هذه الدنيا زاخرة بالغرائب في كل شيء وبما أنه يستحيل حصرها كلها لذا سأحصر نفسي وإياكم في أغرب أنواع الزيجات طارفة كانت أم تليدة، كما أنني أهملت أنواعاً لم يجد الناس لها اسماً لشدة «عجابتها».. عرف عرب الجاهلية زواج الشغار أي المبادلة، وهو أن تتزوج ابنة رجل وهو يتزوج ابنتك من غير مهر.. ولا توابل لا بخار لا زيت كتير، اضافة الى زواج الرهط، وهذا كان للبغايا حيث تنسب المرأة المولود للرجل الذي تحب من بين «المريدين».. كذلك شاع نكاح المقت وهو أن يتزوج الرجل امرأة ابيه بعد وفاة الوالد وعلى الهواء مباشرة، أما زواج الاستبضاع فهو أكثر غرابة حيث يرسل الرجل زوجته الى رجل اشتهر بالفروسية أو قرض الشعر الرصين أو الكرم لتحمل منه بابن يحمل هذه الخصائص الجميلة التي تشرّف الأسرة أمام القبيلة!! شاهدت حلقة في إحدى القنوات السودانية تتحدث عن زواج القاصرات، وهو زواج قديم جداً، حيث كان اسمه زواج «الاهتجان» وظل متصلاً حتى اليوم بالرغم مما يكتنفه من أذى. ونخرج إلى قارة آسيا حيث نجد في إقليم البنجاب أن عدداً من الأصدقاء يمكن أن يتزوجوا بامرأة واحدة ويوزعون الأيام بينهم، كما يقتضي الحال أن يكون الطفل الأول لأكبر الأصدقاء سناً، ثم الطفل التالي للذي يلي الأكبر في السن، وهكذا منتهى العدالة مش؟ وفي انجلترا يا أحباب كان الملك هنري الثامن يمنع النساء من قراءة الكتاب المقدس أو حتى لمسه، وظلت النساء حتى عام 1885م غير محسوبات في التعداد السكاني، فإن كان هذا يحدث في انجلترا ماذا عسى يكون حال النسوة في جزر البهاما؟؟ ومن كل ذلك نعلم تماماً أن النساء عشن حقباً تاريخية حالكة الظلام. وعندنا هنا في سودان ما قبل الانفصال كتب الدكتور فرانسيس دينق عن زيجات فريدة شائعة بين قبائل الدينكا والنوير منها 1/ زواج الأشباح «قول يا لطيف» وهو زواج بين امرأة حيّة ورجل متوفى، ويحدث ذلك حينما يتوفى رجل عن امرأته فيقوم أخوه بزواج الأرملة، وعندما ينجب منها تؤول ملكية الأبناء للأخ المتوفى، كما أن هذا الزوج يحتفظ لنفسه بحق الزواج من امرأة أخرى لينجب ابناءً له يحملون اسمه!! أما الغرابة الشديدة عند هذه القبائل فهو زواج المرأة للمرأة، قول لي كيف؟ إذا كانت المرأة سلطانة ابنة سلاطين ولم تجد كفأها من ذات الطبقة فإنها لا يمكن أن تنزل لطبقة الرجال من غير السلاطين أي الرعية، والحل أن تتزوج من امرأة من عامة الشعب، ثم تستأجر لها زوجاً من العامة، ويكون المواليد منسوبين إلى العائلة السلطانية المالكة!! وعلى أيامنا هذه وتحديداً في العالمين العربي والافريقي، ظهرت أنواع من الزواج أملتها ظروف عديدة، مثل السفر المتكرر أو الخوف من «أم العيال»، ومثال لذلك تجد المسيار والنهاري والنص كم وقدّر ظروفك، وكلها موجووووودة والقصة جارة شديد!!. خاتمة المقال: قال أحد الحكماء: كن شريفاً وأميناً لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لأنك أنت لا تستحق الضعة والخيانة!!