أسوأ مشهد يمكن أن تراه عينٌ مجردة للعاصمة هو ذاك المشهد الذي يتولد بعد يومين من هطول الأمطار وعندها تختلط القمامة بالطين ومخلفات الحيوان وتصبح مرتعاً لتوالد الباعوض والذباب، والأمر يقود لتحقيق شعار (كوشة أمام كل بيت) عفواً الشعار مسؤولية هيئة نظافة ولاية الخرطوم التي توقفت خدماتها بحجة الأمطار فانطبق عليها المثل الشعبي: (بجي الخريف وعربات الوسخ بتقيف).. وعلى الهيئة واجب قانوني وأخلاقي يجب أن تلتزم به في تقديم أفضل الخدمات والحجة التي تستند إلى هطول الأمطار والوحل حجة باطلة ومردودة عليهم، فالركشات ومركبات الأمجاد وعلى مدار الساعة ترج تلك المياه الآسنة من حين لآخر وتعطر سكان تلك الأحياء والأزقة المتسخة التي كانت تعبرها شاحنات النفايات بأقذر ما استنشقته الأنوف، لا أعرف المسؤول عن هذه الهيئة ولكن نقول: (إنه مقصِّر في واجبه تجاه الولاية مهما كانت المسبِّبات)... السادة بولاية الخرطوم إن خطورة الأمر ستكون فيما هو آتٍ وعليكم مراقبة إحصاءات الإصابة بالملاريا، الكوليرا، الحميات والوفيات.. ٭٭(ظروف) صحفية طرح الدكتور ياسر محجوب ورقة علمية للتداول بعنوان «حقوق وواجبات الصحفي» وذلك خلال الملتقى الذي نظمته لجنة ترقية أخلاقيات المهنة، وحظيت الورقة بنقاش مثمر حضرها عددٌ كبيرٌ من المهتمين. وتناولت الورقة محاور حساسة في الحقوق والواجبات وإشكالات قطاع الصحافة والطباعة والنشر، وأودّ أن أُعلِّق على جزئية صغيرة بالورقة حيث جاء: (لا يحق للصحفي قبول تبرعات أو إعانات أو مزايا خاصة من جهات أجنبية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. كما لا يجوز للصحفي أن يعمل في جلب الإعلانات أو أن يحصل على أي مبالغ مباشرة أو غير مباشرة أو مزايا عن نشر الإعلانات بأي صفة..).. النص مقتبس من ميثاق الشرف الصحفي وفي جزئيته الأولى يحرم على الصحفي استلام مبالغ الجهات الأجنبية فقط وهذا يعني ضمنًا أنه لا مانع من تقاضي «مقابل مادي» من الجهات الوطنية وإلا لكان فصلها نصاً، أما جزئية تحريم الإعلان فهي مسألة تقوم عليها الصحافة نفسها نهايك عن الصحفي الذي تمنحه بعض الجهات السيادية إعلاناتها مباشرة ليستفيد من ريعها وبعلم إدارته في الصحيفة بل بعض الصحف تضاعف نسبة (العمولة) للإعلان الذي يأتي به الصحفي، ثم إن فقرة أخرى حظرت وضع اسم الصحفي على الإعلان (يعني اشتغل) وما تكتب اسمك.. والخلاصة لا ندري هل يعمل الصحفي في الإعلان أم لا؟!. فالصحافة سادتي تحتاج لتشريعات جديدة تراعي الحقوق بنصوص لا تقبل الاجتهاد والتأويل وتحتاج لقانون يحفظ للناشر حقة من التلف والخراب والخسائر الفادحة والمصادرة بعد الطبع. ٭٭ أفق قبل الأخير: هذا الوضع يقود للقول بقاعدة ذهبية تستوعب الميثاق: (ظروف صحفية خير من إعلان مبوب).. ٭٭ أفق أخير: بجي الخريف والصحافة بتقيف.