كان احمد أمله كبير في الله سبحانه وتعالى ويعلم تماماً أن الله لن يخزله فقام صباح اليوم الثاني وصحّا أصحابه وصلى بهم الفجر حاضراً وقال لهم أنا اليوم متفائل خيرا وعندي إحساس قوي إننا منصورين. فتفاءل الجميع خيراً خاصة وأن احمد معروف بينهم بورعه وتقواه وإيمانه القوي قالوا له يا رب ثم اخذوا أجهزتهم وتوكلوا على الله. وبدات رحلة البحث عن الذهب وكان الجو الصباحي صحوا وحمل احمد الجهاز على كتفه وبدا العمل هنا وهناك حتى انتصف النهار ولم يجدوا شئ فذهبوا إلى خيمتهم ليأخذوا قسطاً من الراحة ثم يعاودوا العمل. بعد صلاة العصر تحرك الجميع نحو مواقع العمل ومع أول عملية سمع الجميع الجهاز يصفر وقف احمد وجاء صديقة يحمل (الكوريك) وبدأ في الحفر فانزل احمد الجهاز من كتفه وقال لصديقة أعطني الكوريك وبدا يحفر وكل ما وضعوا الجهاز في الحفرة علا صوته وأحمد يحفر لا يكل ولا يمل وفجأة بدأ له ما جعله يصرخ فرحا قطعة كبيرة من الذهب لم يصدق احمد عينيه حملها صار يجري نحو الخيمة وأصدقاءه يجرون خلفه إلا أن وصل الخيمة واحتضنها فجاءه أصدقاءه واحتضنوه وهم في قمة السعادة والضحك. فقال له صديقه تعرف يا أحمد إنت زول صالح فقال له قل الحمد لله هذا من فضل الله علينا وده رزقنا كلنا. وقال لصديقه تفتكر دي بتزن كم الآن؟ فقال له يا أحمد دي ما أقل من كيلو ذهب. ازدادت ابتسامة احمد وفرحه وحمد لله كثيرا وقام من مكانه توضأ وصلى ركعتين شكرا لله الذي وفقهم. سألهم أحمد اها يا جماعة أسي نسوي شنو نمشي وإلا نقعد؟ فقال كلهم بصوت واحد نمشي. قال لهم إذا ده رأيكم خلاص نمشي بس أنا أرى انو أحسن نقعد يمكن الله يرزقنا أكثر؟ قال له صديقة شايفك بقيت طماع كمان بعد ما كنت عايز تيأس لكن اعتقد انو نمشي نصرف رزقنا ده ونجي تاني وإن شاء الله والواحد رزقه ما بيفوته بنجي نلقاه قاعد راجينا ووافق الجميع على الذهاب إلى القرية. هناك في القرية استقبلوا استقبال الفاتحين وكان أكثر الناس فرحا بهم أم احمد التي أطلقت زغرودة في الحلة واحتضنت ابنها احمد بالدموع. وفي اليوم الثاني ذهبوا إلى تاجر الذهب في المدينة وباعوا بضاعتهم وكان المبلغ كبيراً قسموها بينهم وطلعوا حق العربية وحق الجهاز والعمال اللي معاهم. وفي المساء ذهب احمد إلى النيل مرورا بأرضهم البور التي لم يزرعها احد ووقف فيها كثيراً ينظر يمنة ويسرى ويرى كيف أن أراضي الآخرين خضراء بالزرع والضرع وأرضهم بورا وتحسر كثيرا وقرر في نفسه أن يكون هو منقذها.