العنوان أعلاه أعنيه تماماً.. لأن هذا الحدث ليس نسجاً من الخيال إنما حقيقة واقعية شهدها «مطار الخرطوم» قبل فترة ليست بالقصيرة في أبشع جريمة.. فالرعب.. الخوف .. وعدم الأمان جميعها تصب في خندق «الجريمة». وإليكم أعزائي هذا الحدث والذي اهتزت له كل الأركان بدءًا من «السودان» مرورًا إلى «جدة» والذي كان ضحيته الأخ المرحوم «سراج عبدا لرحمن»، سراج رجل «معوق» مبتور «الرجلين» محمول على «كرسي عجلة» مريض.. حضر لمطار الخرطوم من أجل العودة لزوجته وأبنائه وأحبائه بالمملكة العربية السعودية «جدة» بعد «إجازة» قضاها بين أهله وعشيرته.. إلا أن ذلك اللقاء مع أهله لم يتم.. السبب .. أحد «ضباط المطار» منزوع الرحمة منعه من السفر بحجة «عدم وجود خلو طرف من الضرائب» علماً بأنه يحمل «إعفاءً» كاملاً من مسؤول الضرائب بقنصلية «جدة» نسبة لحالته الصحية والتي تفرض عليهم ذلك«هباب الطين» أو ضابط الجوازات لم يرق له ذلك بل أصرّ على موقفه «المخزي» بالرغم من توسلات صاحب الشأن «سراج» وأخطره بأنه مريض ولا يتحمل كل هذا التأخير.. السيد/ الضابط منزوع الرحمة أصرّ على موقفه ومنعه من السفر «بتلك الحجة ».!! رجع المريض المعوق المحمول على «كرسي عجلة» رجع غاضباً لمنزله من هذا الموقف «المزري» من ضابط الجوازات الذي لم يراعِ لحالته الصحية التي أمام عينيه.. وعند رجوعه أي «سراج عبد الرحمن» لمنزله لم يمكث ساعات حيث فارق الحياة وسط دهشة أهله ودهشة الجميع آه .. آه .. يا لوعة القلب المدجج بالحزن.. وخيبة الرجاء في لقاء لم يتم مع زوجته المكلومة وأبنائه.. لم نكن نعلم يا سراج بأنك سوف تكون رهين «القيد» لشخوص لا يعرفون ولا يقدرون حالتك الصحية وأنت محمول على ذلك الكرسي مبتور الرجلين. جاءنا النبأ الحزين.. وقد انطفأت مصابيح حياتك إنني أبكيك من القلب إلى يوم رحيلي.. وقد لا نبكي في أشد لحظات الألم والحزن ولكن اليوم أبكيك يا أبا «معتز» والتفكير مهما بلغ التعبير لن يستطيع أن يسطر في سجاياك ومزاياك وخلقك الرفيع ما يوفيك حقك كاملاً.. فقد تشتت الكلمات وشلت قدرتنا على أن نعبِّر عما يجيش في قلوبنا.. لكن عزاء الجميع أنك انتقلت إلى رحاب الخالق الذي ندعوه ودعوناه لك بالمغفرة وشآبيب الرحمة وما ذلك على الله بعزيز ورحمته وسعت كل شيء. وداعاً أبا «معز» أودع سيفك السحاب وسجى جسدك المنهك على ثرى الوطن.. عليك سلام.. عليك سلام.. عليك سلام الله.