تحاور «تقاسيم» اليوم شخصًا ليس بجديد على الحوارات، فهو موجود بالساحة الإعلامية بصفته أحد مكوِّناتها حتى قبل أن يتولى منصة القيادة بمكتب الجزيرة بالسودان التي كانت تجربة ناجحة قبل أن تنتشر المكاتب في السودان.. المسلمي مدير مكتب قناة الجزيرة بالسودان والإعلامي في حوار خاص مع «تقاسيم» حمل كثيرًا من الجرأة والبوح.. فإلى المضابط: البطاقة التعريفية: أنا المسلمي البشير عثمان الكباشي من منطقة الكباشي شمال الخرطوم بحري.. وأنتمي إلى أسرة الكباشي المعروفة، وأنا نتاج تزاوج اجتماعي ثقافي بين منطقتي الكباشي وشمال كردفان، وُلدت في حمرة الشيخ وتلقيتُ فيها تعليمي الابتدائي والمتوسط ثم تلقيت تعليمي الثانوي بخور طقت، بعدها التحقت بجامعة أم درمان الإسلامية حيث درست في قسم الصحافة والمطبوعات وتخرجت عام «1983م». ما هي المحطات الإعلامية التي عملت بها قبل الالتحاق بقناة الجزيرة؟ بعد التخرج هاجرت إلى دولة الإمارات حيث عملت في مجلة «الإصلاح الاجتماعي» وكتبتُ في صحف خليجية مختلفة منها صحيفة الخليج الإماراتية وبعد «6» سنوات من الاغتراب عدت مرة أخرى إلى السودان، وعملت في مركز الدراسات الإستراتيجية وتعاملت مع صحف إعلامية مختلفة، وكنت أكتب عمودًا أسبوعيًا وزاوية يومية بعنوان «الرؤية الآن» كما كنت أكتب مقالاً أسبوعيًا بعنوان «كلام جلوجيا» ثم ذهبت لأجلس على مقعد مدير الإدارة السياسية في التلفزيون السوداني، وبعد التلفزيون انتقلت للعمل في قناة الجزيرة في مكتبها في الدوحة عام «2004» وعملت هناك مده سنة وعدت مرة أخرى للعمل في الخرطوم في موقع مدير مكتب قناة الجزيرة في السودان وهو الموقع الذي لا أزال أشغله حتى الآن. كيف تم اختيارك للعمل في الجزيرة؟ انتقلت إلى الدوحة وقدمت طلبًا للالتحاق بقناة الجزيرة وسلكت كل ما يسلكه الملتحقون بالجزيرة من حيث تقديم الطلب ثم الخضوع لامتحانات، بعد ذلك تم اختياري للعمل داخل القناة في الأخبار منتجًا إخباريًا في قسم المراسلين لمدة سنة.. في ذلك الوقت كان مكتب الجزيرة مغلقًا في السودان، وعندما تم فتح المكتب قدرت إدارة القناة أن أعود مرة أخرى للسودان لأدير مكتبها من هنا. هل تتاح للإعلامي السوداني في الخارج الفرصة كالآخرين في سوق عمل يتعرض لمنافسة شرسة؟ أنا أعتقد أن الإعلامي السوداني في مواقع مختلفة يملأ مقعده باقتدار، فهو بطبعه له مقدرات في الفهم والوعي السياسي ومن ثم له قدرات على التعبير، وأنا أعتقد أن الإعلامي السوداني قد احتل الموقع الذي يليق به. وأنا لا أخفي أن سوق العمل خارج السودان مفتوح للعقول والأيادي العاملة من شتى أنحاء العالم وفيه درجات عالية من التنافس وأيضًا التناصر بين الجنسيات المتقاربة، وربما طبيعة السوداني لا تميل إلى أن ينتظم ويتحالف في مجموعات ومنظومات تدافع عن حقوقها فهو يعتمد في خوضه عراك البحث عن موقع في سوق العمل على قدراته الذاتية، وربما هذه تضعف ما يمكن أن يكون مشهدًا للتناصر السوداني في الخارج، ولكن لا أظن أن هنالك من يتولون مهمة وضع العراقيل، فكلما كنت قادرًا تقدمت في مشوارك المهني. ما رأيك في تجربة الفضائيات السودانية من حيث الأداء المهني؟ أرى تجربة الفضائيات السودانية جزءًا من المشهد السوداني الكلي، فحالة الإخفاق السياسي والأمني والاقتصادي والتعليمي تنعكس على هذه الفضائيات، فهي تعبِّر عن مجتمعنا السوداني الذي يعاني كثيرًا من عوامل العجز والإخفاق، فالإعلام هو انعكاس لصورة المشهد المجتمعي بشكل عام، والفضائيات السودانية تعكس هذا المشهد من حيث المحتوى، فهي تعبِّر عن أحوالنا. لكن هنالك فضائيات وُفِّرت لها إمكانات وإعلاميون من الخارج كقناة الشروق مثلاً؟. الشروق تجربة سودانية ممتازة، ليس لأنه وُفِّر لها إعلاميون من الخارج، فالإعلاميون السودانيون الذين يعملون في الشروق يمتازون بقدرات معتبرة لكن لأنه وُفِّر لها في المقام الاول هامش من الحرية لم يتح لغيرها من الفضائيات الرسمية داخل الوطن، فالشروق تحركت بنفس أعمق وأوسع من الحريات، ولذلك استطاعت أن تقدم مشهدًا سودانيًا متوازنًا واستطاعت أن تستقطب لهذا المشهد ضروبًا مختلفة من المشاهدين في تنوع يعكس ألوان الطيف السوداني لحد كبير، ثانيًا وُفِّرت لها بيئة عمل مختلفة عما هو في الداخل، فكونها تبث من دبي فالعاملون فيها هم جزء من هذه البيئة الإعلامية المتفاعلة مع تطورات وتجارب الدأب الإعلامي الإقليمي والدولي، وهذا ساهم كثيرًا في أن يكون إعلاميوها في الخارج مواكبين لآفاق الإعلام الإقليمي والدولي.. على كل حال الشروق هي الفضائية التي قاتلت ونجحت في أن تعكس بدرجة معقولة ما يجري في السودان، وأخشى عليها من أن يضيق القائمون بالأمر السياسي ذرعًا بمساحة الحرية فيها ويزحفوا على هذه المساحة.