العميد محمد عجيب الذي ظلَّ يزأر من خلال صحيفة القوات المسلحة ويعبِّر عن أولئك الأشاوس المرابطين في ثغور الوطن في مواجهة المغول الجدد المحتلين في جنوب كردفان.. محمد عجيب رئيس التحرير السابق لصحيفة القوات المسلحة لم يكتب هذه المرة لكنه أتاح لموجوع آخر هو اللواء حقوقي د. مصطفى إبراهيم عبود أن يطلَّ من خلال زاويته ليشكو بمداد من دم خذلان الساسة والإعلاميين وظلم ذوي القربى للقوات المسلحة وهأنذا أستضيفه في مساحة مقالي كما ظللتُ أفعل حتى أُطلع قراء «الإنتباهة» بما تدندن به وتئزّ صدور المقاتلين وهم يرون بعض مواطنيهم مشغولين بحفل المغنية شيرين عبد الوهاب في إستاد الخرطوم أو متأبطين حقائبهم نحو أديس أبابا!! مغنية مصرية عارية تتيح لها وزارة (الثقافة) بولاية الخرطوم أكبر مساحة وميدان في عاصمة السودان لتُلهي شباب السودان عن التفاعل مع رائحة الرصاص والبارود المدمدم في هجليج بينما نعاني نحن في منبر السلام العادل الأمرّين في سبيل إقامة ندوة أو مسيرة في مساحة صغيرة فنضطر إلى الانزواء في دُورنا الصغيرة لنحدِّث الناس عن اتفاقية الهوان التي أبرمها أولاد نيفاشا والمسمّاة بالحريات الأربع.. حرية سلْخنا وذبْحنا وسحْلنا ثم التبول على رؤوسنا بعد أن نستقبل باقان ونرقص معه ونضحك ونتجشّأ بعد العشاء الفاخر!! إذا كان اللواء مصطفى قد كتب عن وفد مقدمة أولاد نيفاشا الذي حزم أمتعته متوجهاً بفرح إلى عاصمة الحريات الأربع بعد المائة (حرية أن تفعل كل شيء من موبقات الدنيا) فقد أشار إلى حفل شيرين التي كتبت صحافة الخرطوم وسخرت وغضبت واحتجّت على منعها من الغناء بل إن كاتبة في إحدى الصحف المروجة لثقافة الاستسلام.. كاتبة علاقتها بالسياسية والصحافة والفكر لا تختلف البتة عن علاقة راعي الضأن بتقانة الأقمار الصناعية أفتت وهي تسخر من تدخل البرلمان في حفل شيرين الذي لربما كانت تتمنى أن تسهر فيه حتى الصباح كتبت عن (الجهاد في شيرين)!! وكتب غيرُها مستنكرين تطرُّق البرلمان لقضية (هايفة) مثل هذه بدلاً من التصدي لعظائم الأمور وهم يعلمون وربِّ الكعبة أن البرلمان ما تطرَّق لهذا الأمر إلا غضباً من خذلان المنبطحين للقوات المسلحة ومن استهتار من استقدموا تلك المغنية ومن سمحوا لها بأن تغني وترقص عشرة بلدي بينما جرحى هجليج يتلوَّون من الألم في المستشفى العسكري على بعد أمتار من موقع حفل شيرين!! وقْف حفل شيرين وكل مظاهر استفزاز المقاتلين في هجليج وتلودي وبحيرة الأبْيَض والمستنفَرين في الخرطوم وغيرها من أرض السودان جزء من معركة استرداد الأرض السليبة يا من لا تكتبون إلا سماً زعافاً تساندون به الأعداء ولا تفرقون بين الحكومة التي تبغضون والوطن الذي فيه تقيمون ويا من تنسَون أنه لا شيء يجعل هؤلاء الشهداء والجرحى والمرابطين يذودون عن هذه الأرض أكثر منكم فإن لم تكونوا قادرين على مؤازرتهم فما أقل من أن تصمتوا حياء وخجلاً من الشهداء والجرحى والمقاتلين. لأمثال هؤلاء المخذِّلين يا عجيب ويا مصطفى إبراهيم نزلت آي القران تهدِّد وتتوعَّد (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلا). إنهم ملة واحدة من المخذِّلين سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين (هُمُ العَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) فهم يُسهمون في قتل أبنائنا في هجليج بالكلمة الرخيصة المنبطحة المنهزمة المنكسرة ومعركتنا مع هؤلاء لن تتوقف لأنهم يمثلون الطابور الخامس الذي يفتّ في عضد الأمة حتى يُرديها صريعة. الحزب الشيوعي لم ينبس ببنت شفة وكان متوقَّعاً منه هذا الموقف لكن ما بال الشعبي يصمت بينما دولة أخرى تشنُّ الحرب على بلاده وعلى القوات المسلحة السودانية؟! لماذا يواصل المؤتمر الشعبي مسيرة الانتحار الذي يعكس تباينًا واضحاً بين موقفه اليوم وموقف شيخه قديماً حين كان يقود الإنقاذ ويخوِّن كلَّ من يعترض مسيرتها؟! إنه الحقد الشخصي!! تساؤلات أجد صدىً لها في مقال اللواء مصطفى إبراهيم الذي أدعوكم لقراءته:- أعلنوا التعبئة العامة وناصروا قواتكم المسلحة اليوم نفسح المجال لسيادة اللواء حقوقي مصطفى إبراهيم محمد ليرسم المعالم البارزة للمشهد الماثل.. فمرحبًا بسيادته سائرًا وثائراً على درب السلامة: المشهد الفني يعكس أمس فقط أن شيرين عبد الوهاب الفنانة المصرية الماجنة تتصدر إعلانات حفلها الفخيم بإستاد الخرطوم وتلفزيون السودان والنيل الأزرق وصحف الخرطوم ووفد المقدمة المفوض يحزم أمتعته حاجًا لأديس أبابا للعودة لمربع اللا حرب واللا سلم، والسلم مع دولة الجنوب وحدها وقواتنا المسلحة تحمل الهمّ على الحدود دفاعًا عن هذا الوطن الأبيّ لا شريك لها في ذلك إلا دعوات الصالحين.. ووسط هذا الزخم المتناقض يتساقط شهداء القوات المسلحة الشهيد تلو الشهيد في هجليج والخرصانة ولسان حالهم يقول: يا كبرياء الجرح لو متنا لحاربت المقابر، والدسائس تُحاك لضرب اقتصادنا باستهداف البترول في هجليج وجسر جوي يربط ربكونا بتل أبيب لنقل العتاد للعدو والقوات المسلحة وحيدة في الساحة ويبخل عليها أبناء جلدتها حتي بالدعم المعنوي، ولحظتها ينقل تلفزيون السودان مباراة النيل الحصاحيصا والأهلي الخرطوم وتلفزيون دولة الجنوب يبث جلالات الحماسة لمرتزقته، الله الله لقد جرَّ علينا الانهزام السياسي انهزاماً إعلاميًا، وقناة الجزيرة تسبق تلفزيوننا الرسمي بإذاعة خبر اعتداء عصابات دولة الجنوب على هجليج والقوات المسلحة كأنها يتيم الأب والأم تعيش المحنة لوحدها وسط هذا الركام من الخذلان السياسي والإعلامي الذي يطرد النوم من عيون رجالات القوات المسلحة الذين يسكنهم همّ هذا الوطن حتى أصبحت أمراض السكري وضغط الدم من المهمات العسكرية التي تلازم كل الضباط من رتبة العقيد فما فوق، لك الله أخي وزير الدفاع وأخي رئيس الأركان المشتركة من ظلم ذوي القربى من أبناء جلدتنا من قبيلتي ساس يسوس وأذاع يُذيع ونشر ينشر وكتب يكتب أناس همُّهم زاد الجندي وحفر الخنادق وتصفير البندقية وكسر شوكة العدو، وآخرون حزبي وحزبك وولايتي ومحليتي وهم في وادٍ ونحن في وادٍ، ونقول ملء الشوادق: لك الله يا وطني وقواتك المسلحة وليتني أملك تيرمومترًا يصلح لقياس درجة الوطنية لتنال به الفخار والدرجات العلا في الوطنية في القوات المسلحة ونعلم من يحب هذا الوطن حقيقة ومن ينافق بهذه القيمة السامية. لا تجرّوا علينا انكساركم السياسي والإعلامي وأغلقوا دوننا قنواتكم وصحفكم ودعونا نموت فداءً لهذا الوطن حتى آخر جندي ولا تجرُّوا علينا مزيداً من الانكسار وأعلنوا التعبئة العامة وناصروا قواتكم المسلحة بالدعم المعنوي وأمِّنوا للمقاتل الكفاف حيث إن سقف طموح المقاتل الحق سترة الحال وطموح رجالات القوات المسلحة لا تتعدى سترة الحال بأي حال أمن هذا البلد لأن الهمّ الأعلى لهم الموت دون تراب هذا الوطن وأمنه واستقراره. مريرة هذه الرسالة المعنونة بعلم الوصول لكبرائنا في السياسة والإعلام آملاً أن نستفيد من أخطائنا لنقف في خندق واحد صدّاً للمؤامرات العسكرية والسياسية والإعلامية التي تُحاك ضد هذا الوطن. والله المستعان.. بقلم اللواء حقوقي/ د. مصطفى إبراهيم محمد عبود