بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    شمس الدين كباشي يصل الفاو    لجنة تسييرية وكارثة جداوية؟!!    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    المريخ يتدرب بالصالة    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    ياسر عبدالرحمن العطا: يجب مواجهة طموحات دول الشر والمرتزقة العرب في الشتات – شاهد الفيديو    وزارة الخارجية القطرية: نعرب عن قلقنا البالغ من زيادة التصعيد في محيط مدينة الفاشر    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    السودان..توجيه للبرهان بشأن دول الجوار    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    سوق العبيد الرقمية!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناس في شمال كردفان
نشر في الصحافة يوم 06 - 02 - 2011


شهادات حية.. واعترافات صريحة
كيف يأكل الفقراء بعد ارتفاع أسعار الطعام..؟!
الابيض: عمر عبد الله
لم يعد ارتفاع اسعار اللحوم والدواجن والاسماك يؤرق اصحاب الدخول المحدودة، فقد حذفوها من قوائم طعامهم منذ فترة طويلة، والأفضل حالاً منهم يتذوقونها فيما ندر!.. لكن ما يزعجهم الآن فعلاً هو ارتفاع اسعار الخضروات ومنتجات الألبان والزيوت وحتى الفول والعدس.
كيف يدير هؤلاء أمورهم ليوفروا طعاماً يتناسب مع دخولهم المحدودة؟ هذا هو السؤال الذي وجهناه لعدد منهم وجاءت اجاباتهم شهادات حية لم نتدخل فيها لا بالحذف أو الاضافة، ونقدمها لكل المسؤولين في الحكومة، خاصة المسؤولين عن ادارة امورنا الاقتصادية، حتى لا يسقطوا هؤلاء من حسابهم وهم يديرون اقتصادنا.. وهؤلاء لن يأكلوا مؤشرات تتحسن يوماً بعد الآخر، وانما يبحثون عن العيش والفول والعدس والجبن بأسعار يقدرون عليها.
محمد علي حامد موظف باحدى المصالح الحكومية براتب «400» جنيه، واسرته زوجته وخمسة أولاد «هاني ومنى وعبده ورحاب وسها» جميعهم في مراحل التعليم المختلفة من الثانوي إلى الأساس، كيف يعيش السبعة أفراد ب «400» جنيه يقول محمد علي: الفول طبق الفطور والعشاء الأساسي، أما الغداء فطعامنا شبه الدائم ملوخية أو «أم رقيقة» بمرقة الماجي، ويقسم محمد بالله أنه واسرته ما ذاقوا جميع أنواع الفاكهة هذا الموسم.
عايشين بالستر
أما «أ. ت. أ» عامل بوزارة التربية، فراتبه «350» جنيها، وأسرته تشمل زوجته وابنه وأخاً مريضاً نفسياً لا يعمل، ومنذ أن تزوجت في عام 2005م فإننا نختصر عدد الوجبات يومياً وغالباً ما تكون غداء أو عشاءً.. زوجته تتدخل قائلة «سئمت من الغلاء وارتفاع الأسعار لم يرحم حتى أكل الفقراء وحلة العدس تكلفنا حالياً 15 جنيها لنأكل منها وجبتين، وطبق الفول طبعاً هو الطبق المكرر، أما اللحوم فنراها فقط عند الجزارين.
حكاية كل يوم
وأم بكري ربة أسرة مكونة من «6» أفراد، زوجها يعمل خفيراً مع أحد المقاولين بمرتب «400» جنيه شهرياً، ولديها أربع بنات في اعمار مختلفة تقول: في الصباح نكتفي بكوب شاي لكل فرد في الأسرة، وبعد الظهر نبدأ التفكير في الغداء وهو في العادة أما عدس أما باذنجان، وفي العادة تكلف هذه الوجبة عشرة جنيهات، وقد نشتري من محلات تقطيع الفراخ المذبوحة بسعر 7 جنيهات، والعشاء في الغالب عبارة عن طبق فول ورغيف يكلف خمسة جنيهات، أما السلطة واللحوم والفواكه فاصبحت ترفاً.
ويقول أحمد اسماعيل: رغم انني اتقاضى مرتبا «800» جنيه فإنه لا يكفيني سوى ل «15» يوما والباقي استدينه من اصدقائي واقاربي، وعندما احصل على المرتب اقوم برده اليهم مع بداية الشهر، واعتمد على العدس والفول والدكوة عدة أيام في الاسبوع، حتى استطيع أن ادبر أمري.
رغيف فقط
حمدان مصطفى سائق يتقاضى «400» جنيه واسرته المكونة من خمسة افراد تنفق «180» جنيها شهرياً على العيش فقط، حيث يشتري عشرين رغيفاً يومياً للثلاث وجبات، وتتكون وجبة افطار الأسرة من فول ب 3 جنيهات وزيت بجنيه وطعمية بجنيه ورغيف ب 3 جنيهات لتلكف الوجبة 8 جنيهات، أما الجبنة فيكتفي بمشاهدتها لدى البقال فقط.
ووجبة الغداء في بيت حمدان عدس، وتكلف هذه الوجبة 10 جنيهات بحساب تكاليف الزيت والبصل والغاز، وبالكاد تكفيهم هذه الوجبة لارتفاع سعر كيلو العدس. واذا قاموا بشراء لحمة يضطرون لتأخير وجبة الغداء للساعة السادسة أو بعدها قليلاً، توفيراً لوجبة العشاء التي يضطرون للاستغناء عنها نظراً لتعويض تكلفة الغداء الغالية.
وهذه المغامرة لا يلجأون اليها إلا مرة واحدة كل شهرين، بعد أن وصل سعر كيلو اللحم البقري الى 12 جنيها، أما وجبة العشاء فتكون من بواقي الغداء من العدس واحياناً شعيرية.
صالح محمد موظف بالمعاش يتقاضى «280» جنيهاً شهرياً ينفقها على خمسة أفراد زوجته واخته واولاده. ويقول إن المشكلة ليست في اللحوم والدجاج فهذه يمكننا الاستغناء عنها.. المشكلة امتدت لباقي الأصناف من الخضار والبقوليات، وبالكاد نحن الآن نعيش على وجه الأرض، فالرغيف وحده يكلفنا «180» جنيهاً شهرياً.
الخبراء يشككون
التجار والمستوردون يرجعون ارتفاع أسعار الخضر الى زيادة سعر المحروقات التي تستعمل في ري وترحيل الخضروات، والسلع الغذائية الأخرى بسبب ارتفاع الاسعار العالمية والزيادات التي فرضتها الحكومة أخيراً، لكن الخبراء الاقتصاديين يرون أن هنالك مغالاة من قبل التجار في تحديد هامش الربح، وارتفاع الاسعار المحلية جاء اكبر من ارتفاع الاسعار المركزية.
ويرى د. مصطفى أستاذ الاقتصاد بجامعة كردفان، ان ارتفاع اسعار السلع تتداخل فيه عوامل عديدة، منها ما هو حقيقي ومبرر مثل ارتفاع الأسعار العالمية التي لا نستطيع تفاديها. ومنها ما يتسبب فيه التجار والمنتجون الذين يستغلون وضعهم الاحتكاري في المغالاة ويرفعون الاسعار، فضلا عن ان ارتفاع سعر اية سلعة يؤدي بالضرورة إلى ارتفاعات متكررة في اسعار باقي السلع، فضلا عن وجود فئة من المستهلكين تستهلك نفس السلع وبنفس الكمية رغم ارتفاع الاسعار، مما يولد مزيدا من الرغبة في البيع وارتفاع الأسعار. هذا إلى جانب اتخاذ بعض الاجراءات بشأن تصحيح الاختلالات السعرية مثل رفع سعر الوقود الذي أدى إلى ارتفاع باقي السلع.
هذه هي الصورة الحية لمعاناة المواطنين بعد أن سجلت كل اسعار السلع الغذائية التي تمثل الاحتياجات الضرورية اليومية للأسرة قفزات كبيرة. لم تقتصر الزيادة على أسعار اللحوم فقط، انما شملت الدقيق والزيت والارز والعدس والسكر والفول والخضروات.
شمال كردفان في انتظار الرئيس
الابيض: الصحافة
من المنتظر زيارة رئيس الجمهورية عمر البشير لولاية شمال كردفان الثلاثاء المقبل. وهي زيارة يتوقع لها كثير من المراقبين والمحللين السياسيين أن تكون مختلفة عن كل زياراته السابقة، نسبة للظروف والمتغيرات الآنية التي يعيشها السودان. وهنالك عدة حيثيات وعوامل لولاية شمال كردفان لكي يتوجه الرئيس البشير من خلالها بخطابه إلى مواطني ولاية شمال كردفان الذين صبروا وصابروا وما فتئوا انتظاراً لرد الجميل.
فلولاية شمال كردفان عدة تمايزات واقعية تتعلق بالموقع والتاريخ والجغرافيا والسكان والنهج والرؤية السياسية. وينبغي التأكيد هنا أولاً أن شمال كردفان بوصفها ولاية لها ودور وتاريخ ولا تحتاج لشهادة أحد أياً كان. فالحقائق في علم السياسة هي التي تفرض نفسها، والدور بحكم التاريخ هو الذي يصنع الحدث والمستقبل، والموقع وفقاً للجغرافيا هو الذي يحدد البوصلة والاتجاه.
فشمال كردفان هي قلب السودان، بل هي قلب العالم كله، وهي صاحبة حضارة قديمة، وهي مزيج تاريخي فريد. وظلت طوال تاريخها الطويل داعية للتعايش والاندماج وحوار القبائل. وهي رغم كل التقلبات السياسية والاقتصادية فيها وفي السودان، ظلت ولاية لها دور واشعاع حضاري وفكري واقتصادي، محتفظة بخصائص متميزة تجمع بين السيادة والسلام، ومركزاً للابداع والفنون والثقافة، وداعية للحق والعدل والمساواة والتعايش.
إنها ولاية التاريخ والدور المحوري ذات التأثير المباشر والفعَّال في محيطها، وهي صانعة الحضارة والحرب والسلام، وهي مفتاح الفكر والعلم والدين. فهي بلد اسماعيل الولي وزريبة البرعي وكنيسة الأقباط ود. الرشيد احمد عبد الله والسفير عثمان السيد واسماعيل حاج موسى.. وآلاف من الأطباء والعلماء والمثقفين المنتشرين في السودان وارجاء العالم.
وهي قائدة السودان، ومنها انطلقت الثورة المهدية، وهي ولاية الاستقلال والسيادة الوطنية، أي أنها ولاية اسماعيل الأزهري وميرغني حسين زاكي الدين ومشاور جمعة سهل، وهي ولاية الجنرال الوقور سوار الذهب الذي خان الأعراف العسكرية لدول العالم الثالث، وذلك عندما تنازل عن السلطة التي استلمها حقناً للدماء.
هذه هي بعض ملامح ولاية شمال كردفان. ولعل الرئيس يعلمها ويزيد. ولن نقول إنه قد نسيها أو سقطت من ذاكرته، ولكن نظن ظناً حسناً بأنه يدخر لنا تنفيذ طريق بارا جبرا ام درمان، واسمنت السميح الذي أضحى كالعنقاء أو الخل الوفي، ومسلخاً ومدبغة، ومستشفى للقلب وآخر للكلى، ومعالجة مديونية الولاية التي تراكمت وفاقت ال 140 مليار جنيه وكفى.. هل هذا كثيرا على شمال كردفان لا أظن.
السياحة في شمال كردفان
الابيض: الصحافة
للسياحة في شمال كردفان نصيب وافر من المواقع والأماكن الجاذبة، خاصة في فصل الخريف، فالسياحة أصبحت إحدى الوسائل التي يمكن أن تشكل مصدرا للدخل وتساهم مساهمة كبيرة في الاقتصاد، بل أن كثيرا من الدول اصبحت تعتمد اعتمادا كبيرا على السياحة في ميزانيتها.
ولمعرفة ما يدور بادارة السياحة بولاية شمال كردفان، التقت «الصحافة» بالأستاذ جماع المهدي جماع مدير ادارة السياحة بوزارة الثقافة والاعلام والسياحة، حيث قال إن الادارة تشتمل على العديد من الاقسام هي الفنادق والوكالات والعلاقات العامة والرقابة والتفتيش. وقال إن السياحة تمثل الوجه المشرق للولاية في عدة مناحٍ، حيث تزخر الولاية بالعديد من الجواذب السياحية في محلياتها المختلفة من منتجعات وحدائق ومتنزهات طبيعية.
وقال جماع إن التراث والفلكور يمثلان جزءاً أصيلاً من السياحة، الى جانب القرى والمدن السياحية المقترحة التي قطع العمل فيها شوطاً كبيراً.
وعدّد جماع المناطق السياحية بالولاية المتمثلة في منطقة الخيران وبارا وام بالجي والباجة وصرفان والخوي وام بادر وتردة الرهد وابو زبد وجبل كردفان والبان جديد والملبس والخور الأبيض ووادي المقدم ووادي الملك وحزام خور أبو حبل. وقال جماع إنهم قاموا بانتاج عدة أفلام وثائقية عن السياحة الطبيعية والتراث والمعلومات الكاملة عن الولاية، ويستعدون الآن للمشاركة في معرض الخرطوم الدولي ضمن فريق الولاية.
وقال جماع إن المعوقات تتمثل في عدم شجاعة رأس المال وتوجسه من الولوج إلى المشاريع السياحية، كما أن السياحة تعتمد أساساً على الترويج، وقال إننا نسعى لرفع وتيرة هذا الجانب حتى نصل بالسياحة إلى المرحلة التي نتمناها.
حكومة زاكي الدين .. هل تنجح في معركة مياه الأبيض؟!
الابيض: الصحافة
مشكلة أزمة مياه الأبيض هل اسبابها سياسية كما قال وزير الموارد المائية والطاقة، أم هي إدارية كما يصفها بعض المختصين، أم هي لعنة مثل لعنة الفراعنة التي لم تجد التفسير حتى الآن؟ ! بل وألحقت الضرر بكل من حاول البحث عن أسرارها كما تروي الحكايات.
الفذلكة التاريخية تقول إن مدينة الأبيض كانت تعتمد على الآبار والحفائر في بداية نشأتها كآبار «كرياكو» وبئر «تبينة» وفولة «الجنزارة» وفولة «عبيد».
ومع تطور المدينة واتساع رقعتها الجغرافية وزيادة عدد سكانها، تم حفر خزان «بنو» في عام 1950م الذي يسع 1.000.000متر مكعب. وما بين عام 1952م وعام 2006م تم إنشاء مجموعة خور العين ومجموعة خور بقرة، لتصبح جملة تخزين المياه بالمصادر الجنوبية 12.868.000متر مكعب، وكانت تكفي المدينة حسب تقديرات المختصين آنذاك.
رغم ذلك استفحلت مشكلة مياه الأبيض خاصة في سنوات الجفاف الذي ضرب الولاية في أواخر الثمانينيات، مما جعل التفكير يتجه نحو تأمين مصدر آخر لمياه الأبيض، فكان مشروع حوض بارا الجوفي الذي بدأ العمل فيه أيام الديمقراطية الثالثة، وتم اكمال المشروع في عهد الحكومة الحالية. وحسب دراسة المشروع كان من المفترض أن يرفد المدينة بحوالي 17 مليون م3 إذن أين المشكلة؟!
المهندس خالد معروف وزير الموارد المائية والطاقة، يرجع المشكلة إلى تصدع الخط الناقل للمياه من المصادر الجنوبية إلى الأبيض نسبة لانتهاء عمره الافتراضي، مما تسبب في ضعف الأمداد المائي نتيجة للكسور، رغم وفرة المياه بالمصادر الجنوبية، أما بالنسبة إلى المصادر الشمالية «حوض بارا الجوفي» ومنذ افتتاح المشروع قبل عشر سنوات، لم تتم اضافة آبار جديدة حسب الدراسة التي من المفترض أن تصل إلى 50 بئراً جديدة، وظل يعمل ب 18 بئراً، وخرجت ثلاث آبار منها من الخدمة. ورغم أن الولاية قد حظيت بحفر 300 بئر في السنوات الماضية، إلا ان نصيب حوض بارا كان صفراً. كما أن الأعطال المتكررة للطلمبات الساحبة اثرت كثيرا وبصورة مباشرة على انسياب المياه إلى المدينة التي من المفترض أن يرفدها حوض بارا بحوالي 17مليون متر مكعب، لتصبح كمية المياه حوالي 30 مليون متر مكعب بعد اضافة مياه المصادر الجنوبية، لتكفي حاجة المدينة التي تحتاج إلى 28 مليون متر مكعب. كما أن قدم الشبكة الداخلية واهتراءها تتسبب في اضعاف الامداد المائي وعدم وصول المياه إلى المنازل بصورة منتظمة.
ويذكر بعض المهتمين بأمر مشكلة مياه الأبيض، أن ضعف بعض الإدارات العاملة في مجال المياه والصراعات بين العاملين، هي السبب الأساسي في المشكلة.
إذن ماذا فعلت حكومة معتصم ميرغني، وما هي جهودها، خاصة أن برنامج الوالي اعتمد على حل مشكلة المياه في الولاية، بل وخصص لها وزارة هي وزارة الموارد المائية والطاقة التي أوكل أمرها للمهندس خالد معروف الذي قال في بداية توليه امر الوزارة قبل أشهر وأزمة المياه في الابيض في ذروتها، «إذا جاء العام القادم والأبيض على نفس الحالة من العطش سأتقدم باستقالتي من الوزارة». ولعله رهان صعب في ظل عناد المركز وعدم ايفائه للولاية باستحقاقاتها المالية.
واقع الحال وقرائن الأحوال يحكي عن عزم حكومة الولاية على حل المشكلة، وذلك بتعاقدها مع احدى الشركات لإنشاء خط ناقل جديد من المصادر الجنوبية الى الابيض بطول 30 كيلومتراً وبتكلفة 10 ملايين جنيه، وتعاقد آخر بحفر ثلاث أبار اضافية وتأهيل وصيانة ثلاث آبار معطلة، واستبدال الطلمبات الساحبة بأخرى ذات كفاءة عالية بحوض بارا الجوفي. وفي هذه الحالة يمكن أن يتحسن الإمداد المائي بالمدينة، وتبقى مشكلة الشبكة الداخلية للمدينة قائمة. ويبقى السؤال: هل تثمر جهود حكومة معتصم ميرغني عن إبطال لعنة مياه الأبيض التي أحرقت كل من اقترب منها على مرِّ السنين وتعاقب الحكام؟
الحرب على الفساد الإداري بشمال كردفان
صالح محمد صالح الأبيض
الموقف الحاسم الذي اتخذه والي شمال كردفان الأستاذ معتصم ميرغني حسين زاكي الدين، في مواجهة الأساليب الفاضحة والتجاوزات الخطيرة التي شابت عملية توزيع الاراضي الاستثمارية خلال السنوات المنصرمة بمدينة الابيض، مرَّ مرور الكرام دون أن يستوقف الأقلام الصحفية بالولاية ولو قليلاً، وبالتالي دون أن ينال ما يستحقه من تحليل وتدقيق، ودون أن يخضع لمباضع ومشارط المحللين والمراقبين. صحيح أن الأستاذ معتصم زاكي الدين نفسه بدا حريصاً على التعامل مع الفساد الاداري بمنهجية صارمة وفقا للوائح والقوانين دون أن يستصحب ذلك تفجير لقنابل الاثارة والضجيج كالمعتاد، إلا أن محاربة الفساد الإداري بالولاية تحتم علينا أن نوليها كل الاهتمام المطلوب، وتستحق منا أن نشيد بالخطوة الجريئة التي اتخذها الأخ الوالي في هذا الخصوص. ولعل من الأمانة أن نذكر أن والي شمال كردفان أفاض في حوار أجريناه معه ببيت كردفان في شرح النهج الذي سيتبعه في محاربة الفساد الإداري، حيث أوضح لنا بجلاء أنه لا يميل شخصيا لاسلوب الاثارة والضوضاء عندما يتناول قضية مهمة وحساسة مثل قضية الفساد الاداري، باعتبار أن الضوضاء تعوق مبدأ العدالة التي ينبغي توفرها في مثل هذه القضايا، وأوضح بأنه وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في التجاوزات المثارة حول توزيع الاراضي الاستثمارية منذ عام 2005م، مشددا بأنه سيلتزم باللوائح والقوانين وفقا للتقرير الذي سيتسلمه من اللجنة.
ونحن هنا إذ نرحب بالجدية التي تعامل بها الوالي في هذه القضية، إلا أننا نذكر بأنها مجرد خطوة أولى في الطريق الصحيح نتمنى أن يتبعها الوالي بخطوات أخرى، وألا يدخر جهداً في تعقب المفسدين اينما كانوا وحيثما حلوا.
ويبقى أن ننوِّه إلى أن هذه الخطوة أعادت إلى أذهاننا العهد الذي قطعه الأخ الوالي يوم تنصيبه والياً على شمال كردفان، حيث شدد يومذاك على جديته وتصميمه على محاربة الفساد وتعقب المفسدين دون هوادة، ونعشم في أن تظل محاربة الفساد أولى اولويات الأخ الوالي، باعتبارها ممارسة ذميمة تهدر المال العام، وتذهب بمكاسب الأمة، وتحصر حصادها في يد فئة ضالة، فضلاً عن أنها تجسد الأنانية وحب الاستئثار في أقبح صورها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.