كانت تعتذر عن الحديث اكثر من مرة او ترد بدبلوماسية ان الوقت غير مناسب للحديث الآن ويمكن تأجيل الحوار لوقت آخر، ولكن اصرارنا على الحديث والحوار دفعها للموافقة. الحوار مع الاعلامية كوثر بيومي من الاهمية بمكان لان كوثر ليست مجرد مذيعة شاطرة فقط فهي كانت قيادية في التلفزيون وتولت في فترة منصب مدير الادارة الثقافية وهي ملمة بالعمل في التلفزيون واسراره وخفاياه ولكنها متوازنة في حديثها ولا تميل للاثارة وتقفز مباشرة للموضوعات الكبرى. ٭ لماذا اختفيت من شاشة التلفزيون وتحديدا من قراءة النشرة الرئيسية للاخبار؟ اختفيت لاسباب كثيرة منها الخاص ومنها الجانب الوظيفي ويمكن ان تسميه مهني وكثيرا ما اسمع السؤال لماذا اختفيت من الشاشة وتحديدا من مساحات الاخبار ولكن لا افصح لان الاسباب احب ان احتفظ بها لنفسي. ٭ ولكن من حق الرأي العام ان يعرف..! هي اسباب موضوعية تجاوزتها في اطارها الخاص وان كانت باقية في اطارها العام والحمد لله عادت لي بالخير وامر المؤمن كل خير. ٭ عفوا، ولكن هناك التزام تجاه جمهورك الذي من حقه ان يعرف التفاصيل! اقول ان التزامي مع جمهوري هو التزام رسالي ليس لانه مجرد مهنة للتكسب بل له ابعاد رسالية تصب لصالح الناس والتزامي ما زال قائما من خلال منبر الاذاعة ومنبر الصحافة عبر كتاباتي في جريدة الشاهد والوحدة الاعلامية في النهضة الزراعية بتوفيق من الله سبحانه وتعالى. ٭ يقال ان كوثر بيومي على خلاف مع ادارة التلفزيون! اختلاف الآراء لا يفسد للود قضية واعتقد انني عندي وجهة نظر وبعد 71 سنة من العمل المتواصل استطيع ان اقدم رأيي لمصلحة العمل. ٭ وما هي اسباب الخلاف اذن؟ سبب مشكلتي ان لي وجهة نظر واضحة في الذي يحدث في التلفزيون وحتى لا اظلم احدا لا استطيع ان احمل المشكلة كلها لقيادة التلفزيون واعتقد ان مهنة الاعلام في اطار منظومة الخدمة المدنية مهنة مقيدة لان الاعلامي والصحفي صاحب رأي ولكنه يأتمر بمن فوقه ومن فوقه قد لا يكون له علاقة بالعمل الاعلامي وعندما تأتي القيادة لتمارس دورها كمؤسسة خدمة مدنية تحدث من هنا الاشكالات. ٭ عملت مديرة للادارة الثقافية بالتلفزيون، كيف تنظرين لهذه التجربة؟ اتيحت لي فرص في التلفزيون منها تولي الادارة الثقافية التي استطعت فيها بعون الله سبحانه وتعالى تحقيق كثير من النجاحات وكان لتعاون الزملاء عميق الاثر في تحقيق هذه النجاحات. واتيحت لي فرصة اخرى اعتقد انها من محطات عملي المهمة في مجال الاخبار حيث عملت مراسلة للتلفزيون من القاهرة في فترة كان زوجي يعمل بسفارة السودان بالقاهرة وقد تعاون معي الاخ حسن فضل المولى «جزاه الله خيرا» عندما كان يعمل مستشارا اعلاميا بسفارة السودان بالقاهرة وعندما اتى محمد حاتم وجد انني كنت في القاهرة وتسهلت له المسألة كثيرا حيث كنت اراسل التلفزيون بصورة منتظمة واحرص على متابعة كل الاحداث التي تهم السودان. ٭ سؤال مباشر: هل يوجد «حفر» في التلفزيون؟ «الحفر» موجود في كل مكان وهذه مسائل طبيعية.. فاين ما وجد البشر وجد الشر والخير ولكن اسمح لي ان احور المقولة التي تقول ان سيد القوم لا يحمل الحقد لاجعلها ان حامل الرأي لا يحمل الحقد والضغائن وانا احاول ان اجرد نفسي من النوازع واسأل الله سبحانه وتعالى العون. ٭ كيف تنظرين للمشهد الاعلامي الآن؟ المشهد الاعلامي فيه كثير من الاشكالات وهناك جانب تتحمله الحكومة وجانب يتحمله الاعلاميون. وطالما ان هناك اعادة هيكلة في الدولة وطالما هناك حديث عن جمهورية ثانية تعتمد الاصلاح مبدأ اساسيا لا بد من اصلاح وضع الاعلام في الاساس لان خطره واضح اليوم. والسيد رئيس الجمهورية قال كلمة مهمة وهي قوله: «قديما كان الناس على دين ملوكهم واليوم الناس علي دين اعلامهم» وحتى لا نسقط نحن من المحيط الاعلامي وننتقل باعلامنا الى خانة المنافسة لا بد ان نعالج الخلل في مؤسسات الاعلام الرسمية. ٭ وكيف السبيل لتحقيق ذلك؟ وجهة نظري ان نخرج من سياق العمل في الخدمة المدنية ونوضع لها قوانين خاصة ربما حالة خاصة مشابهة لقانون الصحافة والمطبوعات حتى في اختيار القيادات يخضع لمسألة الانتخاب الحر من المنتسبين للمؤسسة الاعلامية. وفي مجال البرامج في جانب المنوعات والثقافة يفعل القطاع الخاص لان هناك مساحات اكبر من الحرية في هذه البرامج يمكن ان يتحرك فيها القطاع الخاص وفي جانب البرامج السياسية يكون الانتاج في التلفزيون ولا بد من تطوير بيئة العمل والاهتمام بالتدريب وبناء القدرات واعداد ميثاق شرف للعمل الاعلامي. ٭ هناك اتهام لكن كمذيعات كبار في التلفزيون بعدم اتاحة الفرصة للوجوه الجديدة!! الواقع ان هذا الاتهام مردود لان المذيعات الكبار من جيلنا اللائي ما زلن يعملن على اصابع اليد وهن اماني ونازك واكرام في الاخبار وايناس وايمان وغادة في المنوعات، وشخصيا اهتم بتشجيع المذيعات الجدد واتاحة الفرصة لهن لان ذلك يسهم في تطوير العمل وانا معجبة باداء هنادي سليمان ومنى بابكر في مجال الاخبار. ٭ مشروع قادم للاعلامية كوثر بيومي؟. اعمل في مشروع كبير وابرز ملمح فيه هو اعداد اعلاميين في مختلف التخصصات والاهتمام بالبناء الاخلاقي والبناء المعرفي لان الاعلامي يجب ان يتحلى بمنظومة اخلاق وقيم تخرج الاعلام من النظرة بأنه مجرد مهنة للتكسب. ٭ ماذا تريدين ان تقولي في الختام؟ اشكر جريدة الصحافة على هذه الفرصة بتقديم وجهة نظري واقول ان اليد الواحدة لا تصفق ولا بد من التعاون لتغيير الاعلام ولا بد من ثورة في تغيير الاعلام واسأل الله سبحانه وتعالى للاعلام حظا ونصيبا وافرا.