كثيراً ما يتعرض «عمودي» للحجب والإلغاء و«التوقيف» بسبب الرقابة «الذاتية» لبعض الصحف التي كتبت فيها و«الإنتباهة» ليست استثناءً من ذلك وآمل اليوم وأنا «يدي فوق قلبي» أن يفوت العمود هذا اليوم على فطنة وملاحظة كل المعنيين بالتحرير رئيساً ومديراً ونائب رئيس وحتى المدير العام وإن شاء الله تدخل فيهم تعويذة «وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون» وتعويذة «صمّ بكم عمي». ونقول إننا نظن وليس كل الظن إثم أن المعارضة «بتاعة اليوم العلينا ده» يبدو أنها مضروبة.. وأنها عديل كده «تايوانية» وليست يابانية.. وأنها تقليد وليست أصلية .. ويجنح اعتقادي المتواضع جداً إلى أن المعارضة في شكلها الحالي أنها مصنوعة صناعة.. وبالطبع هذا الأمر يشير إلى أن الحكومة شاطرة و«مقرَّمة» وواقعة من السماء سبع مرات.. بدليل أنها قادرة على الحكم ومصائبه وفي ذات الوقت قادرة على تطويع وصناعة المعارضة بتاعتها بالطريقة العايزاها. وقد اطلعت في صحف نهاية الأسبوع الماضي على خبر ومعه صورة... وهذا ما أوحى لي وأصرّ عليّ وألحّ بأن المعارضة مضروبة.. والخبر يقول إن زعماء المعارضة قد اجتمعوا في أم درمان.. وبعد الاجتماع «وقفوا» وقفة احتجاجية على مجرد تفكير المؤتمر الوطني في زيادة أسعار المحروقات أو في الحقيقة رفع الدعم عنها.. والصورة المرافقة للخبر تمثل فاروق أبو عيسى رئيس المجموعة ودكتور الترابي وممثل لحزب الأمة والسكرتير «الخليفة» للحزب الشيوعي وآخرين.. وبالتمعن في صورة المجموعة بدا لي أن الحكومة أو قل المؤتمر الوطني أذكى مما كنتُ أتصور.. ذلك لأن المعارضة «المذكورة» وبزعمائها المذكورين أولاً أعمارهم موغلة في القدم دون استثناء وأصغرهم في سن السبعينيات على ما يبدو.. ففاروق أبو عيسى في التسعينات والترابي في الثمانينيات وخليفة الحزب الشيوعي في الثمانينيات ومندوب الأمة كذلك، علماً بأن الإمام الصادق ذات نفسو في عقد الثمانينيات.. وهؤلاء الزعماء بحكم السن «كابسوا»أرذل العمر وكان المفروض أن يكونوا في المعاش لأن «الزول» العجوز جداً يكون في العادة محدود التفكير والحركة هذا إذا لم يكن مصاباً ببعض أمراض الشيخوخة وأقلها الزهايمر وتكلس العظام وتضخم البروستاتا وضعف السمع والنظر والعشا الليلي إضافة إلى التهاب السكري والكلى وما يتبعه من مشكلات الجهاز البولي بصفة عامة. وكون أن ينجح المؤتمر الوطني في جعل «معارضته» من كبار السن والعجزة وأصحاب الحاجات الخاصة بينما قادته ما شاء الله «ينططوا» بكامل الصحة والعافية فهذا في حد ذاته أحد الأسباب التي تجعلنا نقول إن المعارضة «كسيحة» ابتداءً لأسباب طبية وصحية وإنسانية.. «طيب» إذا نظرنا إلى رئيس مجموعة المعارضة السيد فاروق أبو عيسى فهو من الذين تصالح معهم المؤتمر الوطني وقام بتعيينه عضواً بالمجلس الوطني وخفض لهم جناح الذل من «الرحمة» بل تركه يبرطع كقائد للمعارضة دون حسيب أو رقيب مما يشير إلى احتمالين وهو إما أن المؤتمر الوطني «ضامن» أن هذا الزول ما «حيعمل» حاجة أو أنه «مقيد» مما جعل المؤتمر يصبر على أن يراه رئيساً للمعارضة، وعلى اعتبار أن المعارضة اللي رئيسها فاروق «صباحها أصبح» ولن تفعل شيئاً حتى لو «لحست كوعها».. وأما شيخنا الدكتور حسن فليس لدينا ما نقوله غير أن الرجل ينال احترامنا ونحن «حيرانه» وهو عرّاب وأبو الإنقاذ.. ومهما قسا الأب على أبنائه ومهما كانوا «عاقّين» له فسيظل هو أبوهم وهم أولاده.. ولن ينفك عنصر علاقة الأبوة والبنوة يجمع بين المؤتمر الوطني والشعبي.. وعليه يمكن أن نقول إن معارضة الترابي ما هي إلا نوع من الأبوة العميقة هذا إذا لم يكن الخلاف الظاهري بناء على ترتيب مسبق بين الوالد وأبنائه، وأما حزب الأمة فيكفي أن مساعد رئيس الجمهورية هو الابن الأكبر لزعيم الحزب المعارض.. وابن زعيم الاتحادي هو المساعد الثاني ولا عبرة بأحزاب الفكة ولا بالحزب الشيوعي حيث إن الشيوعية نفسها «أهلها ذاتم خلوها».. أها بعده ده كلو المعارضة يابانية واللا تايوانية؟؟! وأنا صاح واللا أنا غلطان يا جماعة؟!!