فتح قنوات التواصل مابين المغتربين والدولة وابتعاث بعثات فنية وثقافية ومساعدة المهاجر وتنظيم تحويلات المغتربين كانت من أهم التوصيات التي خرج بها المنتدى الشهري الخامس الذي أقامته إدارة الدراسات السياسية والدولية بمركز السودان لدراسات الهجرة بجهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج والذي انعقد تحت شعار «دور المهاجر السوداني في ترسيخ قيم السلام بالداخل أبناء جبال النوبة بأمريكا نموذجًا»، حيث أكد نائب مدير مركز السودان لدراسات الهجرة بجهاز المغتربين د. خالد لورد أن السلام يمثل المدخل الأفضل لتحقيق الاستقرار الأمني وأنه لا يتأتى إلا بشراكه ذكية بين الجهاز الرسمي من جهة وبين المنظمات التطوعية الوطنية وبقية مكونات المجتمع المدني في الداخل والخارج، وأبان أن زيارة الوفد النوبي المقيم بالولايات المتحدةالأمريكية هي دليل على أهمية تلك الشراكة كما تبرهن على أهمية الدور الذي يلعبه المهاجر السوداني في ترسيخ قيم السلام وذلك عبر الاستفادة من تجاربهم وإمكاناتهم التي تعززت بحضارات أخرى عرفت السلام بعد الحرب والاستقرار، ولا شك أن تجارب هذه الحضارات تتمثل في شقها الإيجابي ضالة نبحث عنها وعلينا الاستفادة منها أنى وجدناها لنحتكم بها حماد النور كاكينا مدير الإعلام والتواصل أشار إلى الثقافات والقيم الحضارية لمنطقة جبال النوبة باعتبارها من المكوِّنات الأساسية للنسيج السوداني الأصيل فلا تخلو اللوحة التشكيلية السودانية من لمساتهم، وأردف قائلاً: لن نرضي بأن تفصل هذه اللحمة الأصيلة والوطنية عن السودان، أما محمد أبو عنجة رئيس الجالية السودانية بولاية كنساس وميزوري فاعتبر أن هذا اللقاء القصد منه بناء جسور للتواصل لأنه مهم فإذا انعدم هذا التواصل بترت العلاقة بين جهاز المغتربين باعتبارها جهة تنفيذية والجاليات باعتبارها جه تشريعية وأن المغتربين في أمريكا يعانون ويشكون مُر الشكوى من عدة قضايا، وقال: كنت أتمنى أن يكون لجهاز المغتربين وجود هناك ولكن للأسف لاوجود له فالجالية السودانية هناك تقارب «565» أسرة نحن هنالك نشكل جالية قوية ومتماسكة على امتداد كنساس ومنزوري حيث تبلغ المسافة بينهما مثل المسافة ما بين الحدود الجنوبية وحلفا شمال السودان، نحتفل بأعياد الاستقلال بالطريقة التي تثبت هُويتنا ولكننا في كل الأحوال بعيدون عن السودان مؤكدًا أن المغتربين يمكن توظيفهم لدعم المسيرة في البلاد فكلهم خرجوا عن السودان سواء كان ذلك لظروف قهرية أو لظروف طوعية خرجوا رغمًا عنهم ولكن المغترب لا يمكن أن يترك بلده بإرادته وأستطيع أن أقدر عدد المهاجرين السودانيين بحوالى «5» ملايين شخص، وهذا عدد هائل لو وُظِّف توظيفًا مناسبًا سيساعد على أن يستعيد السودان نشاطه وأن تنقي صورة السودان في الخارج من أي شوائب فهم يمثلون كل السودان بمختلف ثقافاته وأعراقه واثنياته لذا أشدد على جهاز المغتربين أن يبحث عنهم ويفعِّل طاقاتهم المخزونة بحب الوطن. وفي السياق ذاته أكد زكريا أزرق أن الدولة يجب عليها توطيد العلاقة بينها وبين المهاجر وتثقيف المغترب والمهاجر الذي يكون هناك في الغربة تربطه الأواصر العاطفية فتراه في المواقف ينبري للدفاع عن أرضه وعلى الدولة أيضًا مساعدته عن طريق تمهيد الطريق له وتسهيل التحويلات له لأن المغترب عندما يخرج من وطنه يحمل أروع وآخر الصفات التي تكون في الغربة بعيدًا عن كل المتغيرات. أما الأستاذ أمين بشير أحد المغتربين من أبناء جبال النوبة فقد شدد على دور السياحة في تغيير صورة السودان بالخارج، وقال إنه على مدى «23» سنة ساهمت السياحة في قدوم أكثر من «10» آلاف سائح أمريكي إلى السودان فالسودان يمتلك ثروة قد تدر عليه أكثر مما تدره آبار البترول وهي الطبيعة الخلابة ولدينا علاقات مع «10» ملايين مسلم أمريكي قلوبهم مع السودان، وأكد ضرورة مشاركة الفنانين والفعاليات الشبابية والثقافية لأن مفعولها قوي في كسب الصداقات وعلينا تشجيع السياحة لأنها جزء من الدبلوماسية الشعبية لأن الشعوب الغربية تحب التراث والفلكور المحلي ويحبون كذلك الأفارقة بشكل عام ولهذا فإن عكس الثقافات والعادات والتقاليد من أهم أسلحة الدفاع عن السودان في الخارج فمثلاً نحن في أمريكا لا نفوت أي حفلة للموسيقار حافظ إبراهيم فعندما يأتي ندعو أصدقاءنا الأمريكان وغير الأمريكان فتجدهم مندمجين ومتفاعلين مع صوته وألحانه بل يحاولون بعدها الاطّلاع على تاريخ وتجارب السودان ومشاهدة الفضائيات السودانية ثم يفكرون في السفر إلى السودان ويجب علينا مراعاة دور الإعلام في مثل هذه القضايا.