ربما لم تزل أحداث الشغب التي أثارها مواطنو منطقة ألتي بولاية الجزيرة على خلفية انقطاع التيار الكهربائي خلال شهر رمضان من العام المنصرم بصورة مزعجة قيد الأذهان والتي كانت حديث المدينة لفترة من الزمن، وقد تم فيها الاعتداء على مكتب الكهرباء بوحدة المسيد، وعلى ضوء ذلك شرعت الجهات المعنية في معالجة الأزمة الكهربائية لكن يبدو أن المسلسل السنوي لم يزل مستمرًا، ففي منتصف الشهر الماضي وحينما كان يسود المنطقة هدوء تام بدأت أصوات احتجاجات عالية تظهر، حيث خرج المئات من المواطنين الى الشارع العام احتجاجًا على انقطاع التيار الكهربائي، وقطع ما يقارب الستمائة متظاهر طريق الخرطوم مدني لأكثر من ساعة وأشعلوا النيران، مما أدى إلى تدخل الشرطة الفوري وتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والهراوات، وقد شكا عددٌ من مواطني المنطقة من تذبذب التيار الكهربائي خلال نهار رمضان المنصرم، وأشاروا إلى معاناتهم الكبيرة التي ظلت تتكرر في هذا الشهر الكريم من كل عام وطالبوا الجهات المختصة بالتدخل السريع لحل الأزمة حلاً جذريًا لئلا يضطروا إلى الخروج في تظاهرات.وتحدث أحد المواطنين ل«الإنتباهة» فضل حجب اسمه موضحًا أنهم يعانون أشد المعاناة في كل عام خاصة في شهر رمضان الكريم بسبب أزمة الكهرباء، ووجَّه انتقادات حادة لإدارة الكهرباء والتي تغض الطرف عن حل الأزمة بصورة نهائية وكأنها تدعو إلى الفتنة بطريقة أو بأخرى بحسب المصدر، وأكد جاهزيتهم للوقوف صفاً واحدًا لحل كل المشكلات التي تتعلق بالمنطقة طالما تعجز الجهات المختصة عن وضع حلول ناجعة، وتخوف عدد من أهالي المتظاهرين من تكرار الأحداث تحسبًا لأرواح أبنائهم سيما وأن الشرطة كانت قد اعتقلت العام الماضي عددًا منهم، ودعوا حكومة المحلية لإعادة النظر في مسألة الكهرباء التي باتت هاجسًا أساسيًا يتراءى لهم من كل عام. الأستاذ حسب الرسول يوسف نائب رئيس المؤتمر الوطني بمحلية الكاملين أكد في حديثه مع «الانتباهة» أن انقطاع التيار الكهربائي بمنطقة ألتي مرده إلى عطل فني أي لم يكن متعمدًا حيث كانت هنالك أعمدة تالفة سعت إدارة الكهرباء لمعالجتها، ورمي باللوم على المتظاهرين وقال: هنالك ظروف تكون خارج الإرادة، ودعا المواطنين الى التريث والوعي والبحث عن الحقيقة ما إذا كانت متعمدة أو بسبب عطل فني، ونفى أن تكون هنالك اعتقالات تمامًا أو خسائر مثلما رشح من أخبار. ودعا المواطنون المسؤولين لحل الأزمة حلاً جذريًا حتى لا تقع المنطقة ضحية للتظاهرات من وقت لآخر.