فتّحنا أعيننا في هذا السودان ووجدنا السلم التعليمي مكونًا من أربع سنوات للمدارس الأولية وأربعًا للوسطى وأربعًا للثانوية العليا «وواحدة أخرى وكنت على عجل... تعلق قلبي طفلة عربية ..» أما الجامعات فهي أربع سنوات للكليات النظرية والسنة الخامسة لطلاب مرتبة الشرف بينما الكليات العلمية تستغرق فيها الدراسة من خمس الى ست سنوات كما هو الحال في كلية الطب الآن.. تم تقسيم السنوات والمناهج بمراعاة حصيفة للفئة العمرية للتلميذ وقدرته على الاستيعاب مما يسهّل ارتقاءه من صف إلى آخر في منتهى السلاسة.. في المدارس الأولية كان الحوش يجمع من هم في السادسة وآخرين في العاشرة من عمرهم أي في الصف الرابع وليس في ذلك شذوذ فكلهم أطفال وأبناء جيل واحد، والأمر كذلك في الوسطى والثانويات العليا... لحدي هنا كويسين خالص!!!! فجاة وتحت سقف يتدلى منه النجف الإنجليزي التليد ومكيفات تطيح الستائر، وعلى الطاولات فاكهة وأبا ومشروبات في قوارير حبتها بأنواع التصاوير فارس، قرر المجتمعون إلغاء السلم التعليمي «الذي صعدوا عليه بسلام آمنين» من الوجود واستبداله بجعل الأساس ثماني سنوات والعالي ثلاثًا ولم يكتفوا بذلك بل عمدوا إلى المناهج فدكوها بسنابك خيلهم وأعملوا فيها المشرفيات وجاءوا بمناهج أخرى لا يتعلم منها التلميذ شيئًا سوى الذهول الذي بلغ حدًا يدرس فيه التلميذ سورة الطلاق حفظًا و تفسيرًا وهو لا يعرف شيئًا عن الزواج!! انتو يا جماعة ما قريتو جزء عم ثم تدرجتم في سلاسة محببة ... ليه الجوطة دي؟؟ ثانيًا اشتمل حوش مدارس الأساس على طالب عمره ست سنوات صغير الحجم بريء الطوية حسن النوايا وآخر بالسنة الثامنة عمرة خمس عشرة سنة، يعني أنه بلغ سن الرشد قبل ثلاث أيام وبدأ مزهوًا بقوته العضلية وانتقاله بنجاح إلى سن الشباب وفي ذلك خطورة على اليافعين من زملائه خاصة وأنك تجده عصبي المزاج متوترًا، مشتت الذهن يتصيد السوانح لإبراز سطوته، وبعدين نقعد في الجرجرة من كشف طبي، محكمة الأسرة، الإصلاحية، السجن خمس سنوات والتجريد من الزي المدرسي ...دا كلو ما الموضوع تتصور!!! الموضوع هو أنني أخشى ما أخشى أن تضاف السنة المقترحة لمدرس الأساس فتصير تسع سنوات وهنا يلتقي جيل البطولات بجيل التضحيات وتظهر الحاجة الماسة إلى: شرطة النظام العام، اختصاصي جراحة أطفال، حرس منشآت، قوات مكافحة الشغب إضافة إلى منسوبي الدفاع المدني لإطفاء القلوب المشتعلة هيامًا هذا مع إصدار كتب ومطبوعات جديدة تعلم التلاميذ الجهل!! لماذا لا تُطرح هذه الاقتراحات على قدامى التربويين أصحاب الدراية و التجارب؟؟ هل عُرض هذا الاقتراح على مجالس الآباء والأمهات الذين جلهم من الخريجين أصحاب الوجعة؟؟ما رأي السادة الأساتذة ووكلاء المدارس؟؟ بالمناسبة كلمة أستاذ هذه غير عربية بالجد جد!! هذا السلم التعليمي هو الذي جعلكم تتعالجون في الأردن ومصر وتشترون الملابس من أوربا والاجهزة الكهربائية من اليابان والصين والإبرة والضفارة من الهند... تاني فضّل شنو؟؟ يا جماعة انعلوا إبليس... سؤال اخير: لماذا لا يُستشار أساتذة الجامعات في نوع المناهج التي تأتي بالطالب للجامعة؟؟ هل تكتفي كل كلية بقبول الذين أحرزوا نسبة 87% مثلاً؟؟ صحيح أنها نسبة مشرّفة، لكن في شنو؟؟؟!! الله أعلم.