دخل الراديو الى السودان في العام 1940 حينها كان الراديو ثروة حقيقية لا تجدها الا في بعض المدن الرئيسة والقطاعات العامة حيث كان الراديو يمثل المصدر الوحيد لامتلاك المعلومة من المثقفين والمهتمين من الافندية والمطلعين آنذاك. حيث كانت تقدم البرامج التثقيفية والتوعوية التي تهم الانسان السوداني من بيان جمهوري او اخبار تخص الاوضاع الحكومية بالبلاد.. جلسنا الى الحاج بشارة فحدثنا عن عتق واريج الذكريات، يقول الحاج: كنا ننتظر البث الاذاعي «هنا امدرمان»، بفارغ الصبر عندما كان يقدم لمدة ساعات قليلة، ويقول الحاج كنا نستمع الى البرامج الإخبارية والمنوعة مثل صالة العرض الذي يقدمه الاستاذ علم الدين حامد وبرنامج دكان ود البصير وبرنامج ما يطلبة المستمعون الذي يشارك فيه المستمعون بالرسائل واختيار الاغنيات، كما كان تقدم مسلسلات الدلالية والدهباية والحراز والمطر والبرنامج التوثيقي حقيبة الفن وبرنامج الاطفال «ركن الأطفال» الذي يخرجه الفكي عبد الرحمن، ويقول الحاج بشارة: زمان كانت تذاع نتائج الناجحين في الثانويات. اما الآن فقد تغيرت الصورة تمامًا ولم يبقَ الراديو كما كان بذات الاهمية حيث تعددت الاذاعات وتوسعت دوائر المعلومة والاخبار من اعلام وتلفزيون وصحف وتقنيات تلفونية وغيرها لذلك لم يعد هنالك رواد كثيرون يتابعون الراديو وينتظرونه. كما ظهرت مئات الأنواع من الراديو صغيرة الحجم الى اقل حجم وهو بحجم غطاء القلم وتعمل هذه الراديوهات بواسطة التلفون والطاقة الشمسية وحجر الساعة وبعضها يعمل بواسطة الماء. ----------------- نواعم يشجعن الكرة ..!! كتب: عبد الرحمن صالح وبينما امتطى الحافلة متوجهًا إلى المنزل كانت تجلس في المقعد الأخير في الحافلة أربع شابات يتناقشن فقالت إحداهن أمبارح الهلال رهيب وفائز تلاته مازي مريخكم الحمام دا فردت عليها اخرى ثمانين سنة ماجبتو كاس نحن اصحاب الكاسات المحمولة جوًا وبدأن يسردن في قصص، وواحدة تقول للاخرى تذكري يوم مشينا الإستاد قبل المباراة واشترينا الأعلام من اليوم داك وأنا كل ما فريقنا يكون لاعب بمشي قبل المباراة استمتع بالأجواء العجيبة ديك، وقد ظهرت روابط مشجعات بالجامعات والكثير من المشاهد التي يبدو أن سحر المستديرة قد جذب حواء السودانية بشدة بل إن الأمر تعدى ذلك وهناك فتيات يتابعن الدوريات الاوربية بكل شغف ويحفظن تفاصيلها كلها تجد مهيرات الهلال ومهيرات المريخ وحتى في الفضائيات ظهرت الكثير من المذيعات أمثال ميرفت حسين وفاطمة الصادق والكثير من الصحفيات في الصحف الرياضية والكثيرات، وتلحظ أنهم يفهمن جيدًا في كرة القدم لدرجة التحليل الخطأ هنا من المدافع ولو المهاجم اتمركز صاح كان حايجيب القون وهلم جرا من التفاصيل ولكن الآراء متباينة، فالبعض يستهجن اهتمام النساء بكرة القدم والبعض الآخر يقول لا غضاضة في متابعتهنّ لكرة القدم.. «تقاسيم» التقت عددًا من الاشخاص من الجنسين وكانت الحصيلة التالية: يسرى خالد «طالبة»: قالت إنها تتابع كرة القدم باهتمام بالغ وانها تحزن عند خسارة فريقها لدرجة انها لا تأكل وقالت ان تشيجع النساء لكرة القدم حق مشروع، وقالت انها يمكن ان تحضر المباراة من الاستاد إن توفر لها ذلك وقالت انها تتابع اغلب الدوريات، وقالت ان الميديا ساعدتهم على ذلك محمود علي «مهندس» قال إنه ضد اهتمام المرأة الزائد بتشجيع كره القدم لأن هذا يلهيها عن الاهتمام بالتزاماتها المنزلية وعن حاجات ابنائها الحاجه أم الحسن ردت بتهكم وقالت بري والله جنس دا ماشوفنا وبنات الزمن دا مابنقدرو، وأرسلت رسالة وقالت دحين يا بنياتي خلن بيتكم من ازواجكن واخوانكن واولادكن ودا احسن ليكن. سمية محمد «خريجة» قالت انها تتابع كرة القدم في التلفزيون ولكن ليس بهذا القدر من الاهتمام وانما شيء من الترفيه ليس الا ولا تكون حريصة على متابعتها كل الحرص.