جاء في صحيفة السوداني الصادرة يوم 19/7 خبر مفاده أن عدد السودانيين الذين يستخدمون جهاز الموبايل قد بلغ ستة وعشرين مليون مشترك.. وقال وزير العلوم والاتصالات الدكتور عيسى بشري إن قطاع الاتصال يدعم الاقتصاد بحوالى 2% «اثنين في المائة» من عائداته فضلاً عن توفير نحو «30» ألف فرصة عمل. طيب يا جماعة هذا الرقم حقيقة مزعج جداً... فلو قلنا إن تعداد السودانيين كلهم لا يزيد عن ثلاثين مليونًا وهذا يعني أن تسعين بالمائة من الشعب مشتركون في خدمة التلفون الموبايل... وهذا بالضرورة يعني أن الأطفال حتى عمر أربعة أعوام لديهم تلفونات سيارة.. ذلك لأن العشرة بالمائة لا بد أن يكونوا أطفالاً في سن الرضاعة. وهذا الرقم مزعج جدًا للاقتصاديين لأنه يعني أشياء كثيرة ويعني إهداراً للموارد أرجو أن نناقشها فيما يلي بكل الشفافية والوضوح ونقول: أولاً: المشتركون الستة والعشرون مليوناً لا بد أنهم يحملون أجهزة تختلف في أشكالها وألوانها وأسعارها ففيها أبومليون جنيه وفيها أبو مائة ألف جنيه.. وإذا أخذنا المتوسط يمكن ان نقول ان متوسط قيمة الجهاز الذي يحمله المشتركون يمكن ان يكون في حدود مائتي ألف جنيه بالقديم.. وهذا يعني ان قيمة كل الأجهزة التي يحملها السودانيون في أيديهم تبلغ قيمتها (26000.000*200.000) = 5.200.000.000 جنيه يعني خمسة ترليون ومائتي مليار جنيه بالقديم. وهذا مع ملاحظة أننا افترضنا ان كل مواطن يحمل جهازًا واحدًا فقط وليس لديه جهازان وبعضهم لديه ثلاثة أجهزة.. واذا قلنا إن كل مواطن يحتاج إلى تغيير جهازه كل عامين فهذا يعني أننا نصرف خمسة ترليونات جنيه كل عامين لشراء أجهزة جديدة.. وهذا بالضرورة يعني أننا نهدر حوالى اثنين ترليون ونصف الترليون جنيه سنوياً لشراء أجهزة الموبايل الجديدة.. وهذا المبلغ يعادل اكثر من اجمالي كل صادرات البلاد من السلع الزراعية والصادرات غير البترولية والتي لا تزيد عن ستمائة مليون دولار. ثانيًا: كل جهاز موبايل يحتاج الى شريحة وهذه الشريحة يتم شراؤها بمبالغ مختلفة تتراوح مابين الخمسة آلاف والعشرين ألفًا .. وإذا افترضنا ان كل الناس قد دفعت خمسة آلاف جنيه فقط في الشريحة.. وعلى افتراض ان كل مشترك لديه شريحة واحدة فإن اجمالي تكلفة المدفوع في هذه الشرائح سوف يكون (26......*5000)= 130.000.000.000 يعني مائة وثلاثون مليار جنيه عبارة عن قيمة شرائح فقط.. ثالثاًَ: هذه الشرائح تحتاج الى تجديد شهري قيمته سبعة آلاف جنيه.. يعني في العام أربعة وثمانين الف جنيه وعليه فإن اجمالي الشرائح المشتركة سوف تدفع سنوياً ما قيمته (26000000*84000)=2.184.000.000.000 جنيه «يعني أثنين ترليون ومائة وأربعة وثمانين مليار جنيه بالقديم.» رابعًا: يتحدث المشتركون بمبالغ متفاوتة فمنهم من يتحدث يومياً بما قيمته خمسون الف ومنهم من يتحدث بما قيمته واحد الف جنيه بالقديم.. وعليه فإن متوسط ثلاثة آلاف جنيه للمشترك يومياً يعتبر مبلغاً معقولاً ولهذا فإننا يمكن ان نقدر تكلفة المكالمات اليومية لكل المشتركين ب (3000 * 26000000)= 28080000000000 أي ثمانية وعشرين ترليون وثمانين ملياراً.. خامساً: والخلاصة الاقتصادية «لمشكلة» تكاليف الاتصالات على النحو التالي:- قيمة الأجهزة سنوياً = 5.200.000.000.000 ج قيمة الشرائح سنوياً= 0130.000.000.000 ج تجديد الشرائح شهرياً = 2184.000000000 ج المحادثات السنوية= 28080000000000 ج الجملة: 35.594.000.000.000 ج يعني يا جماعة اكثر من خمسة وثلاثين ترليون جنيه بالقديم (خمسة وثلاثين مليار بالجديد) تذهب سنوياً من المواطنين الى بند الاتصالات علماً بأن العجز في الميزانية الذي اقام الدنيا ولم يقعدها وحدث بسببه جمعة لحس الكوع وجمعة دخل القش ما قال كش وجمعة خم الرماد لايزيد عن سبعة مليارات فقط... يا جماعة أنا اعتقد انه من الضروري مراجعة حكاية الاتصالات وتكلفتها الباهظة وتأثيرها على السيولة والنقد الأجنبي وعلى مصاريف الأسر للدرجة التي يحدث ان التلاميذ يرفضون وجبة الفطور لتوفير قيمة «الإسكراتش»... { كسرة: يا جماعة عملتوا لينا شنو في موضوع ترحيل الجنوبيين القاعدين «لسع» وماعايزين يمشوا - علماً بأن أربعة ملايين جنوبي لا بد أنهم يحملون ثلاثة ملايين جهاز موبايل ويتحدثون بها مع ناس الحركة الشعبية والخلايا النائمة ويشكلون خلايا نائمة وخلايا قايمة سوف تعمل على إتلاف العباد والبلاد.. عندما يأمرهم باقان وعرمان وعقار وسلفا كير بالهجوم علينا.. فمتى سوف يرحل هؤلاء القوم.. أثابكم الله؟!!