ونحن مشغولون بقضية الوطن والاستنفار لمواجهة العدوان الغاشم لحركة التمرد الجنوبية على أرضنا وعرضنا كوطنيين فهمُّنا سلامة الوطن وحماية الأرض والعِرض واستخدام جميع الأسلحة الممكنة وعلى رأسها سلاح الإعلام فالدبلوماسية ثم رد الصاع صاعين للمعتدي الذي يقاتلنا بالوكالة.. ونعمل على جمع الصف الوطني يخرج علينا الناطق باسم الدبلوماسية السودانية والأمين العام «المكلَّف» لمجلس الصحافة العبيد مروح بهجوم غير مبرَّر وغير حكيم وغير دبلوماسي على اتحاد الصحفيين العرب الذي وقف مع السودان في الهجمة الدولية والمحكمة الجنائية ضد رمز السودان الأول المشير البشير عندما انتقل بكل ثقله وعضويته التي تضم جميع الدول العربية وأصدر البيانات حول قضية دارفور والجنائية.. اتحاد الصحفيين العرب الذي يضم السودان عضواً مهمًا وفاعلاً وانتخب مرشح السودان نائباً للرئيس «ويبدو أن هذا هو مكمن هذا الهجوم» وقف الاتحاد هذا الموقف لصالح السودان والرئيس البشير في وقت كان فيه البعض مشغولاً بتجارة الذهب والتهريب!؟! إنني لا أرى أي مبرر لهذا الهجوم الغاشم الذي يشابه هجوم سلفا كير وقواته المتمرده على أرض السودان.. والآن فقط علمنا الجهة التي اعتدت على مشروع القانون ودست تلك المادة التي لم تناقشها اللجنة ولم تكن ضمن الموضوعات التي أوصت بتعديلها.. والآن فقط يتضح المعتدي الذي أغاظه أن يؤيد اتحاد الصحفيين العرب أحد أعضائه في المطالبة بحق أصيل معمول به في جميع النقابات العربية، ولا أدري كيف سيصف الناطق باسم الدبلوماسية السودانية التي أفلحت في إنجاح مسعى السودان لإقناع المجتمع الدولي وجعله يقف إلى جانب الحق السوداني الأصيل في نزاعه مع عصابات جنوب السودان ومتمردي سلفا كير.. نعم نجحت الدبلوماسية «الحقيقية» في اختراق دبلوماسية سوزان رايس ودفعها على توجيه رسالة واضحة ولاول مرة ضد حكومه الجنوب وفي حق السودان.. هذه هي الدبلوماسية الحقيقية «وليس المصنوعة» والمجاملة من غير ما طائل !؟ فماذا هو قائل للاتحاد الدولي للصحفيين ومساندته لاتحاد الصحفيين السودانيين.. وماذا هو قائل لاتحاد شرق إفريقيا الذي شرف السودان ليكون رئيساً له ولفترتين وبالانتخاب الحر!؟! هذا التهافت من الأمين العام المكلف ولماذا يكلَّف شخص فاشل في كل المهام التي كُلِّف بها .. أهو «إعجاب» أم مجاملة لا طائل من ورائها على حساب المؤسسات وعلى حساب البلد الذي يواجه بسبب مثل هذه التصرفات ووضع الندى في موضع السيف هكذا حتى تضيع كل مقدرات الشعب.. لم أكن أود أن أدخل في جدل انصرافي في مثل هذا الظرف الدقيق الذي يحتاج إلى جهد كل وطني غيور حيث لا صوت يعلو صوت المعركة.. معركة الكرامة والعزة والجهاد والتضحية.. ولكن جُررنا جراً ودفعنا دفعاً لكي نرمي من يحاول افتراسنا من الخلف بحجر صغير حتى يصحو من الغيبوبة التي يعيش فيها ويدرك أبعاد ما ظل يردده ولنا عودة بإذن الله لوضع النقاط فوق الحروف وتحتها حتى يعرف كلٌّ قدر نفسه وفكره وحجمه..