تعتبر الاذاعة السودانية من اوائل الاذاعات بالمنطقة العربية والتى افردت مساحة فى خارطة برامجها بصورة يومية وانتج اول عمل فى عام 1953وجاء بعده مسلسل الحيطة المائلة 1968 ،ثم توالت المسلسلات الاذاعية والتى كانت تحظى بنسبة استماع عالية فى وقت كان فيه الراديو يهيمن على المستمعين قبل انتشار اجهزة الاعلام المرئية وثورة الفضائيات ،وقد ساهمت الدراما الاذاعية طوال عقود فى تشكيل الرأى العام من خلال القضايا الاجتماعية التى تتناولها وتميزت تلك المسلسلات بقدر عالى من الحرفية فى كتابة النصوص والسيناريو واستخدام المؤثرات الصوتية والتجسيد من قبل الممثلين، ولكن من واقع المتابعة اليومية لبرامج هنا امدرمان اقول ان ذلك التميز تراجع كثيرا وبعض الاعمال الدرامية التى تبث ليس لها قيمة ابداعية وفنية. يقول الكاتب الفرنسى كاجان عن الابداع لايمكن ان تحدد القيمة الفنية للعمل بطبيعة المادة ويكمن دور المادة الفنية فى السماح للمحتوى التجسد بكل حيوية ووضوح وقيمة العمل تعتمد على العمق الذى يساهم فى احداث الحراك الاجتماعى وتتكامل فى ذلك عناصر العمل الدرامى الاذاعى النص الممثل والبعد الصوتى والتقمص والمخرج تؤدى فى خاتمة الامر لميلاد عمل درامى مقنع يتلقفه المستمع ويتفاعل معه، وللاسف معظم كل ما استمعت له فى الآونة الاخيرة من دراما اذاعية لايرتقى لمستوى الاعمال التى كانت فى الماضى من حيث القضايا التى تطرحها تلك الاعمال التى تنتج على عجل وقبل الاعلان عن مسلسل جديد تستطيع معرفة المخرج والممثلين ذات الاصوات يتردد صداها دون اضافة تكلف فى الاداء يستطيع ان يقوم به مبتدئى اطلع على كتاب اعداد الممثل، ندرك الظروف المحيطة التى يعمل فيها الدراميون ولكن ذلك لا يمنع من انتاج دراما تليق بقامة الاذاعة السودانية ومسلسلات مثل الدهباية والحراز والمطر يكتب لها الخلود ويكون لها صدى فى وجدان المتلقى النذير كبور تعقيب نحترم وجهة نظرك فى اطار حرية التعبير ونتمنى ان تعود الدراما الاذاعية الى سابق عهدها وان كنت لا اتفق معك فى بعض النقاط التى تطرقت اليها قيمة رأيك تكمن فى حبك للاذاعة ومتابعة برامجها وحرصك على تطورها فى ظل المنافسة مع وسائل الاعلام المختلفة