رجل القانون، الزعيم السياسي الوطني الشيخ علي عبد الرحمن الأمين، ولد في عام 1904م بجزيرة توتيبالخرطوم، وتخرج في كلية غردون بقسم القضاء الشرعي. وفي هذا الصدد، قال عنه الكاتب الباحث البروفيسور المعتصم أحمد الحاج في كتابه (معجم شخصيات مؤتمر الخريجين): عندما التحق الشيخ علي عبد الرحمن بالعمل في القضاء الشرعي، اقتضت ظروف عمله الانتقال إلى مدنٍ كثيرة وخاصة في جنوب السودان في عهد الحكم الاستعماري في البلاد، حيث كان أول قاضٍ شرعي يعمل هناك، فأنشأ به المحاكم الشرعية، وقدم تسهيلاتٍ للجنوبيين للدراسة في الأزهر بالقاهرة إلى أن تقدم باستقالته في عام 1952م، وتفرغ للعمل السياسي، وتم تعيينه وزيراً للعدل في الحكومة الوطنية كما شغل مناصب وزارية في كل الحكومات البرلمانية حتى قيام انقلاب 25 مايو 1969م. والشيخ علي عبد الرحمن الأمين من مؤسسي مؤتمر الخريجين، وكان في مقدمة المتحمسين لفكرة يوم التعليم، ومن أوائل المتبرعين له. وقد انتُخب عضواً في الهيئة الستينية من الدورة الأولى وحتى الرابعة. كما انتُخب الشيخ علي عبد الرحمن الأمين عضواً في اللجنة التنفيذية في الدورات الأولى والثانية والثالثة، وهو من مؤسسي حزب الأشقاء والحزب الوطني الاتحادي. وانتُخب عضواً في البرلمان الأول (1953م) عن دائرة الخرطوم بحري، وانتُخب عضواً في البرلمان عام 1968م. وكان الشيخ علي عبد الرحمن الأمين من معارضي نظام 25 مايو 1969م، مما جعله يتعرض للاعتقال عدة مرات في عهد الحكم المايوي في البلاد بالرغم من تاريخه الناصع المشرف في خدمة الوطن. ٭٭٭ وعن الشيخ علي عبد الرحمن الأمين، قال الصحفي الكبير الراحل محمود أبو العزائم في كتابه (كنت قريباً منهم): لقد كان الشيخ علي عبد الرحمن الأمين علماً من أعلام القضاء الشرعي يتصف بالورع ويتسم بهيبة الدين، وبيته ملتقى لرجال الدين والعلم والأدب. وقد رأى الإنجليز إبان حكمهم في السودان أن خير وسيلةٍ لتحجيم نشاطه الديني والسياسي أن ينقل إلى الجنوب الذي كان في ذلك الوقت، منطقةً مقفولةً لا يدخلها من أهل الشمال إلا من كان يحمل (فيزا) من السلطات البريطانية! وكان الغرض من ذلك الإجراء أن يكون الإسلام مقصوص الجناحين في الجنوب لتكون ساحته كلها مخصصة لبعثات التبشير المسيحي حيث أقامت الكنائس ونشرت اللغة الإنجليزية وأصبحت لغة المتعلمين في الجنوب! والزعيم الوطني الشيخ علي عبد الرحمن الأمين كان أحد مؤسسي وبناة الحركة الوطنية في السودان منذ أن كانت جمعيات أدبية، فتحولت إلى نضالٍ سياسي بقيادة كبار زعماء الوطن في مقدمتهم: الزعيم إسماعيل الأزهري، والشيخ علي عبد الرحمن وبقية الكوكبة النيرة من الزعماء والقادة الذين أدوا أمانة المسؤولية نحو الوطن بصدقٍ ووفاء وإخلاص.