هو الوفاء للأستاذ ترجمة معهد العلامة عبد الله الطيب والقائمون بأمره وهو الاستحقاق للأستاذ ومعلم أعطى وما يزال عطاؤه يسري.. ٭٭ نشاط وحيوية.. فعاليات معهد العلامة عبد الله الطيب تعبران عن حجم الوفاء من تلاميذه وهو الأستاذ بقامة هذا الوفاء ويزيد.. ما تعليقك؟ لا شك أن البروفيسور عبد الله الطيب يستحق كل هذا الوفاء فهو الأستاذ العظيم الذي أثر في كل الأجيال التي درّسها، والتي لم يدرسها فهو علم ورمز كبير، لهذا كان لا بد لندوة العلامة عبد الله الطيب أن تتخذ اسمه رمزًا للعلم والمعرفة، وهذ ا فيه شيء من وفاء لتراثه، ولما قدم وهو اعتراف بأن البرووفيسور عبد الله الطيب هو الرمز العلم والمعرفة في السودان لهذا جاءت الندوة التي فاقت في انعقادها ثلاثمائة ندوة بل نحن في الندوة القادمة سنقدم الندوة العشرين بعد المائة الثالثة وهذا كله بحفز ودعم البروفيسور عبد الله الطيب وهو ميت! ولأن الناس يتأسون بسيرته ويقتدون بها، ولأن الناس لهم رغبة قوية في حمل الراية هذه الراية التي أوصاهم بها. إنهم لا بد أن يدافعوا عن العربية ولا بد أن يهتموا بدرسها ونشرها على الناس، وأن البروفيسور عبد الله الطيب بهذه الرمزية الكبيرة هو الذي استطاع أن يقيم هذه الندوة وهو ميت.. ثم إن كتب العلامة عبد الله الطيب التي يقرأها تلاميذ العلم وكأنه موجود بينهم الآن يرون أنها أكبر دافع على المعرفة والعلم، ورأينا كثيرًا من الطلاب الذين ندرسهم نحن يقولون تمنينا فقط أن نراه بأعيننا، لكن وجدنا كتبه وعرفنا علمه وسمعنا أحاديثه رأيناه في التلفاز وتمنينا أن نجالسه لنرى كيف هي مجالسه.. والحمد لله إننا استطعنا أن ننقل إلى الشباب الذي درسناه من طلاب العلم الصغار هذه المعرفة، وهذا أقل ما يمكن أن يقدم في حق عالم خدم العربية كل هذه الخدمة ولأكثر من خمسين سنة.. العلامة عبد الله الطيب يدرس وبدأ التدريس في المدارس المتوسطة، وبعد أن عاد من بريطانيا درّس في بخت الرضا وأهّل المعلمين فهو مربٍ بالدرجة الأولى والمربي لا بد له من تلاميذ وعلمه يسري حتى إن مات. ٭٭ د. صديق هل تعتقد أنكم عرفتم به وأبرزتموه للناس أكثر مما كان في حياته؟ نحن حتى الآن نرى أن التقصير يلازم أهل السودان في مسألة إجلاء صورة عبد الله الطيب.. وما زال التقصير قائماً بمعنى أن عبد الله الطيب حتى الآن المعهد الذي يسمى باسمه ونشرف نحن على إدارته هو شقة صغيرة ولا تسع النشاط الذي يمكن أن ينهض به.. وهذا بالإمكان أن يحدث كل هذا وهناك أيضًا تقصير في جانب نشر مؤلفات العلامة عبد الله الطيب وإنتاجه الفكري والمسموع والمرئي ينبغي أن ينشر تفسير القرآن الكريم أن تتداول وتكون متاحة للناس في أياديهم، ولهذا نحن نتطلع الآن لإنشاء ما يمكن أن يسمى مؤسسة عبد الله الطيب الوقفية برعاية الدولة، هذه المؤسسة هي التي ستنشر هذا وتطبع الكتب وتطبع الأسطوانات المدمجة التي فيها أحاديث عبد الله الطيب وتشرف على كل هذا الإنتاج الفكري، وأهل عبد الله الطيب سيكونون هم وقود كل هذا.. وسيكونون هم في مجلس أمناء هذه المؤسسة. ٭٭ كيف يسير العمل في هذا الشأن؟ الآن نحن في الخطوات القانونية ولن نعدم الخيرين الذين سيدفعون بهذا العمل إلى الأمام.. ونتوقع في العام القادم الجديد أن تبدأ هذه الأشياء ونسأل الله التوفيق. ٭٭ وبالنسبة للمعهد؟ هو تابع لجامعة الخرطوم.. معهد من معاهد الجامعة.. لكن الإمكانات ضئيلة للغاية في دفع هذا العمل.. والمعهد الآن كما رأيتي يصنع شراكة ذكية مع شركة زين، ويفيد من هذه الشراكة في إقامة هذه الندوة ورعايتها وطباعة بعض الكتب.. لكن المتاح من الجامعة قليل جدًا ولا يكاد يفي ومعلوم أن الجامعة ظروفها صعبة وأحوالها المادية ليست جيدة. ٭٭ هل يأتي يوم ويستقل المعهد بنفسه وينفصل عن الجامعة ليقابل تلك الطموحات الكبيرة التي يسعى لتحقيقها؟ نحن نتمنى أن تنشأروافد إضافية للمعهد تعنى بالعمل الثقافي الموجه للمجتمع بمعنى أن يستضيف المعهد كل هذا عنده، ويكون له جانب آخر لأن المعهد عندما نشأ نشأ برؤية مشتركة بين الجامعة والدولة.. الآن دور الدولة غائب وتقوم الجامعة وحدها بهذا كله والجامعة لا تستطيع وحدها أن تقابل كل هذه الأشياء، نحن داخل الجامعة نعرف أن الميزانيات لاتتيح هذا لكن إذا نهضت الدولة بدورها في هذا الجانب يستطيع المعهد أن يقوم خير قيام بالجانب الثقافي العلمي الموصول بالتوعية اللغوية ونشر المعرفة وإقامة الندوات وما إلى ذلك. ٭٭ التحدي أمام المعهد وذكرى العلامة ماذا سيقدم من جديد سنويًا؟ نحن في كل عام نقدم جديدًا، المرة السابقة احتفلنا بإنجاز تراجم كتب لعبد الله الطيب وهي رسالته للدكتوراه ترجمها الأستاذ عبد المنعم الشاذلي، وثانيًا كتاب عادات السودان المتغيرة في الشمال النيلي التي ترجمها الأستاذ محمد عثمان مكي العجيل، وراجعها بروفيسور سيد حامد والبروفيسور محمد المهدي بشرى، هذا العام نحتفي بصدور كتاب عادات السودان المتغيرة في الشمال النيلي بالعربية والإنجليزية معًا في كتاب واحد وموجود بالمعرض المصاحب لهذه الندوة.. كذلك نحتفي أيضًا بأن شركة زين وافقت على طباعة الدكتوراه التي ترجمها الأستاذ عبد المنعم الشاذلي وستطبع وتنشر قريبًا.. ٭٭ هل من تغيير لمكان الندوة مستقبلاً إلى مكان آخر أكثر سعة نسبة لكثرة الوافدين على الندوة وهم في ازدياد نحسب أنه ضاقت بهم قاعة الشارقة؟ وهل من انتقال الندوة بعض الأوقات إلى خارج الخرطوم؟ نعم نتمنى نحن في الذكرى القادمة إن شاء الله أن يكون الاحتفال أكبر، وفي مكان أرحب كقاعة الصداقة وأن يحشد له حشدًا كبيرًا من الناس وأن تظهر فيه كتب كثيرة وبشريات تطمئن الناس على سريان إنتاج العلامة الفكري..