أولاً ننبه الأخوة في قسم الجمع وقسم التصحيح ومعهم مدير التحرير بالصحيفة أن كلمة «كضاب» صحيحة مية المية لأنه في لغة حِمْيَر«بكسر الحاء وتسكين الميم وفتح الياء» يجوز ممارسة مايعرف«بالقلب»والأبدال وهو قلب حرف أو أبداله مكان آخر.. وبهذه المناسبة فإن معظم لغة أهل السودان العربية قادمة من لسان أهل حمير، وهي القبائل التي تسكن منطقة اليمن.. وعندنا في السودان يقولون الضهب بدلاً عن الذهب، ويقولون الضنب بدلاً عن الذنب، والضهر بدلاً عن الظهر، والضل بدلاً عن الظل، والعضم بدلاً عن العظم، وبعضهم في سورة الفاتحة يقول «الظالين» بدلاً عن الضالين.. ولهذا فعندما نقول إن فلاناً كضاب، نكون لغوياً قد اخترنا من أصل لغة عرب حمير.. وبالطبع ربما يبرز بعض المتشددين والشيوعيين وتوابعهم من مؤيدي الحركة الشعبية لتحرير السودان التي لم تغير اسمها حتى الآن مع أنها انفصلت مع جنوبها وجنوبييها، و«مستجنبيها» و يتهمون بالعنصرية والعرقية إنطلاقاً من حكاية«الكضاب» وآل حمير علماً بأنني لم أدع إنتماءً للقبائل المذكورة.. وصحف الأمس جاءت بأخبار حارة حول مطالبة أمريكا للسيد سلفاكير بالإعتذار طبعاً، باعتباره رئيساً لدولة الجنوب السوداني، مع أن الرئيس الحقيقي في إعتقادنا وتقديرنا، هو توني بلير بعد أن تم تعيينه رئيساً في درجة مستشار.. وأمريكا ممثلة في وزيرة خارجيتها هيلاري كيلتون، طلبت من سلفاكير أن يعتذر لأنه «كضّب» مرتين على الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما، وفي رواية أخرى فإن اسم الرئيس الأمريكي «الحقيقي» هو بركة حسين أبو عمامة وهو مسلم منحدر من أصول كينية، وحبوبته «حجت السنة القبل الفاتت على نفقة دولة عربية إسلامية» ومشكلة سلفاكير أنه في المرتين «كضب» وقدام الناس على الرئيس الأمريكي وقال أن حكومته لا تدعم متمردي الحركات المسلحة على السودان، مع أن المخابرات الأمريكية تتابع كل صغيرة وكبيرة داخل «سراويل» ناس باقان وعرمان وهي ناقشة كل التحركات. ومن لباقة الدبلوماسية في العادة ألا يقول الدبلوماسي للآخر أنه كضّاب ويستبدل ذلك بأن يقول له «نسيت أن تقول الحقيقة» أو يقول له «الحقيقة غير ذلك» وهي تقوم مقام«الشتيمة» بمقالة يا كضاب. وتعتبر من أفظع وأقذع أنواع الشتم والسب.. أما أن يحدث ذلك أمام الملأ ويتم نقله بواسطة وزير الخارجية، فهنا تكون المشكلة.. ويبدو أن سلفاكير لم يستوعب حتى الآن أنه رئيس لدولة، ومازال يعيش في جلباب التمرد. ثم إن الرجل قليل التجربة، ولا يعرف التعامل مع الرؤساء وحتى مستشاريه فهم مثله مجرد متمردين وثورجية على طريقة باقان وعرمان.. على أنني لو كنت أحد مستشاري سلفاكير، كنت سوف أذكره بأن يرد على وزيرة الخارجية الأمريكية بطريقة أخرى، وبدلاً من أن يحني رأسه ويخلع برنيطته الفخمة ويحتار في ما يفعل ويضطر للإعتذار، فكان يمكنه أن يذكر هيلاري بأن «الكضب» عادة أمريكية متأصلة في الأمريكان على وجه العموم، وعلى رؤسائهم على وجه الدقة والتحديد. وقد سبق أن كان هناك رئيس أمريكي معاصر حيّ يرزق وهو زوج الوزيرة الحالية، وكانت له علاقات «جنسية» مع سكرتيرته المدعوة مونيكا لوينسكي.. وعندما حاصرته وسائل الإعلام والتحقيقات، أنكر هذه العلاقة ولكن المحققين أثبتوا كذبه بعد إجراء الفحوصات الطبية على الحيوانات المنوية الخاصة بالرئيس والتي كانت تلطخ«هدوم» السكرتيرة مونيكا.. وكانت بالطبع فضيحة بجلاجل أثرت في مشوار الرئيس السياسي، وفي مقعد الرئاسة الأمريكية ومصداقيته.. والشهر الماضي هتف الشعب المصري في وجه الوزيرة الأمريكية مذّكراً لها بقصة مونيكا. على كل حال، سلفاكير كضّاب لأنه رئيس بالوكالة من ناحية، ولأنه لم يستوعب حكاية الرئاسة بعد ولم تنفك عنه روح التمرد.. ولأنه متعود دائماً مثله مثل الآخرين على إطلاق كل أنواع الكذب الأبيض منه والأسود، وحيث لا توجد قيود أخلاقية أو موانع عقدية أو دينية تمنعه من الكذب. أما ناس كلينتون فهم كضابين بشهادة.. كسرة: علمنا من صحف الأمس أن نواب المجلس التشريعي لولاية الخرطوم طالبوا وزارة التوجيه والتنمية الإجتماعية لإيجاد حلول عاجلة لمشكلة العودة الطوعية للجنوبيين بمنطقة الشجرة.. ونحن نطالب بترحيل كل الجنوبيين في الشجرة، وفي غيرها. ونطالب بأن يتم جمع السواطير والأسلحة بأنواعها منهم كإجراء تحوطي ثم ترحيلهم فوراً بالقطارات والدفارات. والمواطنون على أتم الاستعداد لجمع التبرعات للاسراع بالترحيل. وهناك متبرعون بوسائل النقل، فقط المطلوب تحرك حكومي جاد نحو الترحيل.. يا جماعة انتو عاوزين بيهم شنو؟!! قطر عجيب يودي ما يجيب.