هاجم مستشار رئيس الجمهورية البروفيسر إبراهيم أحمد عمر المجتمع الدولي هجوماً لاذعاً واتهمه بتأجيج العنصرية والتفرقة الدينية والعرقية وانكار ذلك، وتساءل إلى أي مدى تؤجج القبلية والجهوية والعنصرية من خارج القارة؟ ودعا لدى مخاطبته مؤتمر العلاقات السودانية الإفريقية الذي تنظمه الجمعية السودانية للعلوم السياسية على مدى ثلاثة أيام أمس المؤتمرين لمناقشة القضية، ودعا إلى دراسة أثر انفصال الجنوب على علاقتنا مع إفريقيا، وتوقع أن يصبح الجنوب بمساعدة إسرائيل وأمريكا ودول الغرب حاجزًا بين السودان وإفريقيا وقال:«لا أشك في أن واحدةً من نوايا إسرائيل بناء جدار عازل بيننا وإفريقيا مثلما فعلت مع الفلسطينيين، ولكنه قطع بعدم تمكنها من فعل ذلك، كما اتهمها والغرب بمحاولة مسك السودان ومصر من «حلقومهما» بمحاولات السيطرة على مياه النيل وقال:«لن نسمح بأن يقطع السودان والأمة العربية عن إفريقيا وانتقد صمت العرب تجاه الدعم العسكري الذي تقدمه دول أروبية وإفريقية منها يوغندا. وامتدح مستشار الرئيس الأدوار الرائدة التي لعبها السودان في محيطه الإفريقي باعتباره من أولى دول الجوار التي نالت استقلالها واتخذت منه الحركات التحررية في القاره قدوة، وأقر بإهمالهم هذه المسألة كثيراً، وأشار إلى دور التعليم والفن والثقافة في تلك العلاقات، وقال:«كثير من الدول تغني للسودان» ودعا للنظر في كيفية استغلال العلاقة الفنية والثقافية في هذا المجال، ولفت الانتباه إلى الحراك السكاني الذي يتميز به السودان الذي كان معبرًا لكثير من المجموعات الإفريقية التي كانت تتجه إلى الحج وللعمل والتجارة والبعض الآخر لاجئاً، كما شدد على دراسة كيفية التعامل مع الدول الآسيوية والأوروبية أسوة بالإفريقية خاصة وأن السودان ساهم في إدخال الصين للاستثمار في القارة الإفريقية معتبرًا ذلك أحد الأشياء التي يعاقب عليها السودان الآن. وعاب إبراهيم عمر على منظمي المؤتمر قصور المحاور المطروحه للنقاش وعدم اشتمالها على المحور الاجتماعي في العلاقات بين السودان والقارة الإفريقية، وقال:« نظرت للمحاور وسألت نفسي أين المحور الاجتماعي الذي هو أخطر من القضايا الأخرى»؟ مشيرًا إلى أن القضايا السياسية اليوم صارت تخدم عن طريق العمل الاجتماعي، وأشار إلى اضمحلال دور الأحزاب السياسية في مقابل نمو وصعود أدوار الجمعيات السياسية التي تمثلها منظمات المجتمع المدني. وقدمت في اليوم الأول للمؤتمر الذي تستمر جلساته اليوم وغدًا العديد من الأوراق ذات الشأن بسياسة السودان الخارجية وعلاقاته مع دول إفريقيا خاصة دول الجوار، حيث ركزت ورقة مرتكزات السياسة الخارجية السودانية التي قدمها أستاذ العلوم السياسية البروفيسر محمود حسن أحمد على القيم والمبادئ التي تحكم علاقة السودان مع الدول الأخرى، مشيرًا إلى أن قوة الدولة في قوة المرتكزات التي تقوم عليها سياستها الخارجية. وتعرضت الورقة للعديد من المهددات التي واجهت السياسة الخارجية السودانية منذ الاستقلال، الأمر الذي أدى إلى تغيرها من بينها عدم الاستقرار السياسي والحروب والنزاعات والأزمات والمشكل الاقتصادي بجانب التدخلات الخارجية. وفيما تناولت ورقة العلاقات السودانية الإفريقية التي قدمها البروفيسر حسن سيد سليمان طبيعة العلاقات مع دول الجوار الإفريقي انتقد عدد من المعقبين القصور في الاهتمام بالقارة، حيث تساءل السفير عثمان السيد عن الوجود الإفريقي في مؤتمر يتحدث عن العلاقات مع إفريقيا حيث لم يشارك سوى مصر بجانب الجزائر التي تأخرت في الحضور، وقال السيد:« تسببنا في تشويه صورتنا في إفريقيا وينبغي الاتجاه إليها حال أردنا علاقات معها».