من منبر الأغلبية الصامتة.. والمفكرة!! طالبنا السيد وزير المالية بأن يتبنَّى سياسة التحرير وهي السياسة الملائمة لاحتياجات العصر.. فنحن طالبنا بالعالمية.. وليس بالعولمة فقط!!. فعصر العَولمة ليس مقصوراً على أدواتها ومظاهرها!! دون الأخذ بمعانيها وعمقها، ومن ثم خُطة وإستراتيجية التعويم يجب أن تتوازى مع وضع آليات دعم للسلع الرئيسة.. لحين استيعاب محدودي الدخل لتسنامى التضخم المتوقع.. ومن ثم تعديل مرتباتهم لتتناسب مع حقبة الانفتاح... فإن الدولار ليس عملة.. بل هو وحدة قياس.. يجب مراعاة تبعات تعويم الدولار وتتبعه لكي لا تنهار مؤسساتنا الصناعية والإنتاجية بقلتها!! إن تفادي تبعات الانفتاح بنفس قدر أهمية الانفتاح لكي لا نلوم الحل!!. إن سياسة تحرير الاقتصاد ليست نهاية متاعبنا الاقتصادية ولا نهايتها.. بينما هي نقطة البداية للإصلاح.. فنحن نحيي السيد الوزير الفاضل على شجاعته وتقبله النقد البنَّاء وبطولته غير المسبوقة بالأخذ بالرأي المعاكس، كما نأمل أن تكون نقطة تحوُّل في منهج الحكومة للتعامل مع الرأي الآخر.. ولكننا نصرُّ على الأخذ بالأسباب للوصول للهدف الأساسي لن نحد عنه... وهو معالجة العجز بالموازنة!! وبدون اللجوء لزيادة الضرائب ولا زيادة الرسوم.. إننا نعلم حَرج الموقف ولكننا أيضاً ندرك محدودي الدخل.. فقد وصل الحد.. الحد.. ولا يجوز تحميلهم مزيدًا من الأعباء وعليه نقترح تكملة الآية، سياسة التحرير والانفتاح.. ثم تصفير التعرفة الجمركية وإلغاء الرسوم الوهمية إلا الخدمي منها لموازنة ومعالجة رد فعل التضخم المتوقع في الأسعار جراء سياسة التحرير.. استصدار البطاقات التموينية لمعدومي الدخل.. واجب حتمي، مؤقت ولكنه طارئ لامتصاص الصدمة الأولى.. والارتدادات المتوقعة.. وغير المحمودة التبعات.. إلا إذا أنصتنا لصوت العقل والقلب أيضاً.. احذروا زيادة المحروقات!!!!؟؟؟؟. دعم الصادرات من خلال التدخل المباشر والعاجل «بخطة قومية لإنعاش الصادر!!» والتخفيض الطوعي لمرتبات ومستحقات كبار المسؤولين والوزراء.. وحتى.. على غرار رئيس جمهورية فرنسا ووزرائه.. المنتخب!!! أحد أكبر عشر اقتصاديات بالعالم؟؟؟. فقد حرَّم عمر ابن الخطاب على بيته كل زاد... وربط البطون.. إلا ما يعينه وأهل بيته على الحياة طيلة فترة السنوات العجاف حتى أفرج الله عنهم بفتوحاته.. فمن اليوم فصاعدًا ستصبح سيارة الحكومة الرسمية والوحيدة.. جياد.. ولنستثمر مجمع جياد الصناعي العملاق، والموجود!! فسيارة رئيس وزراء الهند أكبر الديمقراطيات على المعمورة.. هي ماركة هيلمن هنتر ومصنّعة بالهند!!. ووزراؤه بالمهندرا!! نحن لسنا أغنى من الهند ولا أكبر منها؟؟. فوداعًا لللاندكروزر بشقيها.. ليلى علوي وتاتشر وعيون المرسيدس والبي ام دابليو وحتى الكامري.. فقط لفترة محدودة وحتى موازنة الميزانية. في الحقيقة.. لا يجوز ركوب السيارات الفارهة ونحن تحت الخط الأحمر.. ولتُنشأ إدارة للمركبات الحكومية بميزانية محدَّدة!! أو تفعيل الحالية!!. إذا أردنا تكاتف الدول الصديقة معنا يجب أن يصدّقوا أننا جادون في سياسة التقشف الاختيارية وترشيد الصرف العام مع بدء حقبة سياسة التحرير.. متجنبين تبعاتها الفوضوية المتوقعة.. وسنبني اقتصادنا من جديد. فنحن قدر التحدي.. وفقنا الله وإياكم والله ولي التوفيق..