يشتكي عددٌ من سكان ولاية الخرطوم الطرفية من شح الخدمات الطبية في مناطقهم وانعدامها في أحيان كثيرة، فيما أبدى عددٌ من سكان مدينة الفتح بأمدرمان رضاءهم الكبير من أداء مستشفى الفتح التي تأسست في العام 2007م وقالوا إنهم كانوا أكثر معاناة من جميع سكان الخرطوم لانعدام الخدمة الطبية في مدنهم الثلاث وأوضحوا ل«الإنتباهة» المسافة الطويلة التي كانوا يقطعونها لتلقي خدمتهم العلاجية في مستشفى أمدرمان وغيرها من مستشفيات المحلية، وما يؤكد العمل الكبير الذي يقوم به مستشفى الفتح خلال الفترة الأخيرة هو التردد الكبير للمرضى لتلقي الخدمات العلاجية حيث اظهرت الاحصاءات أن أكثر من ثلاثة آلاف وتسعمائة اثنين وثمانين ترددوا على المستشفى خلال شهر مارس المنصرم وكان التردد في شهر فبراير ثلاثة آلاف وتسعمائة خمسة وعشرين أما العيادة المحولة فشهدت تردد خمسمائة ستة وسبعين مريضً خلال شهر مارس، في حين كانت تشهد نفس هذه العيادات تردد واحد وتسعين مريضًا فقط قبل مجيء الاختصاصيين للمستشفى، هذا إلى جانب أن المستشفى يقدم خدماته للمرضى المندرجين تحت مظلة التأمين الصحي حيث شهد شهر مارس تردد سبعمائة وستة وسبعين مريضًا، هذا إلى جانب العمليات الجراحية بمختلف مستوياتها التي تجري داخل المستشفى ولم تكن موجودة في وقت سابق، وقال المواطن جلال محمد عبد الله إن المستشفى شهد تطورًا كبيرًا في تقديم خدماته العلاجية وأشار جلال الذي كان يرافق أحد المرضى بالمستشفى إلى المسافة الكبيرة التي كانوا يقطعونها في السابق لتلقي العلاج في مستشفيات أمدرمان، وأضاف أنهم الآن يجدون كافة الخدمات العلاجية في مستشفى الفتح وبإشراف اختصاصيين في مختلف المجالات، واتفق دكتور صلاح محمد توم مع جلال في حديثه وقال ل«الإنتباهة» إن المستشفى في وقت سابق كان يعاني كثيراً من ندرة الأطباء والاختصاصيين، وأوضح أنه كان الطبيب الوحيد في المستشفى ويعمل طيلة ساعات اليوم من أجل خدمة المواطن ولكنه كان يصطدم بشح الإمكانات وانعدامها في أحيان كثيرة، وقال صلاح إن مواطني المنطقة كانوا يعانون كثيرًا في سبيل الحصول على العلاج لعدم وجود اختصاصين أو حتى أطباء عموميين، واعتبر ما حدث في مستشفى الفتح نقلة كبيرة في تقديم الخدمات العلاجية بمختلف الاختصاصيين، ولم يختلف حديث مدير مستشفى الفتح عن سابقيه حيث أكد الدكتور أبوبكر محمد أحمد الفكي التردي الكبير الذي كان موجودًا في المستشفى في وقت سابق، وقال إن حال المستشفى تحول بعد الزيارة الأولى لوزير الصحة بالولاية الدكتور مأمون حميدة برفقة معتمد كرري وقيادات الوزارة، وأضاف أبوبكر أن حال المستشفى شهد تطورًا كبيرًا عقب تلك الزيارة حيث كان المستشفى يعمل بستة أطباء عموميين يتناوبون في عملهم طيلة أيام الأسبوع، وافتقر المستشفى في تلك الفترة لوجود الاختصاصيين مما كان يستدعي ذهاب المرضى لمستشفى أمدرمان أو المستشفى السعودي لإيجاد الخدمات الطبية، وأوضح أبوبكر ل«الإنتباهة» أن توجيهات وزير الصحة عقب تلك الزيارة نفذت في وقت وجيز جدًا مما أسهم كثيراً في تقديم الخدمة العلاجية لمواطني المنطقة وأشار إلى أن المستشفى الآن به أحد عشر اختصاصيًا وسيضاف إليهم اثنان خلال الأيام المقبلة، هذا إلى جانب وجود اثني عشر طبيبًا عموميًا يعملون بتناسق تام داخل المستشفى ويقدمون كل الخدمات الطبية وأكد أبوبكر أن التوأمة بينهم والمستشفى الصيني أفادت المواطن كثيرًا حيث يعمل الآن بمستشفى الفتح عددٌ من الاختصاصيين القادمين من المستشفى الصيني منهم اختصاصيان للنساء والتوليد وآخران للباطنية والجلدية واختصاصي الأسرة، وقال إن المستشفى الآن يقدم خدمته لأكثر من 250 ألف نسمة وهم سكان مدينة الفتح بمربعاتها الثلاثة إلى جانب الإسكانات الأخرى والقرى المجاورة لمدن الفتح، وأبدى دكتور أبوبكر رضاءهم التام عن عمل المستشفى والتزامات الوزارة بخصوص حوافز الكادر الطبي حيث أكد أن جميع كوادره استلموا حوافزهم المتأخرة منذ يناير الماضي، وقال: الآن يصرفون شهرًا بشهر دون تأخير يُذكر، وأشار أبوبكر إلى أن وزارة الصحة الولائية أوفت بالتزامها بخصوص المستشفيات الطرفية في هذا الجانب، وقال إن اهتمام وزير الصحة بالخرطوم بالمستشفيات الطرفية أثر كثيراً في تخفيف العبء عن مستشفى أمدرمان وغيره من مستشفيات أمدرمان وأوضحوا أن الاستمرار في الاهتمام بهذه المستشفيات يخفف كثيرًا الضغط على المستشفيات الكبيرة في ولاية الخرطوم.