في مصر بيوت سودانية شهيرة... (بيت السودان) في شارع عماد الدين... بيت السفارة السودانية في (المعادي) حيث مقر السفير... قصر الميرغني في الاسكندرية، وغيرها. لكن أشهر بيت في مصر هو (بيت السناري). ماهي حكاية أشهر بيت سوداني في القاهرة؟! قال عبدالرحمن الجبرتي عن حملة نابليون: إن الفرنسيين كانوا يريدون (إطلاق الأنثى)، أى تحريرها على الطريقة الفرنسية. (التحرير) كان يعني فعلياً (التحرير) من الملابس لا غير!. (إطلاق الأنثى) أو (تحريرها) كان يعني أن (تنام) مع مَن تشاء، وأن ينام معها مَن يشاء، وأن تلبس (البرنيطة)، وأن (تتلبَّش) الحداثيات في حفل زار (ظار) الحداثة صارخات برنيطة يا أولاد ماما!. إلى جانب الجبرتي كتب (غربال) وهو من معاصري حملة نابليون قائلاً (عانى المصريّون كل فظائع الإحتلال. حيث نهب الفرنسيّون ممتلكات الفلاحين المساكين وحرقوا ممتلكاتهم. وأسوأ من ذلك انتهكوا عرض بناتهم). تماماً كما نهب (المارينز) الأمريكيّون نفط العراق وسرقوا متاحفه وارتكبوا الفظائع في سجن أبوغريب و السجون السِّرية والعلنية. وكتب آخر (لقد أصبحت القاهرة باريس ثانية، تخرج فيها النساء مع الفرنسيين دون حياء أو خجل، كما أصبحت المسكِّرات تباع علناً على قارعة الطريق). تماماً كما يبغي اليوم دعاة علمانية العاصمة (الخرطوم) إلغاء قانون النظام العام. لكن شيخ العلمانيين الدكتور لويس عوض، يبارك حملة نابليون واحتلال مصر ويقول: (إنها فتحت مصر على العصر والحضارة). هذا الرأى سمعته من الدكتور لويس عوض شخصياً في فبراير 1981م بمكتبه بالطابق الخامس بصحيفة (الأهرام)، بحضور الأستاذ أحمد شاموق. وقد دخلت علينا خلال اللقاء سيدة مصرية عرّفنا بها الدكتور لويس عوض أنها زوجة الكاتب الأستاذ كامل زهيري، الذي انتقل في 2008م إلى جوار ربّه. مثلما اصطحب نابليون عسكريين نفذوا احتلال مصر والإستيلاء على القاهرة، اصطحب معه نخبة من رجال الفكر الفرنسي. حيث قام نابليون بعد احتلال القاهرة بتكوين (المجمع العلمي المصري الحديث) برئاسة (مونغ) والذي رأس أيضاً قسم الرياضيات، ورأس (بيرتولي) قسم الطبيعيات، و (كافريللي) قسم الإقتصاد، و(بارسيفان جراند ميسون) قسم الآداب والفنون. تمَّ اختيار مقرّ (المجمع العلمي المصري الحديث) ليكون في بيت شهير في القاهرة، هو (بيت السِّناري) في حيّ السيدة زينب في حارة (مونغ). ماهي حكاية (بيت السنّاري)؟. قبل أن تعربد خيول نابليون في القاهرة عام 1798م، قبل ذلك بأربعة أعوام أى في عام 1794م، جاء تاجر سوداني إلى مصر اسمه إبراهيم السِّناري. (السِّناري) تعني (السوداني). كان إبراهيم السِّناري تاجر توابل وغلال (محاصيل). وكان مؤيِّداً للمماليك وقريباً من مصطفى بك الكبير والأمير مراد. يُذكر أن المماليك كانوا يُحرِّمون على الأساطيل الغربية الملاحة في البحر الأحمر، لأنه الطريق إلى الحجاز والأراضي المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، حيث يرى المماليك أن هؤلاء نَجَس فلا يقربوا المسجد الحرام. في نهاية القرن الثامن عشر أصبح إبراهيم السنّاري أغنى أغنياء مصر المملوكية، ولُقِّب ب (كتخدا) أي المحافظ. توفي إبراهيم السِّناري عام 1801م ودفن في الإسكندريّة. كان إبراهيم السِّناري في حياته يقيم في بيته الكبير في حيّ السيدة زينب بالقاهرة. وبعد احتلّ نابليون القاهرة ودخلت خيوله الأزهر، اتخذ من (بيت السِّناري) مقرَّاً للمجمع العلمي الذي أقامه. من (بيت السِّناري) خرج الكتاب الضخم (وصف مصر)، وهو عمل موسوعي ممَّيز يؤرِّخ للحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية في مصر في القرن الثامن عشر. ذلك أضفى أهمية أخرى ل (بيت السنِّاري) الذي يُعتبر بحدّ ذاته تحفة من نفائس الفن المعماري العثماني الجميل. بعد دخول نابليون القاهرة سمِّيت (الحارة) التي يقع فيها (بيت السِّناري) حارة (مونغ). كان (مونغ) أشهر علماء الحملة الفرنسية. وقد أصبح (بيت السِّناري) معلماً أثرياً من معالم السياحة القاهرية. تلك حكاية أشهر (بيت سوداني) في القاهرة.