شهدت قاعة الشارقة جامعة الخرطوم ظهر أمس الأول احتفاء معهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية في دورة انعقاده (291) بذكرى التأبين الثامنة للعلامة عبد الله الطيب، بحضور لفيف من أهل الثقافة والمهتمين من داخل البلاد وخارجها، إلى جانب زوجة الفقيد السيدة جيرازيلدا الطيب التي حرصت على الحضور. وقد صاحب هذه الاحتفائية معرض للكتاب حوى مؤلفات الراحل وعدد من الصور التذكارية له، والجوائز الدولية التي نالها الفقيد مثل جائزة الملك فيصل، إلى جانب جائزة الشهيد الزبير محمد صالح للإبداع العلمي التي منحت من قبل رئيس الجمهورية. وقد أجاد الأستاذان محمد أحمد علي عوض ومحجوب محمد دياب تقديم فقرات البرنامج وإدارة ندوة العلامة، التي كان القرآن الكريم هو خير مبتدأ لها. بعد 60 عاما ترجمة رسالته للدكتوراة مدير معهد البروفيسور عبد الله الطيب للغة العربية د. الصديق عمر عدّد في كلمته مآثر الفقيد، وكيف أن البلاد قد فقدت برحيله أديبا بارعا ومفكرا فذا، كما كشف د. الصديق عن انجازات المعهد من بداية قدومه وإلى الآن، والذي يعد مركزا للإشعاع الفكري ونواة حقيقية له يجتمع حولها الشعراء والأدباء والمهتمين بالغة العربية. وأضاف إن المعهد قد درج في كل تأبين للراحل على أن يقدم إنجازات للراحل لم تر النور من قبل، وفي هذا العام سيقدم المعهد ترجمة (السودان في مذكرات ومدونات)، بالإضافة إلى ترجمة الأستاذ عبد المنعم الشاذلي وهو أحد تلامذة البروفيسور عبد الله الطيب بعد مضي واحد وستين عاما للرسالة التي نال بها الدكتوراة سنة 1950 من جامعة لندن، وكذلك هنالك هدية من رابطة طلاب جامعة المغرب في السودان عبارة عن المحاضرات التي ألقاها الراحل في جامعة فاس. وقد جاء من المطار مباشرة للمشاركة في التأبين من دولة المغرب سيف الدين عيسى. من سفر الانجاز.. تسجيل أراضي جامعة الخرطوم المدير الأسبق لجامعة الخرطوم البروفيسور عبد الملك محمد عبد الرحمن تحدث عن ذكرياته مع الراحل وعن ذكرى رحيله، وكيف أن البلد قد فجعت في التاسع من يونيو 2003م برحيله الذي اهتزت له البلاد في الداخل والخارج، وقال عن العلامة عبد الله الطيب إنه كان يرفض أن ينادى بالشيخ أو الدكتور أو البروفيسور باعتباره لقبا أجنبيا، فكان يقول لنا دائما أنا مدرس اللغة العربية فقط، وأضاف إنه في عهده القصير أنجز مهمة كبيرة وهي تسجيل أراضي الجامعة، واشتهر عبد الله الطيب في غير دكتاتورية أنه لا يرضى أن يصدر مجلس إدارة الجامعة قرارا غير مقتنع به. البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم قال إن الراحل كان محسنا في كل شيء حتى الخط، فالرجل كان بحرا للعلم، ولا يوجد بيت من الشعر لم يمر على عبد الله الطيب، فقد كان ذا ذكاء لماح وذاكرة حافظة. محبا للمديح وكثير الترنم به د. الحسين النور يوسف تحدث عن براعة العلامة عبد الله الطيب في جانب المديح وقال إن السبب في ذلك يرجع إلى أن الراحل أتى من بيئة مشبعة بالمديح وهي (المجاذيب) وهي بيئة محبة للآداب والشعر بالذات، وكان عبد الله الطيب يقول: (إن مجلسا لا ينشد فيه الشعر ليس حريا بأن يجلس فيه)، موضحا أن أول قصيدة كتبها في المديح وهو مقيم بلندن في عام 1951 هي (سلام على المختار ساكن طيبة)، وقال إن الراحل كان يخبرهم أن مشائخه كثيرا ما كانوا يتراءون له وهو هناك بلندن، وقد شاركته بالإنشاد في برنامجه الإذاعي الذي كان يقدمه، كما أن للراحل ديوانا كاملا في المديح (برق المدد بعدد وبلا عدد). طباعة كل مؤلفاته وقفا له باسم أسرة الراحل تحدث إلى الحضور مخاطبا الأستاذ إدريس مصطفى، تحدث عن أن الفقد لم يصبهم وحدهم، وكيف أن كل بيت في السودان كان بيتا للعزاء، وتقدم بشكره إلى المؤسسة الوقفية لطباعة جميع كتب الراحل. قدم خلال الندوة عدد من القراءات الشعرية التي صاغها البروفيسور عبد الله الطيب، تبارى فيها نجل الراحل مصطفى عبد الرحيم إلى جانب عبد الفتاح عمر اللذين شنفا الآذان بهذه الأعمال الخالدة التي نقلت الناس إلى عوالم أخرى من الشعر بحلاوة المفردة وأناقتها. وسلط الجزء الثاني من برنامج التأبين الذي أدار محاضرته العلمية د. فؤاد شيخ الدين الضوء على ترجمة الرسالة التي نال بها العلامة عبد الله الطيب الدكتوراة من جامعة لندن في العام 1950 وقدمها أ/عبد المنعم الشاذلي، أيضا عرضت مقالات عبد الله الطيب في مجلة السودان في مذكرات ومدونات، إلى جانب تراث عبد الله الطيب في المغرب، عرض للمحاضرات والمجالس والندوات، التي قدمها الأستاذ سيف الدين عيسى من المغرب. الاخبار