امانة الشباب والطلاب منبر السلام العادل إن الشباب هم قادة الغد وأمل المستقبل وعلى اكتافهم تقام حضارات وتُرفع امجاد، وإذا أردت أن تعرف الامة وحقيقة امرها، فلاتسأل عن ذهبها وبترولها ورصيدها المالذ، ولكن انظر الى شبابها فان رايته شبابًا متدينًا متسكًا بقيمه الاصلية منشغلاً بمعالي الامور قابضًا بأذيال الكمال، واهداب الفضائل، فاعلم انها امة جليلة الشأن، رفيعة القدر قوية البناء، مرفوعة العلم لاينال منها عدو، ولايطمع فيها قوي. وإذا رأيت شباب الأمة هابط الخلق والقيم، منشغلاً بسفاسف الأمور، يتساقط على الرذائل ، فاعلم انها امة ضعيفة البناء، مفككة الاوصال هشة الارادة، سرعان ما تنهار امام عدوها، فيستلب خيراتها، ويحقر مقدساتها ويهين كرامتها ويشوه تاريخها وثقافتها. أن الشباب عماد الوطن وهمومهم ومايحزنهم يحدد عنوان النصر والهزيمة، فإن كان الشباب جادًا تكون الأمة جادة وإن كان الشباب هائمًا على شهواته تكون الأمة خانعة. فلنسأل انفسنا بلاد الأندلس كانت حصينة ومنيعة انهارت من القوة الى الضعف.. هل كان ذلك لقوة الاعداء ؟! ام لغفلة المسلمين عن دينهم وخلقهم؟ فقد كان السبب فى سقوط الأندلس شاب. نعم كان الشاب هو المقياس والمعيار لضعف الاندلس والمسلمين فيها. كان البرتغاليون يرسلون بجواسيسهم الى الاندلس ليستكشفوا حالها وحال اهلها حتى لايندفعوا الى غزوها بدون تجهيز ودراسة وفى إحدى المرات دخل فيها جاسوس برتغالي متنكر فى زي تاجر الى الاندلس وجد هناك شبابًا يتسابقون على خيلهم، وآخرين يتبارزون بسيوفهم ليتدربوا فى فنون القتال، وعلى عزلة من الشباب كان هناك شاب يجلس وحيدًا حزينًا عيناه تبكيان بحرقة شديدة فاقترب منه وسأله عن سبب بكائه. فقال له ان صديقًا له قد تفوق عليه فى حفظ القرآن الكريم واحاديث الرسول الكريم لذلك فهو حزين يبكي، فعلى الفور عاد الجاسوس الى بلاده محذرًا و موجهًا بل وناهيًا عن غزو الأندلس فى ذلك التوقيت لأن الاندلس فى قمة قوتها وتألقها. هكذا كان الشباب هو عنوان قوة الأندلس وشموخها، لكن السنوات مرت سريعًا وجاء جاسوس آخر ليتجسس الأخبار وهل حان الوقت ام لا، وبنفس الطريقة السابقةه دخل الجاسوس الاندلس فوجد شابًا يبكي فدنا منه ليسأله عن سبب بكائه فقال له: ان حبيبتى قد فارقتي! ثلاث كلمات كانت قد تطير الجاسوس من الفرح ليذزهب الى مرسليه ويأمرهم بسرعة الغزو لأن الوقت قد حان، والقوة كانت فى امر كان.. وضاعت الاندلس بعد ثمانية قرون بسبب من، بسبب من لا يعرفون انهم عصب الاوطان وحماته ورجاله، ضاعت الاندلس بثلاث كلمات من شاب وهذا هو حال بعض الشباب اليوم. اصبح بض الشباب لا يفكر فى هموم الوطن وقضايا أمته منغمسًا فى بحار الشهوات والملذات ، لهوًا وراء المسلسلات والاغانى والافلام ، شباب بلا عقيدة يرجع اليها، بلا أمل فى المستقبل، فهل نحن فى طريقنا الى الأندلس؟.