حسام حمد محمد أحمد من أبناء الولاية الشمالية قرية «مقاشي» ريفي كريمة، ولد في المملكة العربية السعودية ودرس في السودان، والتحق بكلية الطب جامعة الخرطوم وتخرج فيها سنة «2007م» وعمل بمستشفى السلام لجراحة القلب بالخرطوم، ثم هاجر إلى السعودية وعمل في المنطقة الشرقية التقيناه على هامش تدشين القافلة الطبية التي كانت قد نظمتها الجالية السودانية بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية لولاية النيل الأبيض فإلى مضابط الحوار: ٭٭ ما هي فكرة هذه القافلة وما هو شعورك وأنت أحد أطباء القافلة؟ كما هو معروف أن هذه الرحلة تأتي ضمن قافلة هدفها سامٍ يسعى لمساعدة المرضى في السودان، وهي تجمع آلاف الأطباء السودانيين بالمملكة الذين يتمنون أن يكونوا بهذه القافلة لولا ظروف عملهم التي أجبرتهم على عدم الاشتراك فيها. ٭٭ لماذا هاجرت وما هي مقاصدك الأساسية من الهجرة ؟ بصراحة كانت هنالك عدة أسباب من ضمنها مشكلات الأطباء، والمستشفيات، والوضع المادي بجانب ما نواجهه نحن كأطباء بسبب نظام التدريب القاسي فهو يحتاج إلى جمع ودفع المال أو الانتظار حتى أساليب التدريب، وأيضًا يريد الإنسان بعد طول فترة الدراسة التي قضاها أن يقف مع الأهل، ويكوِّن حياته الشخصية لذلك جاءت فكرة الهجرة خاصة في الفترة الأخيرة بعد أن فتحت السعودية أبوابها للأطباء، وأخذت عددًا كبيرًا منهم، فهاجرت إلى السعودية وتحديدًا إلى المنطقة الشرقية. ٭٭ ماذا أضافت لك الغربة؟ أضافت لي الكثير مثل فرصة التدريب، وأن أتعرّف على نظام جديد لم يكن موجود من قبل في السودان، وأيضًا التقيت فيها جنسيات أخرى بجانب تحسين الوضع المادي ولكنها خصمت مني فرصة وجودي بين الأهل. ٭٭ هل تنوي العودة إلى الوطن نهائياً؟ سوف أترك الغربة في أقرب فرصة، ولن أبقى طوال حياتي في المهجر لأن الغربة غير مريحة في اعتقادي، وإذا تحسّن وضع البلد في التدريب والمستشفيات وتوفرت البيئة الطبية المناسبة سأرجع في أقرب فرصة وإلا ذهبت إلى دولة أخرى. ٭٭ أهم المواقف والمحطات التي توقفت عليها في مسيرتك مع الهجرة؟ أولاً: عندما عدت من المملكة العربية السعودية إلى السودان ذهبت مباشرة إلى الشمالية وكانت اللهجة السعودية لازمتني هي من أكثر المواقف التي اتذكرها فقد كان الناس يضحكون عليّ ولكني خلال عام تعلمت اللهجة الشايقية وأصبحت أتحدث مثلهم، وأيضًا من المواقف عندما بدات العمل في السعودية واجهتني عدة صعوبات منها الاختلاف بين الشعب السوداني والشعوب الأخرى فيما يتعلق بالعادات والتقاليد والسلوك العام، فالسودانيين في تعاملهم مع الأطباء طيبين جدًا، والفرق يأتي في التعامل مع الشعوب الأخرى، وطريقة فهم لغاتهم وكيفية التعامل معهم، ولكن هذه القضية لم تشكل لي مشكلة لأني عشت هناك، ولكن فيما بعد معظم الأطباء السودانيين اجتازوها بسهولة. ٭٭ متى ينتابك الإحساس بالغربة؟ ينتابني إحساس الغربة في أي لحظة حتى أثناء العمل، فعندما أتذكر الذين كنت أقدم لهم الخدمة في السودان شكلهم وطبيعتهم وطيبتهم وتعاملهم، أيضًا في تعامل الإدارة مع الأطباء ينتابني الشعور بالغربة، لأنهم لا يميلون إلى الاجتماعيات ولذلك دائمًا أكثر من الجلوس أمام التلفزيون السوداني وكل القنوات السودانية الأخرى كما أنني أطالع باستمرار صحيفة «الإنتباهة». ٭٭ هل من رسالة أخيرة تود أن ترسلها؟ رسالتي للأطباء أن يسعوا جاهدين إلى تطوير أنفسهم ومهنتهم وبلدهم ويقدموا التدريب والدعم المادي للوطن بقدر المستطاع، وأتمنى أن نرى وطننا في وضع أفضل وفي تقدم مستمر.