كوثر بيومي مذيعة تمتلك ناصية الإبداع في مجال مهنتها فهي تمتاز بتقديمها لبرامجها بلغة سليمة ومخارج حروف واضحة.. عملت بتلفزيون السودان في تقديم النشرات الإخبارية والبرامج الثقافية والسياسية والحوارية ومن ثم عملت كمراسلة للتلفزيون القومي من القاهرة قرابة السنوات الثماني لتعود بعدها أكثر ألقًا، تشغل حاليًا منصب المدير التنفيذي للإعلام الإستراتيجي للنهضة الزراعية بالبنك الزراعي السوداني.. «تقاسيم» التقتها في عجالة لتحدثنا عن نفسها ودراستها وهوايتها وعن الإعلام السوداني.. ٭ بطاقة تعريفية؟ كوثر عبد الله بيومي من مواليد الخرطوم نلت درجة البكالريوس في القانون من جامعة الخرطوم ودرست الدراسات العليا في ذات الجامعة وبجامعة القاهرة من معهد البحوث والدراسات العربية والذي يتبع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «جامعة الدول العربية» وتحصلت على الماجستير في التحكيم في الملكية الفكرية وكان من المفترض أن أناقش رسالة الدكتوراه من كلية القانون جامعة عين شمس، ولكن الظروف التي حدثت بالقاهرة مؤخرًا حالت دون ذلك.. متزوجة وأم لأربعة أبناء ثلاثة أولاد وبنت أكبرهم في المرحلة الجامعية وأوسطهم جلس لإمتحان الشهادة السودانية هذا العام وأثنان في مرحلة الأساس. ٭ أستاذة كوثر ما بين الدراسة والهواية التي طغت على مجال دراستك؟ أنا أعشق القانون كدراسة ودخلت كلية القانون عن رغبة أكيدة والنسبة التي تحصلت عليها كانت تؤهلني لدخول كثير من الكليات لكن الهواية التي مارستها منذ الدراسة غلبت على مجال التخصص ولم يراودني إحساس امتهاني القانون، ولكن الآن أمارسه من باب التدريب وملتزمة بدورات تدريبية من باب عضويتي في مركز الخرطوم للتحكيم التجاري الدولي والمركز السوداني لدراسات الملكية الفكرية وأنا بطبعي أحب أن أدّرب وأتدّرب وأن أتلقى مهارات وأطوّر نفسي. ٭ حدثينا عن الفترة التي تلت عملك كمراسلة لتلفزيون السودان من القاهرة؟ بعد رجوعي من القاهرة كمراسلة هناك عملت بالأخبار ورئيسة لقسم البرامج الثقافية بعدها تنقلت في مرحلتين مهمتين حيث عملت في الإعلام التنموي بالانتداب لرئاسة البنك الزراعي لمدة عام أتلقى معارف وخبرات جديدة والمرحلة الثانية للنهضة الزراعية كمديرة للإعلام الإستراتيجي، وبعد نضج خبرتي في الإعلام كمذيعة ومراسلة ومحررة ومحاورة ومقدمة برامج آن الأوان أن أضع خلاصة خبرتي وتجربتي في خطط وتصورات وبرامج تخدم خط النهضة أستنهض من خلالها القيم لأي قيم أي كانت ولو لم تكن زراعية. ٭ أين أنت الآن من التلفزيون القومي؟ الآن لدي برامج «مواسم» وهو سهرة تقدّم كل خميس وتنتج خارجيًا. ٭ مع حمى الفضائيات ألم تراودك فكرة الإلتحاق بإحدى الفضائيات؟ في لحظات تغازلني الفكرة تجاه القنوات العربية ولكن في إطار استزادة المعرفة والخبرة ولكني لا أستطيع العمل خارج تلفزيون السودان لفترات طويلة لذا لم أسع لها سعيًا حثيثًا. ٭ خلال فترة عملك بالقاهرة ألم تعرض عليك فكرة العمل بإحدى فضائياتها؟ هذه مسألة مهمة فقد تلقيت عروضًا ولكن الشرط الرئيس كان فيها هو نزع الحجاب! وللعلم أنا عندما ظهرت كمراسلة بالحجاب لتقديم التقرير النهائي كنت مثار دهشة وذلك في مؤتمر في الجامعة العربية؛ فالقاهرة منطقة صناعة حدث وتضم كثيرًا من الجنسيات والسحنات فكان الجميع يتساءلون من هذه؟ كوني أرتدي الحجاب وأعمل بذات الكفاءة والمهارة لغير المحجبات. ٭ أستاذة كوثر لمَ لمْ تطرقي مجال العمل في المنوعات؟ لكل إنسان بصمة وإيقاع والمنوعات تحتاج لروح خفيفة ورشاقة وأنا أفتقد لهذا الإيقاع وأجد نفسي في البرامج الثقافية والسياسية ومع ذلك استمتع جدًا ببرامج المنوعات مع عدم مقدرتي على تقديمها نسبة لامتلاكي قدرًا من الطرح الجاد والعميق و«كلٌ ميّسر لما خُلق له». ٭ في ختام حديثنا معك ماذا تودين القول؟ أتمنى أن نصل لصناعة إعلام رسالي؛ فكل إعلامي في مجاله هو بالضرورة قائد وصانع للرأي العام وبالتالي هو رسالي ولا بد من توفر سلوك ومهارات تقودنا في النهاية لصناعة أساس لرؤية وثقافة مجتمع فيها كل مقومات النهضة المطلوبة لمجتمع في القرن الحادي والعشرين فدورنا كبير والمسؤولية متكاملة بين الإعلام والمؤسسات الرسمية لسياقة المنظومة برؤية صحيحة ولا نحمّل الأوزار لبعضنا البعض؛ فالإعلام يقول إن الدولة لاتوفر الإمكانات والدولة تقول إن الإعلاميين مقصرين في آداء أدوارهم ولايقفوا عند الحدود الحمراء.