للحكاية بقية..يروي بعضًا منها ..المثنى الفحل خلال ثلاث سنوات الماضية صادفت عدد من عناصر شركة «بلاك ووتر» بإفريقيا، وكانت المصادفة الأولى في القاهرة عقب سقوط نظام مبارك والثانية في ليبيا إبان معارك الثوار ضد العقيد القذافي، مؤخراً وافقت شركة بلاك ووتر الأمريكية التي غيرت اسمها للمرة الثالثة خلال أربعة أعوام إلى شركة «إكاديمي» العسكرية وافقت على دفع غرامة تتراوح بين «5» إلى «7.5» مليون دولار لمحاولتها العمل فى دولة الجنوب وانتهاك العقوبات التجارية المفروضة على البلاد، وأخرى متعلقة بتجارة السلاح وممارسات الفساد بعقود مع أجانب، وأظهرت التحقيقات أن الشركة الأمريكية ضُبطت وهي تُرحِّل أسلحة رشّاشة غير قانونية لدولة الجنوب، هذا بخلاف محاولتها إبرام عقود مع حكومة سلفا كير في النفط والدفاع، تبلغ قيمتها «15» مليار دولار تُدفع على مدى «5» سنوات، وكانت آخر مخالفة للشركة هي التفاوض مع مسؤولي الجنوب وكبار رجالات الدولة لتسليمهم هواتف ثريا المرتبطة بالأقمار الصناعية. وتشير الوثائق التي نقلتها عدة صحف أمريكية أن الشركة رغم أنها توقفت عن التعامل مع دولة الجنوب إلا أن مسؤولاً جنوبيًا رفيعًا زار الشركة وأعلن لهم موافقة جوبا على نصف المبلغ لتلك العقود، بدوره أصدر جون بروكتر المتحدث باسم الشركة بيانًا قال فيه إن هذه المشكلات حدثت تحت قيادة المالك السابق. ان شركة بلاك ووتر أو «إكاديمي» باسمها الجديد المقتبس من كلمة «يونانية» وهي (akademia) وهي مؤسسة أسسها أفلاطون قائمة على تنفيذ المهمات بالحكمة والمهارة، وتنتج كلاً من المفكرين والمقاتلين على حد سواء، إن عمل «إكاديمي» بدولة الجنوب لم يكن من فراغ فمنذ اتفاق السلام الشامل بين دولتي السودان والجنوب فلقد قامت الشركة الأمريكية بواسطة أحد منسوبيها عمل مستشارًا لإحدى فرق قوات للجيش الشعبي باحتلال منطقة سماحة الحدودية بمحلية بحر العرب بولاية جنوب دارفور، هو عسكري سابق في الجيش الأمريكي يدعى «توني ألان»، هذا بخلاف أن دولة الجنوب لا تتعامل مع شركة «إكاديمي» فقط بل أيضًا مع شركات أمنية أمريكية وبريطانية وأسترالية وإسرائيلية وهي «التكتيك التنفيذي للأعمال الأمنية شركة تريبل كانوبي كونترول ري تور الدولية مجموعة ساندي الأمن الدولي الأمن وراء البحار برنامج حماية العالم مجموعة «اكيوتي» للعمليات الأمنية الخاصة مجموعة الزيتون مجموعة برنامج المقارنات الأمنية الدولية، وجميعهم يعملون بالجنوب ضمن وظائف مختلفة منها التدريب العسكري الشامل والمختص في مجال «الاتصالات العسكرية الهندسة العسكرية الانضباط العسكري التقارير الإستراتيجية العسكرية حماية البترول تأمين المنظمات الإنسانية بالجنوب وخط عملها الخدمات اللوجستية لحكومة الجنوب ورجال الأعمال الأجانب بالإقليم الحراس الشخصيين العمليات الميدانية تأمين سكن الشخصيات السيادية حماية الدبلوماسيين خلال زيارتهم للجنوب مرافقة القوافل من الأفراد والمعدات تدريب موظفي الشرطة المحلية أعمال أخرى»، وبحسب مركز كونترول ري فإن جنوب السودان معرَّض للاضطرابات السياسية لذا فإنه من الأجدى حمايتها. اما تاريخ الشركة الأمريكية مع الحركة الشعبية فقلد بدأ منذ رئيس الحركة السابق جون قرنق عندما ساعده مؤسسو الشركة في الحرب في «1997» وكان آخر لقاء جمعهم قبل شهر من مصرعه، ثم كانت علاقات جديدة بين الجانبين بدأت بلقاء الرئيس سلفا كير ميادريت في العاصمة واشنطن في نوفمبر «2005» في فندوق ماريوت برعاية نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني آنذاك، برفقته نائبه المخضرم كريستوفر تايلور الذي ظل حلقة الوصل بينه وبين حكومة الجنوب وبرادفورد فيليبس الناشط المسيحي وساعده الأيمن في الكونغرس، وضابط المخابرات الأمريكي كوفر بلاك وتواصلت اللقاءات بعد ذلك في جوبا. نقطة أخرى مهمة في علاقات الشركة الأمريكية مع دولة الجنوب أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أصدر قراراً قضى بمنح الشركة الأمنية حق العمل في الجنوب، وذلك رغم قانون الحظر الاقتصادي لعام 1997م، ولقد كان تأثير ذلك السماح أن ساعدت الشركة دولة الجنوب في عدوانها الأخير على منطقة هجليج، واليوم عندما تتساقط الأوراق، فرضت المحكمة الأمريكية غرامة على الشركة لأنها دخلت الجنوب وليس الأمر ببعيد عن قضية كذب سلفا كير على أوباما بأنه لم يستخدم الشركة الأمريكية لدعم متمردي السودان وهذا الأمر الذي ربما جعل الأمريكان يعيدون صيغة تعاملهم مع الجنوب ليعاقبوا الشركة ودولة الجنوب معاً.