أحدهم قال إنه قد اشترى «ركشة» بمبلغ 23 ألف جنيه، وأن السائق الذي سيوكل له أمرها اتفق معه على أن يورّد له في اليوم 20 جنيهًا لمدة 6 أيام في الأسبوع، فقلت له إنه لن يسترد سعر هذه الركشة أبداً وإنها عملية خاسرة تماماً.. والسبب في ذلك معروف، وهو أن السعر الذي اشترى به الركشة غير منطقي وغير واقعي، وهي لا تستحق في حقيقتها سعراً أكثر من 5 آلاف جنيه.. وآخر قال إنه قد اشترى «أمجاد» ب 45 ألف جنيه، وأن سائقها سيورّد له في اليوم «50» جنيهًا لمدة 6 أيام في الأسبوع، فقلتُ له أيضاً إنها عملية خاسرة، ولن يسترد رأس ماله أبداً .. والسبب في ذلك أن السعر الذي اشتراه بها غير منطقي وغير واقعي.. إنها لا تستحق أكثر من 12 ألف جنيه.. وأيضاً نرى هذا اللامعقول في أسعار كل السيارات.. فمنذ أكثر من ثلاثة أعوام صارت الأسعار غير معقولة، ولكن الآن قفزت بمعدلات ليس من المعقول السكوت عليها.. تماماً مثل ارتفاع أسعار الدولار في السوق الموازي.. فقد بلغ «54» جنيهاً وهو لا يستحق في الأصل أكثر من «28» جنيهاً.. إن سماسرة السيارات أصبحوا «ملوكاً» يتحكّمون في هذا السوق كما يشاؤون.. وكل الحل والعقد بيدهم وكأنهم «سلطات التسعير» المخولة بذلك، تماماً مثل تجار وسماسرة الدولار الذين يمثلون «سلطة تسعير» تمتلك مطلق الصلاحيات.. لو كنتُ المسؤول لأوقفت هذا العبث بقرارات فورية تشرف على تنفيذها الأجهزة المختصة بحزم ومثابرة.. إذ من غير المعقول أن يتم ترك «الحبل» على «الغارب» لعصابات الجشع والكسب غير المشروع لتحقق ثراءً عريضاً في فترة قصيرة من الزمن على حساب الشعب.. إن كل شيء ممكن إذا توكلنا على الله وعقدنا العزم على إيقاف هذا العبث.. وإذا تم تطبيق قرارات صارمة فسنكتشف بسهولة كيف أن الأزمة «مختلقة» في أكثر من 60% منها.. وما تبقّى يمكن معالجته بإجراءات أخرى من بينها ما بشّر به وزير المالية ولم يكشف عنه بعد حين قال إن هنالك إجراءات ستفاجئ المضاربين في سوق الدولار وستؤدي إلى تخفيض سعره في السوق الموازي لأن السعر الحالي غير واقعي.. ومن بينها ما بشّر به بنك السودان المركزي من أن عائدات السودان من الذهب منذ بداية العام حتى منتصف مارس قد تجاوزت ما كان متوقعاً بما يقارب الثلاثة أضعاف وأن الدولار سيكون متوفراً. أيها الناس الحاكمون.. حملة قوية منكم على معاقل المتحكمين في أسعار الدولار والسيارات ستعيد الأمور إلى نصابها.. لأن أكثر من 60% مما يجري الآن «مفتعل».. وما تبقّى مقدور عليه.. فهل تفعلون؟