الناس عفا الله عنهم، يعتقدون أن مهمة أستاذ الجامعة هي التدريس ووضع الامتحانات والتصحيح إضافة الى الإشراف على اطروحات الماجستير والدكتوراه وعلى كل ذلك يعطونه مرتبًا لا يكفي لشراء برميل بنزين «بالسعر الجديد» فإن تذمّر لم يجد من ينصفه لأسباب لم أجد لها تفسيرا جت... اعلموا يا أبناء الوطن أن هذا الأستاذ يقوم بالمهام أدناه يوميًا من غير منّ ولا أذى بالمرتب الموصوف أعلاه: 1/ يقدم النصح والتوجيه للمتفلتين من الجنسين ويحثهم على الحفاظ على سمعتهم لأن الجامعة تضم طلابًا من كل ولايات السودان فإن شاعت حول أحدهم سيئة شاعت في كل البلاد وحيثما ولى الطالب وجهه لقي من يعيّره بها. 2/ الطالبات المتزوجات يعانين من ضغوط فظة من جانب الزوج أو أخواته من أجل عرقلة مسيرتهن الجامعية بدعوى «ما خلاص اتزوجت تاني قراية شنو؟؟؟» وهنا يستدعي الأستاذ الزوج ويوضح له أن شهادة هذه الزوجة بعد التخرج هي صمام أمان لأسرتها وزيادة دخل في زمن أصبحت فيه أربعة مرتبات لا تفي باحتياجات نفرين. 3/ بعض الطلاب يصوم يومه ليس من باب التطوع وإنما لأنه لا يملك سوى حق المواصلات علمًا بأنه مثابر ونبيه ومحترم لكن ظروفه تعيسة وهنا يتدخل الأستاذ بالدعم المادي فهومثل ابنه تمامًا ولا تقبل نفس كريمة أن تشبع وحولها جياع مثل رئال النعام في البيد البسابس. 4/ تلاحظ أحيانًا أن هنالك شابة جميلة بشوشة وحولها مفرزة من الذئاب الذين لا تخفى عليك نواياهم فتقوم باستدعائها وتنويرها بخطورة الوضع بجوار هؤلاء الفاتكين كما يجب أن يكون أسلوبك لطيفًا وبجرعات ممزوجة بعطف الأب وصرامة الشرطي. من المهام أعلاه يتضح لك أن الأستاذ يقوم بدور الأم والأب ومنظمات حقوق الإنسان والطبيب النفسي وآلية فض النزاعات وشرطة النظام العام.. .تاني شنو؟؟ كل الذي مضي كان مقدمة موجزة والله صحي!!! صدفة دخلت إلى عمادة شؤون الطلاب بإحدى الجامعات فوجدت العميد ومعه آخر يتحدثون إلى فتاة ودموعها تسيل دون انقطاع فظننت أنها قد ارتكبت هتيكة كبرى إلا أن العميد مال نحوي وهمس لي بأنها كانت من أفضل الطالبات أداء وسلوكًا وفجأة بدأ التدهور في صحتها وتحصيلها فلما استجوبوها اتضح لهم أن والدها انتزعها من أمها التي تعيش في شمال السودان بعدما انفصلا ثم أتى بها لتسكن مع زوجته الثانية بمنطقة السلمة جنوبالخرطوم.. من أول وهلة قلبت تلك الزوجة للفتاة ظهر المجن وصارت تتعامل معها كإحدى نزيلات السجون الألمانية إبان الحرب الكونية الثانية إذ عليها أن تمسح البيت وتقش وترش وتكوي الزي المدرسي لإخوتها من أبيها قبل ذهابها للجامعة صباحًا.. ترجع هذه الفتاة عند الغروب أحيانًا وهي في غاية التعب فتجد المطبخ مغلقًا وكذلك الثلاجة فإن قالت أريد غداء ردت عليها زوجة الأب «ما كان تتغدي مع القيلتي معاهو داك !!!!» علمًا بأن جدول المحاضرات ينتهي عند الرابعة عصرًا ثم تعقبه رحلة المواصلات القاتلة.. اشتكت لوالدها الذي تفرض عليه ظروف عمله الحضور للمنزل أيام الجمعة والسبت فقط من تعامل زوجته الجافة لكن للأسف كانت استجابته فاترة جدًا بل قام بلطم ابنته حتى رعفت بذريعة أنها لا تحترم زوجته التي تضطلع بمهام أمها «المبشتنة»، لاحظ أنه يسيء لها ولأمها المطلقة أمام زوجته وأطفاله !!! هل يُعقل أن تعيش فتاة جامعية مع رجل بهذه العقلية المغلقة وزوجة تحرمها الطعام والراحة وتعاملها بطريقة تشمئز منها الشياطين؟؟ هذه قصة واقعية لم تكتمل فصولها إلى الآن وقد يفيد نشرها في إبراز الكثير من شاكلة هذه النوائب التي لا يعلم بها أحد.. ما هي الجهة المسؤولة عن هذه الجنايات؟ هل هي الشرطة؟ أم عمادة شؤون الطلاب؟ أم منظمات حقوق الإنسان؟ أم منظمة لا لقهر النساء علمًا بأن القاهرة امرأة والمقهورة امرأة؟ أرجو شاكرًا من شباب الأحياء أن يبلغوا عن مثل هذه المآسي لأقرب مركز شرطة دفعًا لهذا الظلم الفادح وتأديبًا للمتجاوزين وزي ما تجي تجي!!!