دارت في رأس أحمد عشرات الأسئلة وهو في طريقه إلى منزله وخلفه الأرض تناديه لكي يفلحها وفي المساء جاءه صديقه ليخبره بأنهم قرروا أن يذهبوا إلى الذهب بعد بكرة لكي يكون جاهزًا منذ الآن فقال له أحمد إن شاء الله. أحس صديقه أن إجابة أحمد هذه غير مطمئنة فسأله مالك يا أحمد إنت ما عايز تمشي معانا تاني ولا شنو؟. قال له أحمد والله شوف يا صاحبي أنا بصراحة يمكن ما أمشي قررت أزرع أرضنا دي.. شغلة الدهب دي أنا خلاص ما عايزا تاني يا أخي حرام الأرض دي ترقد كده ونحن حايمين نحفر في الخلا «موش» أحسن نحفر أرضنا دي والله حتطلع لينا أكثر من الذهب اللي ما مضمون ده. نظر إليه صديقه نظرة ملأها الإعجاب من أحمد ووافقه على كلامه، ولكن قال له يا أحمد خلينا كدي نمشي المرة دي والمرة الجاية تعال أزرع الأرض أصلاً قاعدة حتمشي وين يعني؟ قال له أحمد لا لا.. أنا خلاص قررت أزرع وتاني الدهب ده تب ما ماشي عليهو إنتو أمشوا عديلة عليكم. اقتنع صديقه وتركه وهو محتار فيه كيف لشخص يجد ملايين في ثلاثة أيام من الذهب ثم يترك كل هذا الخير ويذهب لزراعة غير مضمونة؟ في صباح اليوم الثاني ذهب أحمد إلى عم عثمان وهو صاحب الأرض المجاورة لأرضهم وجلس معاه حكى له قصته في السعودية مع الزراعة، وكيف أنه كان ينتج إنتاجاً وفيرًا، وكيف أنه تعلم أساليب الزراعة الحديثة، وأخبره بحزنه من رؤيته لأرضهم هذه ترقد بورًا هكذا ولا أحد يفلحها، وقال له أنا شخصيًا قررت أن أزرعها بس أنت عارف يا عم عثمان إنو أرضنا مساحتها صغيرة وأنت أرضك اللي جنبنا دي ما مزروعة فأنا عايز أعرض عليك إني اشتريها منك. صمت عم عثمان وقال لأحمد يا ابني والله فاجأتني أنا ما عندي مانع أصلاً الأولاد كلهم اتغربوا وفضلت أنا براي واسي ما قادر على زراعتها بس خليني كدي أشاور الأولاد وأديك رأيي النهائي. خرج أحمد مبسوط جدًا من كلام عم عثمان وذهب إلى أبوه يخبره بقراره هذا وأخبر أمه ففرحوا له فرحًا شديدًا وتمنوا له التوفيق. أواصل