بطلب من الرئيس المصري محمد مرسي أفرجت السلطات السودانية عن الصحافية المصرية شيماء عادل المحتجزة لمدة أسبوعين، حيث قالت هي والصحف المصرية إنها احتجزت لتغطيتها احتجاجات الطلاب السودانيين على إجراءات التقشف والاعتراض على غلاء المعيشة، بينما ترى السلطات في السودان أنها دخلت بدون تأشيرة. ولم تكن قضية شيماء لتأخذ كل هذه الأبعاد والزخم الإعلامي لولا أنها كانت على رأس الأجندة التي ناقشها الرئيسان السوداني والمصري عمر البشير ومحمد مرسي في قمتهما على هامش قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا الأسبوع الماضي، حيث لم يقف الأمر عند مطالبة الرئيس المصري بإطلاق سراحها بل تعداه إلى إيصالها إلى حيث يقيم الرئيس المصري بأديس بطائرة سودانية خاصة، والإقامة معه في ذات الفندق، ومن ثم اصطحاب مرسي لها على الطائرة الرئاسية التى يستقلها هو للقاهرة، حيث استقبلت استقبال الرؤساء.. وقبل مجيئها للسودان شاركت شيماء في تغطية أحداث الثورة المصرية التي اطاحت حسنى مبارك، كما ذهبت لليبيا لتغطية أحداث الثورة الليبية التي أطاحت العقيد معمر القذافي، ثم ذهبت لتغطية الثورة السورية حيث عادت مصابة من هناك.. بعدها جاءت للسودان وهي تمني نفسها بالتوثيق لثورة عربية أخرى، لكن السلطات الأمنية كانت لها بالمرصاد، فعادت إلى وطنها خائبة، لكنها استقبلت استقبال الرؤساء والأبطال. وقد أثارت قضية الصحافية المصرية المفرج عنها بطلب رئاسي حفيظة الكثير من المصريين المعتقلين بخارج مصر، خاصة أسرة الشيخ عمر عبد الرحمن القابع وراء القضبان الأمريكية منذ ما يقارب عشرين عاماً قضاها بتهمة المشاركة في تفجيرات نيويورك عام 1993م، وقد أبدت أسرته استياءً شديداً من عدم اهتمام مرسي بقضيته، وقالت في مذكرة تنوي تقديمها، على حد قولها، نهاية هذا الأسبوع للرئاسة، إن الشيخ عمر ليس أقل من الإعلامية شيماء، وطالبت الرئيس المصري باتخاذ خطوات حقيقية تجاه عودته، وطالبته ببذل جهد دبلوماسي من أجل عودة الدكتور عبد الرحمن على نفس الطائرة الرئاسية أثناء عودته من الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها للولايات المتحدةالأمريكية في سبتمبر القادم، أسوة بما حدث مع الصحافية شيماء. وحمَّلت المذكرة الرئيس المصري مسؤولية أي مساس بحياة الشيخ أو التأخر في الإفراج عنه. ووجهت أسرته عتاباً للرئيس لأنه لم يطرح القضية على هيلاري كلنتون وزيرة الخارجية الأمريكية أثناء زيارتها الأخيرة للقاهرة، وهو ما كشفت عنه الأخيرة قائلة إن مرسي لم يفاتحها فى الموضوع. وأضافت المذكرة أن الشيخ عبد الرحمن ليس أقل شأناً من المواطنة المصرية التي وجدت رعاية من مؤسسة الرئاسة التي لم تتأخر في المطالبة بالإفراج عنها. ويصف مراقبون ما قام به مرسي حيال الصحافية شيماء بأنه نوع من الخدع المرسومة بين إخوان مصر والسودان.. الشيء الذى لا يمكن حدوثه مع الجانب الأمريكي الذي مازال يتعامل بحذر شديد مع الحكومة المصرية المنتخبة بوصفها ممثلة أو أقرب للإخوان المسلمين بمصر.