يعتبر أبناء الولاية الشمالية أول من طرقوا أبواب الهجرة وانتشروا في شتى أنحاء العالم بحثًا عن حياة أفضل لأسرهم بجانب الأدوار المتميزة في تنمية المنطقة وبناء الخدمات الصحية والتعليمية والطرق والتي هي من صميم عمل الدولة بجانب التزاماتهم الأسرية الممتدة حتى أصبح اعتماد اغلب الأسر على المغتربين في ظل انعدام مصادر الدخل في الولاية ولا يخفى على احد الدور الريادي لأبناء الولاية عبر الروابط وساحات العمل العام وهم يمثلون نموذجًا جيدًا للترابط والتكافل الاجتماعي في المهجر ورغمًا عن ذلك تناست حكومة الولاية هذه الشريحة الهامة وتنصلت من مسؤولياتها بعد أن تأرجحت أحوال المغتربين في المهجر مع الأزمات والمتغيرات العالمية مما جعل أبناء الولاية يحزمون حقائبهم بعد أن تبنت الدولة برنامج العودة الطوعية للمغتربين واضعين نصب أعينهم حكومة الولاية في انتظار رد الجميل أسوة بولايات الجزيرة وكسلا والقضارف التي تبنت حكومات تلك الولايات برنامج العودة الطوعية للمغتربين وتعيين ممثل خاص لشؤون المغتربين وتمليك أبناء تلك الولاية أراضي سكنية داخل المدن بجانب طرح مشروعات استثمارية ذات جدوى اقتصادية سريعة للمغتربين لضمان عودتهم لتلك الولايات ممثلين في مجمعات تجارية ومشروعات زراعية ضخمة للاستفادة من مدخرات المغتربين بجانب الاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية التي اكتسبوها في المهجر وبعد النداءات المتكررة وعد السيد والي الولاية الشمالية السابق عادل عوض باتخاذ خطوات جادة لتعميق التواصل بين حكومته وتلك الشريحة المنسية، وانبثق عقب ذلك اللقاء في خطوة متميزة من أبناء محلية القولد إنشاء شركة المغرة الزراعية للاستثمار لتحقيق حلم العودة الطوعية والاستفادة من مدخرات أبناء المحلية للمساهمة في برنامج النهضة الزراعية وتوفير فرص عمل لأبناء المنطقة وانعقدت كل الآمال ولكن سرعان ما ذهبت تلك الوعود والآمال أدراج الرياح بعد فشل كل مساعي تلك الشركة في الحصول على أرض زراعية في امتداد الولاية حتى تاريخ اليوم مما خيب آمال العديد من كيانات وروابط الولاية التي كانت تعد العدة لمثل تلك المشروعات الاستثمارية وخاصة بعد أن عجزت حكومة الولاية عن توفير قطع سكنية لأبناء الولاية رغم النداءات المتكررة لتمليك المغتربين أراضي سكنية ضمن الخطة السكنية للولاية لتحقيق الاستقرار وتحقيق برنامج الهجرة العكسية بعد أن شهدت الولاية هجرات مستمرة للعاصمة والولايات الأخرى، وفي انتظار هذا وذاك طرحت حكومة الولاية قبل عامين للمغتربين أراضي سكنية في كلٍّ من مروي ودنقلا وحلفاء والدبة إذ بلغ سعر القطعة في مربع «29» بمدينة دنقلا أكثر من «7500» ريال لدعم حزينة الولاية ليس ردًا للجميل ولكن كانت المفاجأة حين عودة المغتربين بأن تلك المربعات لا يتعدى سعرها الحقيقي أكثر من «1500» جنيه في أراضٍ جرداء لا تجد فيها إلا أكوام الرمال والحصى باعتبارها درجة أولى دون توفير الخدمات الأساسية من كهرباء وشبكات مياه بينما هنالك أراضٍ سكنية تم توزيعها لأبناء الولاية في الداخل حيث لا يتجاوز إجمالي الرسوم «500» جنيه وعلى الروابط والكيانات تحمل مسؤولياتها بجانب حكومة الولاية ممثلة في الأستاذ فتحي خليل الذي قدم له أبناء الولاية في المهجر الدعم المعنوي إبان الانتخابات الأخيرة مسؤولياتهم تجاه هذه الشريحة المنسية بعد أن جف ضرعها حتى ينالوا شيئًا من حقوقهم لتسهيل العودة الطوعية بطرح مشروعات استثمارية ذات عائد مجدٍ وسريع وطرح مخططات ومبانٍ سكنية جاهزة بأقساط ميسرة بالتعاون مع البنوك المحلية واستيعاب الكوادر المؤهَّلة بعد أن نالوا قسطًا وافرًا من الخبرات في المهجر حتى يساهموا في بناء وتنمية الولاية ويكون لهم نصيب وافر من تلك الطفرة التنموية والاقتصادية في السودان حتى لا تكون هجرتنا أبدية دون عودة عصام دقداق جدة طيات السحاب..إبراهيم أرقي حراك في السلطنة الإخوة الأساتذة الكرام وصلتنا هذه الرسالة الإخبارية من الإخوة في الجالية السودانية في سلطنة عمان طلبوا عبرها أن نعلي من شأن الاهتمام بأبناء السودان في مهجرهم بالسلطنة، وهذا ما طلبه الأخ المهاجر مالك الرشيد وها نحن نستجيب ونتمنى أن يمتد التواصل ونحن على استعداد لعكس كل أنشطتهم وتفاعلهم مع قضايا السودان وقد جاءتنا رسالة الجالية كما يلي: الإخوة الأساتذة الكرام نرجو مساعدتنا في نشر هذا الخبر في صحيفتكم والخبر يقول: «أقامت الجالية السودانية بسلطنة عمان مساء الجمعة الماضية بفندق مجان بمسقط حفل وداع لسعادة الأستاذ/ جمال الشيخ سفير جمهورية السودان بعمان بمناسبة انتهاء فترة عمله بالسلطنة حيث شرّف الحفل حضور مميز وكبير من أفراد الجالية من الجنسين على رأسهم سعادة السفيرة/ نادية محمد خير عثمان وقد جاءت الكلمات التي تخللت الحفل معبرة عما يكنه أفراد الجالية من وفاء وتقدير لسعادة السفير خلال فترة عمله بالسلطنة حيث قدم الأستاذ / الزاكي عبد الحميد كلمة اللجنة المنظمة للاحتفال والمهندس/ فاروق ميرغني كلمة مجلس إدارة النادي الاجتماعي للجالية السودانية بمسقط مشيرًا لدور سعادة السفير في تفاعله مع المجتمع العماني وتحدث البروفسير/ الطاهر الدرديري رئيس مجلس تنسيق الجالية مشيدًا بجهود المحتفى به فى خدمة الجالية.. أما الأستاذ القنصل/ عبد المطلب الشيخ فقد قدم كلمة اسرة السفارة محييًا جهود المحتفى به فى رفعة العمل الدبلوماسى وتطويره بالخارج وتمثيله الوطن افضل تمثيل، وفى الختام تم تقديم الهدايا التذكارية من اسرة النادى الاجتماعى للجالية بمسقط ومجلس تنسيق الجالية والصندوق الاجتماعى للسودانيين المقيمين بمنطقة السيب والدكتور الزين مصطفى ممثل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة بالسلطنة وقام بتقديم فقرات الاحتفال الأستاذ/ عبادة مصطفى طيب الأسماء وقام بتوثيقها بالصور كلٌّ من الأستاذين/ حيدر أمين عبد اللطيف وعباس السواحلي.