تتواصل منافسات الدورة الأولمبية الثلاثين في لندن وتتواصل معها الهزائم والانكسارات العربية، وحتى اللحظة ونحن في ختام اليوم الرابع للدورة ليست هناك انتصارات او نتائج ايجابية عربية .. الا برونزية وحيدة قطرية. ونؤكد وننقل هذه الحقيقة المرة بحكم مسؤوليتنا المباشرة في الفريق العربي الموحد لتغطية الدورة للمحطات التلفزيونية العربية بالتركيز فقط على نتائج ومشاركات الرياضيين العرب. وهذا الإخفاق العربي يحتاج إلى جلسات وحوارات وورش عمل للتقييم ، رغم أن السبب معروف والمرض واضح والعلاج سهل وميسور لكل من يود ذلك، وطبعاً نصف العلاج هو الاعتراف بالمرض نفسه لأن من لا يصدق انه مريض لن يشفى. فنحن متخلفون أولمبياً لأننا لا نهتم بالقدر الكافي بالانشطة الأولمبية، ويتركز كل اهتمامنا في ما نسميه اللعبة الشعبية الاولى كرة القدم «واللي ما جايبة تمنها» كما يقولون، ورغم هذا الاهتمام الكروي المصحوب بتخلف كروي مازلنا نهتم بها ونهتف لها، ولا نصدق أننا متخلفون فيها، ونخرج في كل موسم بخفي حنين ولا نستفيد من الخروج، لنبدأ موسماً جديداً على أمل تحقيق نتائج ويتواصل الاهتمام الأجوف والفشل الكروي ولا جديد. قد يكون حال بعض إخوتنا العرب أفضل منا بحكم اهتمامهم ببعض الأنشطة الأولمبية غير كرة القدم مع استمرار ما نسميه اللعبة الشعبية الأولى، وأذكر من هؤلاء دول شمال افريقيا المغرب والجزائر وتونس ومصر وبعض دول المشرق العربي، ونذكر منها دول الخليج التي تهتم مثلنا بكرة القدم ونعيش معها الفشل، ولكنها تهتم أيضاً بألعاب القوى والرماية والفروسية وحققت فيها بعض الإنجازات، كما أن إخوتنا في بلاد الشام لبنان وسوريا والأردن لهم اهتمامات محدودة بالمصارعة والسباحة وألعاب القوى وكرة السلة ولكن النتائج دون هذا الاهتمام. فمتى نتأكد أن المرض هو الاهتمام بلعبة جماعية مكلفة دون غيرها من الألعاب الفردية الأقل كلفة، فقد نصحو يوماً وندخل نادي الإنجازات والميداليات الأولمبية من أوسع أبوابه، وليس بالصدفة أو المرة الواحدة الوحيدة التي نسأل الله أن تتكرر. قلت لمحدثي الآن سيحقق العرب فوزاً حين كان يقوم بإملائي خبراً عن إحدى المنافسات، واستهل المعلومة بأن المواجهة المقبلة مواجهة عربية عربية، وأضفت بعد أن انفجر الجميع يضحكون بأنه لن يكون هناك خاسران أو تعادل، وبالفعل تأهل الفائز منهما للمرحلة الأعلى ولكنه خسر فيما بعد. وتونس متقدمة في العديد من المناشط ابرزها السباحة، ومنها البطل العالمي أسامة الملولي أحد أبرز المرشحين في هذه الدورة وكذلك في الطائرة، إذ أن منتخب تونس هو بطل العرب، وجاءت مباراته مع منتخب البرازيل بطل العالم وأبرز المرشحين للذهبية مباراة قوية ومثيرة، ولكن في النهاية كانت الغلبة لبطل العالم على بطل العرب بثلاثة أشواط نظيفة. «وينك يا كاكي» عبارة نتمنى ألا نسمعها في هذه الدورة كما سمعناها في دورة بكين من زميلنا المعلق المصري الراحل محمد شرارة. وكاكي سيصل القرية الأولمبية بعد أسبوع من افتتاحها حسب نصيحة مدربه، وسيظل في معسكره خارج لندن حتى الثالث من أغسطس اليوم السابع من الدورة.. نتمنى له التوفيق.