هذه الدنيا الزائلة يقول الله في محكم تنزيله: (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) رحم الله مولانا خلف الله الرشيد وأسكنه فسيح جناته ونحن هنا وفي هذا المقام نعزي أسرته وأهله وديوان الحقانية «رئاسة القضاء ورئيس القضاء وجميع أهل العدالة بالسودان نعزيهم في فقيد القانون وفقيد العدالة مولانا خلف الله الرشيد، تربطني به ذكريات في تلك الأيام الخوالي أيام الاستعمار في آخرها وكنت أنا من رجال الإدارة الأهلية بمركز شندي «ضواحي الدامر = عمدة المقرن بنهر عطبرة وكان مولانا خلف الله الرشيد القاضي المقيم بمدينة شندي التي يربطنا المركز ونحن رجال الإدارة الأهلية وقد كانت القضايا التي ينظرها رجال الإدارة الأهلية تمر بشيخ الخط وكان شيخ خطنا في ذلك التاريخ الشيخ طيفور محمد شريف رحمه الله وكان ناظر الجعليين الحاج محمد إبراهيم ود البي، وقد تصل بعض القضايا لاستئناف أو غيره إليه بحكم أنه القاضي المقيم وكان ينظر فيها بتأنٍ وروية حتى يصدر حكمه بل وبعض القضايا التي يرى فيها أن الصلح خير يعيدها قائلاً يجب أن يتم الصلح في هذه القضية، وخلف الله الرشيد كان ود بلد بحق وذا صلة حميمة بالناس وبالمجتمع، وبالطبع ارتقى خلف الله عبر المناصب القضائية حتى وصل درجة رئيس قضاء بعلمه وفهمه وكان أستاذاً محاضراً في القانون بكلية أم درمان الإسلامية وجامعة القاهرة الفرع = هكذا أيها السادة حل خلف الله الرشيد وكان من الأسماء البارزة في حياتنا له صلات طيبة حتى بعد أن انتقل للخرطوم من الدامر ومركز شندي ونحن نقول في هذا المقام: (إنا لله وإنا إليه راجعون) وتحضرني أبيات من الشعر نظمتها رداً على عكير الدامر في إحدى قصائده للتأبين: كسارة خواطر يا عكير خربانة نبني عليها دائماً يتهدم بنيانه يوت العنقريب يفرق على الجبانه ذي خبت السلم ساعة تقوم هازّانا شبابه يعقبوا يا عكير هرم ومذله وكتيرة يروح حالن ينحسب في مله كم هدّت قصور خربت مدائن وحله وكم تاجر شمخ بي مالو يبقى يتوله وكم ملك عزيز من تاج عرشو هبط وادلّى هكذا رحل خلف الله الرشيد الذي سجل تاريخاً وذكريات في القضاء وفي المجتمع، وخلف الله الرشيد ينتهي بصلة النسب للمناضل أحمد خير المحامي وبصلة المصاهرة للشريف حسين الهندي وزين العابدين الهندي. عزائي لأسرته وأهله ولرئيس القضاء وأعوانه من رجال القضاء والعدالة في أنحاء السودان، ورحم الله خلف الله وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء والسلام.