقمنا بتوزيعها إلى الأسر الفقيرة خصوصاً الأيتام إلا أننا لسنا بدولة ولا نستطيع أن نفعل أكثر من ذلك ويبقى الواجب على الدولة أن تراجع الزكاة ومندوبيها ورؤساء لجانها لأن هناك خللاً كبيرًا وبينًا يحول دون وصول الزكاة إلى مستحقيها من الفقراء داخل الأحياء. ٭ الشيخ محمد آدم وخطبته العجيبة الجمعة قبل الماضية كنت منشغلاً بالتحضير لإفطار جماعي بمنزلنا فكلفت الشيخ محمد آدم أن يقوم مقامي خطيباً بالمسجد الذي أخطب فيه الجمعة بالعمارات شارع «27» ووصفت له المسجد فذهب الرجل إلى المسجد إلا أنه ضل الطريق وذهب إلى مسجد آخر وصعد إلى المنبر قبل الزمن بدقيقتين وعندما جاء الإمام صاحب المنبر وجده قد صعد فلم يأمره بالنزول وجلس كمصلٍ عادي فقام الشيخ محمد آدم خطيباً وهو مفوّه ومتمكن من اللغة وخبير بالسياسة فهاجم سياسات الدولة وانتقد الغلاء وحمل الولاية المسؤولية، المهم قال في الحكومة ما لم يقله مالك في الخمر، واستغرب الجميع لخطبته، وبعد فراغه من الصلاة استعجل إليه عدد كبير من المصلين يسلمون عليه ويأخذون رقم هاتفه، وبعد دقيقتين بعد الصلاة جاء رجل وأمسكه من يده وأدخله إلى غرفة ملحقة بالمسجد، وقال له من أنت؟ ما الذي جاء بك إلى هنا؟ فقال كلفني شيخ محمود عبد الجبار بأن أصلي له الجمعة هذه، فقال ومن محمود عبد الجبار هو من ناس العقيدة والدعوة؟ المهم اتصل عليّ فقلت له المسجد شارع «27» وسمعوا هذا الكلام وعرفوا أن هناك خطأً فخلوا سبيله وكانت من طرائف رمضان، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.