تظل مشكلة المناهج السودانية هاجسًا بالنسبة لأبناء المغتربين لأنها تمثل عقدة عند البعض منهم والذين لا يرون مبررًا لمعادلة شهاداتهم فيظلون طيلة فترة الدراسة وهم ساخطون على التعليم وادارة الجامعات السودانية.. سعياً لكشف ما وراء هذا السخط تداولنا القضية مع بعض طلاب الشهادة العربية لتوضيح رؤاهم وخرجنا بالتالي.. سلمى الحاج طالبة ردت بغضب ان النظرة للمغترب اصبحت مادية بحتة وهذه النظرة تنعكس على التحصيل العلمي للطالب الذي يجتهد جداً ليحرز نسبة النجاح التي يتمناها ليحقق هدفه بدخول كلية مرموقة، ولكن للأسف يُفاجأ بأن هذه النسبة تنقص درجات قليلة ولا يستطيع الدخول للكلية التي يريد الا بدفع مبالغ مالية مما يتسبب له في بعض الإحباط اذ ان ليس كل المغتربين يستطيعون تعليم ابنائهم بهكذا المبالغ!! اما فراس محجوب الإمارات فيقول انا عانيت كثيرًا من هذه المسألة وانا اعتقد ان منهج الشهادة العربية اقوى واشمل من المنهج السوداني والدليل على هذا عندما كنت في الصف الاول الثانوي وبعد عودتي الى السودان لأنتقل للصف الثاني وجدت نفس المنهج الذي درسته في المرحلة السابقة..اين التقنين في المنهاج اذن؟؟ بينما مي عصام اكدت ان هذه القضية متشابكة جداً غير معقولة ولو اخذناها بالمنطق ان طالب الشهادة العربية اذا احرز نسبة «99%» واراد الدخول لكلية الطب جامعة الخرطوم معروف ان الخصم يكون «12%» فتصير النسبة «87%» بينما كلية الطب تكون 92% فما فوق وبالتالي استحالة على طالب الشهادة العربية الدخول بمجهوده لانه اذا اراد ذلك يجب عليه احراز نسبة «104%» وهذا غير معقول تمامًا. وعند سؤالنا لعثمان عبدالله عثمان: اجابنا بقوله ان لديه ولدين في الجامعات السودانية وتناول المنهج السعودي والذي وصفه بانه من اقوى المناهج العربية من حيث التطور المنهجى لان هنالك لجانًا دائمة لتطوير المناهج فى بعض دروس الصف الثالث الثانوى يدرس في اولى جامعة عندنا في السودان مثل التفاضل والتكامل عامة المنهج السعودى متطور ومتفوق على المناهج السودانية من حيث المقررات لكى تتواكب مع اعمار الطالب ودليلي أن معظم المتفوقين بالجامعة السودانية هم طلاب الشهادة العربية.. واضاف هناك ايضًا اختبار للقدرات والتحصيل محصلة الطالب على مدار فترته الدارسية من اصعب الاختبارات الطالب السودانى يمتحن امتحانًا واحدًا فقط فى نهاية السنة، اما طالب الشهادة العربية فتأخذ تقييم الشهادة معدل تراكمي الصف الثانى والثالث بالإضافة للاختبارات المذكورة مما تساعد الطالب.. الابتعاد عن المقاييس.. وعندما طرحنا القضية على الاستاذ صلاح الطيب الامين خبير تربوي اجاب بان المناهج السودانية لا تختلف عن نظيراتها بعض عربية لا انه ليس لديها الامكانات التي تجعلها مواكبة للتطور في المناهج العربية.. واعتقد انه لا ضرورة لإيجاد المعايير والقياسات لان الطالب القادم من الخارج بالمنطق يكون قد درس الكثير من العلوم وبطرق اكثر علمية واعتقد ان معادلة انقاص الدرجات لا داعي لها لأن هذا الطالب درس بطريقة علمية اكثر من السودان ولكنني في ذات الوقت اقترح ان تستبدل المعادلة بكورسات علمية للطلاب القادمين من الخارج لإعطائهم جرعات في التاريخ والجغرافيا السودانية لربطهم بوطنهم اكثر وعاداته وتقاليده..